الشارقة 24 - محمد الحمادي:
كرّم صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، بحضور قرينته، سمو الشيخة جواهر بنت محمد القاسمي، رئيسة مؤسسة القلب الكبير، منظمة مواهب بلا حدود، الفائزة بالدورة السابعة من جائزة الشارقة الدولية لمناصرة ودعم اللاجئين، خلال الحفل الذي أقيم صباح الأربعاء في مسرح أكاديمية العلوم الشرطية بالشارقة.
واستهل الحفل بالسلام الوطني لدولة الإمارات العربية المتحدة، عقبه عرضاً مرئياً عن جائزة الشارقة الدولية لمناصرة ودعم اللاجئين، ألقت بعدها سمو الشيخة جواهر بنت محمد القاسمي، رئيسة مؤسسة القلب الكبير الكلمة الافتتاحية للحفل قالت فيها "بدايةً، أتوجه بالشكر الجزيل باسمي وبالنيابة عن مؤسسة القلب الكبير لصاحب السمو حاكم الشارقة، لحرصه الشديد على دعم هذه الجائزة، وعلى استمراريتها وتطورها في أداء رسالتها، في وقت كثرت فيه الصراعات والكوارث والنكبات ومختلف أسباب الفقر واللجوء، ومن حكمة الله عز وجل في مواجهة هذه الظروف الصعبة، أنْ خلقَ التوازن في هذا الكون وترك لنا الخيار بأن نكون أيادي العون في مواجهة المِحن، لهذا يحق لكم أن تشعروا بالفخر، لأنكم حملتم الخير أمانة وجعلتموه نهج حياة".
وأضافت سموها "الخير ليس مجرد عمل عابر ومعزول، بل ثقافة ووعي وقرار يومي لا تراجع فيه بأن نرى عملنا يثمر في حياة الآخرين، وأن نرى ما نقوم به يتحول إلى بسمة على وجه طفل، ومصدر علم لعقل شاب، ورعاية لأسرة أضعفتها الظروف، ومستقبل فيه أمل للأجيال القادمة، هكذا نفهم الخير، ولهذا أطلقنا جائزة الشارقة الدولية لمناصرة ودعم اللاجئين، لتظل تذكر بأن لهذا الخير رموزه المبدعين، وتظل تقدم للعالم نماذج ملهمة للأمل والعطاء".
وفي ختام حديثها وجهت سمو رئيسة مؤسسة القلب الكبير الدعوة إلى أهل الخير ليكونوا دوماً على قدر الأمل بهم، مشيرةً إلى أن العمل سيستمر فالمهمة لم تنته بعد.
وألقت مريم الحمادي مديرة مؤسسة القلب الكبير كلمة قالت فيها "نلتقي معكم اليوم في سياق تنافسي مختلف، وهي المنافسة في الخير وعلى الخير، الجميع فيها فائز رغم أنها تتوج فائزاً واحداً، فقرار تبني الخير الذي اخترناه وإياكم هو فوز كبير بحد ذاته لأنه قرار احترام حق الإنسان على أخيه الإنسان، وقرار المحبة والعطاء والتعاون، فهذا الخيار الحر الواعي شكّل مشهد العمل الإنساني الحقيقي في العالم، وإذا كان اللاجئون لم يختاروا مصيرهم وأجبروا عليه قهراً وظلماً، فقد اخترنا في الشارقة بقيادة صاحب السمو حاكم الشارقة، ورعاية سمو الشيخة جواهر بنت محمد القاسمي، الوقوف إلى جانبهم حباً وطواعية".
وأضافت مديرة مؤسسة القلب الكبير "تقدم جائزة الشارقة الدولية لدعم ومناصرة اللاجئين للعالم نموذجاً سباقاً في دعم اللاجئين وتوفير الفرص والبدايات الجديدة، فمثل هذه النماذج المميزة تستحق أن يبادر الأفراد والمجتمعات للوقوف إلى جانبها ليمتد أثرها من محتاج ولاجئ واحد إلى الآلاف والملايين حول العالم".
وهنأت الحمادي في ختام كلمتها منظمة مواهب بلا حدود مشيرة إلى أنها استحقت هذا التكريم بكل جدارة واستحقاق نظراً لاجتهادها وابتكارها وإنجازها، إضافة إلى تسليط الضوء على حقائق يغفل عنها العالم، وهي أن الكثير من اللاجئين هم أشخاص يمتلكون من القدرات والمواهب والرؤى والطموحات ما يجعلهم إضافة حقيقية للمجتمعات المضيفة إذا استثمرت بالشكل الصحيح، مشيدةً بجهود أعضاء لجنة اختيار الفائز بجائزة الشارقة الدولية لدعم ومناصرة اللاجئين.
كما توجه خالد خليفة الممثل الإقليمي لمفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين لدى دول مجلس التعاون الخليجي ومستشار المفوض السامي للتمويل الإسلامي، بتحية تقدير وعرفان لصاحب السمو حاكم الشارقة وقرينته سمو الشيخة جواهر القاسمي، خلال كلمة ألقاها واصفاً سموها بأنها المناصرة البارزة للمفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين والشخصية الرائدة ذات الرؤية الثاقبة، وصاحبة القلب الكبير والمساهمات الكريمة التي تقدر بحوالي 30 مليون دولار منذ عام 2013، والتي أسهمت بتحسين الظروف المعيشيّة لأكثر من مليون لاجئ حول العالم.
وأكد الممثل الإقليمي لمفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين لدى دول مجلس التعاون الخليجي أن اللاجئون ليسوا أرقاماً بل هم أطباء ومهندسون مهرة ومطورو البرامج، واصفاً بأن العديد منهم يتمتع بالمهارات لكنهم يفتقرون إلى الفرص، لكنهم يجدون أنفسهم في بلدان لا يحق لهم العمل فيها، مشيراً إلى أن إشراك الحكومات والقطاع الخاص والمنظمات غير الربحية، يخلق مسارات آمنة ومنتظمة تمكن اللاجئين من الانتقال للعمل واستئناف حياتهم المهنية وإعادة بناء حياتهم، مهنئاً منظمة مواهب بلا حدود على فوزها بالجائزة ومثمناً جهود مؤسسة القلب الكبير وكافة فريق العمل المتفاني في مساعدة اللاجئين وتسليط الضوء على معاناتهم واستقطاب الدعم اللازم لهم، وإدخال الأمل والفرح إلى قلوبهم.
وتخلل الحفل استعراض مادة مصورة تناولت أبرز جهود وإنجازات منظمة مواهب بلا حدود وقصص النجاح في مساعدة اللاجئين والنازحين من أصحاب الخبرات والمهارات المهنية.
وتفضل صاحب السمو حاكم الشارقة بتكريم منظمة مواهب بلا حدود وتسليم ممثلي المنظمة الجائزة، من جهتها أعربت ستيفاني كوسنس المديرة التنفيذية لمنظمة مواهب بلا حدود، في كلمة لها في الحفل عن امتنانها وشكرها للقيادة الرشيدة في إمارة الشارقة والرؤية الحكيمة لتأسيس هذه الجائزة الراقية، ولمؤسسة القلب الكبير، والمفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، لالتزامهما الراسخ وجهودهما الحثيثة لضمان استمرار نجاحها في كل عام، مؤكدة امتلاك اللاجئين للمهارات والطموحات، وقدرتهم على إحداث التأثير الإيجابي وإثراء بيئة العمل والاقتصادات والمجتمعات عند إعطائهم الفرصة المناسبة والسماح لهم بالهجرة إلى الأماكن التي تحتاج إلى مهاراتهم وخبراتهم، وفي الوقت ذاته توسيع نطاق هذا الأثر الإيجابي ليعود على الأسر والمجتمعات اللاجئة في موطنهم الأصلي خلال عملية إعادة الإعمار.
وتناولت المديرة التنفيذية لمنظمة مواهب بلا حدود في كلمتها نجاحات المنظمة حيث ساهمت في مساعدة أكثر من 1200 لاجئ على إيجاد حلول مستدامة لحالات نزوحهم، والتي اعتبرتها جزءاً صغيراً بالمقارنة مع الإنجازات التي ستتحقق مستقبلاً بدعم كريم من إمارة الشارقة، مؤكدةً أنه لا يمكن لمؤسسة واحدة أن تجد حلاً لقضية اللاجئين والنازحين معاً، كون هذه القضية تتطلب جهوداً جماعية وتغييرات جذرية في الأنظمة والممارسات، مهديةً هذه الجائزة للاجئين والنازحين قسراً في جميع أنحاء العالم ممن يسعون لممارسة مهنهم وتحقيق أحلامهم في أحلك الظروف والتحديات، واعدةً إياهم بأن المنظمة سوف تبني عالماً يمكن للنازحين واللاجئين فيه أن يهاجروا للعمل بأمان وسلام.
وحول تجربة اللجوء، قالت يسرى مارديني سباحة أولمبية في الفريق الأولمبي للاجئين وسفيرة النوايا الحسنة للمفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين" مررت بمحنة اللجوء في عام 2015 وعانيت من قسوتها، ولهذا تحظى ولاية المفوضية ومبادرات مؤسسة القلب الكبير وسمو الشيخة جواهر القاسمي بمكانة عزيزة على قلبي، فسُموها من الشخصيات الملهمة التي تناصر قضية اللاجئين بلا كلل على مر السنوات، وتعد قدوة يحتذى بها كأول مناصرة بارزة لدى المفوضية".
وأضافت السباحة الأولمبية "مع تزايد أعداد الأشخاص حول العالم الذين أجبروا على الفرار من منازلهم، قد يكون من السهل نسيان أنهم أشخاص حقيقيون بقصص تحكي عن صمودهم في وجه الأزمات والطموحات والأحلام التي تلون أيامهم ببصيص مشرق من الأمل، كسفيرة للنوايا الحسنة للمفوضية، تمكنت من رواية قصتي وقصة العديد من اللاجئين الذين تعرفت عليهم طوال مسيرتي، لذلك أود أن أغتنم هذه الفرصة لتسليط الضوء على قصتي وقصة غيري من اللاجئين ونشر الوعي حول قضية اللاجئين حول العالم".
وتوجهت مارديني بالتهنئة إلى منظمة "مواهب بلا حدود" مجددةً شكرها لصاحب السمو حاكم الشارقة وقرينته سمو الشيخة جواهر القاسمي لرعايتهما هذه الجائزة تجسيداً لقيم الكرم والسخاء التي تمثل دولة الإمارات العربية المتحدة وشعبها.
وبفوزها بالجائزة حصلت منظمة "مواهب بلا حدود" على مكافئة قدرها 500 ألف درهم، بمساهمة خاصة من مؤسسة القلب الكبير، تكريماً لدورها الريادي ورؤيتها المبتكرة في دعم جهود العمل الإنساني المعني باللاجئين حول العالم، ودعمها لأكثر من 6000 لاجئ، حيث نجحت بتيسير وصول 1200 لاجئ لفرص شاغرة حول العالم، وقدَّمت خدماتها لأكثر من 5000 لاجئ من خلال فتح المجال أمامهم للتسجيل في قاعدة بياناتها، وربطهم مع أسواق العمل الباحثة عن كوادر وظيفية، إلى جانب تحفيز حكومات العديد من الدول المستضيفة للاجئين لتقديم تسهيلات في خدمات الهجرة والتأشيرات للاجئين، وتنظيم معرض توظيف دولي للاجئين ذوي المهارات والكفاءات المهنية.
كما عملت فرق عمل المنظمة الموزعة في مختلف دول العالم على تسهيل إجراءات هجرة اللاجئين وانتقالهم إلى الدول المضيفة للبدء في العمل، بالإضافة إلى تلبية احتياجاتهم الأساسية اليومية، ومساعدتهم في المعاملات والمستندات القانونية التي تضمن حصولهم على الخدمات الصحية وخدمات تعزيز الاندماج الاجتماعي، لضمان استقرارهم بعد الهجرة إلى الدول المضيفة واندماجهم مع المجتمعات الجديدة، وأثمرت جهود المنظمة بزيادة دخل اللاجئين السنوي بنسبة 750%، فضلاً عن إنشاء منصة رقمية لتوثيق المهارات والمؤهلات المهنية لأكثر من 65 ألف لاجئ حول العالم.
حضر حفل الافتتاح بجانب صاحب السمو حاكم الشارقة كل من: الشيخ محمد بن حميد القاسمي رئيس دائرة الإحصاء والتنمية المجتمعية، والشيخ صقر بن محمد القاسمي رئيس مجلس إدارة جمعية الشارقة الخيرية، والشيخة هند بنت ماجد القاسمي رئيسة مجلس سيدات أعمال الشارقة، والشيخ سالم بن محمد بن سالم القاسمي مدير هيئة الإنماء التجاري والسياحي، والشيخة جواهر بنت عبد الله القاسمي مديرة مؤسسة "فن"، وعدداً من كبار المسؤولين رؤساء ومدراء الدوائر والهيئات الحكومية، وممثلي المنظمات الإنسانية، وجمع من الإعلاميين.