اجتمع وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، في بكين الأحد، مع تشين قانغ وزير الخارجية الصيني، في أول زيارة لدبلوماسي أميركي كبير للصين منذ خمس سنوات، وسط فتور بالعلاقات الثنائية وآمال ضئيلة في تحقيق انفراجة، فيما يتعلق بقائمة طويلة من الخلافات.
الشارقة 24 – رويترز:
عقد وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن اجتماعات في بكين الأحد، وهو أول دبلوماسي أميركي كبير يزور الصين منذ خمس سنوات، وسط فتور في العلاقات الثنائية وآمال ضئيلة في تحقيق انفراجة، فيما يتعلق بقائمة طويلة من الخلافات بين أكبر اقتصادين في العالم.
وبعد تأجيل زيارة في فبراير بسبب تحليق ما يشتبه في أنه منطاد تجسس صيني في المجال الجوي الأميركي، أصبح بلينكن أكبر مسؤول أميركي يزور الصين، منذ تولى الرئيس جو بايدن منصبه في يناير 2021.
واستقبل تشين قانغ وزير الخارجية الصيني بلينكن والوفد المرافق له، عند باب فيلا في ساحة قصر دياويوتاي للضيافة في بكين، حيث أجرى الاثنان محادثة قصيرة باللغة الإنجليزية، قبل أن يتصافحا أمام العلمين الصيني والأميركي.
وبعد التوجه إلى غرفة الاجتماعات، لم يدل بلينكن ولا تشين بأي تصريحات أمام المراسلين، الذين سُمح لهم بالدخول لفترة وجيزة.
وكتبت هوا تشونينغ مساعدة وزير الخارجية الصيني التي تحضر الاجتماع على تويتر، فوق صورة لتشين وهو يصافح بلينكن "أتمنى أن يسهم هذا الاجتماع في إعادة العلاقات الصينية الأميركية، إلى المسار الذي اتفق عليه الرئيسان في بالي".
وخلال زيارته التي يختتمها الاثنين، من المتوقع أن يلتقي بلينكن أيضاً مع كبير الدبلوماسيين الصينيين وانغ يي، وربما الرئيس شي جين بينغ.
وقلل مسؤولون أميركيون قبل أيام من توقعات إحراز تقدم كبير خلال الزيارة، وفي حين أن الهدف الرئيسي لبلينكن سيكون إجراء مناقشات "صريحة ومباشرة وبناءة"، في محاولة لإنشاء قنوات اتصال مفتوحة ودائمة، لضمان عدم تحول التنافس الاستراتيجي بين البلدين إلى صراع.
وهناك توقعات بأن تمهد زيارة بلينكن الطريق لمزيد من الاجتماعات بين البلدين في الأشهر المقبلة، بما في ذلك زيارتان محتملتان لوزيرة الخزانة جانيت يلين، ووزيرة التجارة جينا رايموندو، كما يمكن أن تمهد لعقد اجتماعات بين شي وبايدن في قمم متعددة الأطراف، في وقت لاحق من العام.
وقال بايدن للصحفيين الأحد عن واقعة منطاد التجسس التي حدثت في فبراير، إنه لا يعتقد أن الزعامة الصينية علمت الكثير عن مكان المنطاد، أو ما قام به، وأضاف أنه يأمل في لقاء شي قريباً.
وتابع بايدن قائلاً "آمل أنه على مدى الأشهر المقبلة سألتقي مع شي مجدداً، ونتحدث عن الاختلافات المشروعة التي لدينا ونتطرق أيضاً لكيفية وجود مجالات يمكننا فيها أن نتفق".
وعقد بايدن وشي أول اجتماع لهما وجهاً لوجه بعد أن طال انتظاره على هامش قمة مجموعة العشرين في بالي في نوفمبر، وتحدثا بصراحة عن ملفات منها تايوان وكوريا الشمالية، وتعهدا بإجراء مزيد من الاتصالات.
وهدأ اجتماع الزعيمين في جزيرة بالي الإندونيسية المخاوف لفترة وجيزة من اندلاع حرب باردة جديدة، لكن التواصل رفيع المستوى أصبح نادراً في أعقاب تحليق المنطاد فوق الولايات المتحدة الذي صعَد التوتر.
تدهورت العلاقات بين البلدين في شتى المجالات، مما أثار مخاوف من احتمال اشتباكهما عسكرياً يوماً ما بسبب جزيرة تايوان التي تقول الصين إنها تابعة لها، كما أنهما على خلاف حول قضايا منها التجارة وجهود واشنطن لكبح صناعة أشباه الموصلات في الصين، وسجل بكين في مجال حقوق الإنسان.
ويتابع العالم زيارة بلينكن عن كثب، إذ أن أي تصعيد بين القوتين قد يكون له تداعيات عالمية على كل شيء، بداية من الأسواق المالية إلى طرق التجارة، وممارساتها وسلاسل الإمداد العالمية.
وقال مسؤول كبير في وزارة الخارجية الأميركية للصحفيين خلال التوقف في طوكيو للتزود بالوقود، قبل التوجه إلى بكين "هناك اعتراف من الجانبين، بأننا بحاجة إلى قنوات اتصال رفيعة المستوى".
وأضاف المسؤول "نحن في مرحلة مهمة من العلاقات، حيث أعتقد أن من المهم أن نقلل خطر سوء التقدير، أو كما يقول أصدقاؤنا الصينيون إنه ضرورة لوقف التدهور في العلاقات".
ومما يثير القلق بشكل خاص بالنسبة لجيران الصين، هو إحجامها عن المشاركة في محادثات منتظمة بين جيشها والجيش الأميركي، على الرغم من محاولات واشنطن المتكررة في هذا الصدد.
وفي حديثه في مؤتمر صحفي يوم الجمعة قبل مغادرته إلى بكين، قال بلينكن إن للرحلة ثلاثة أهداف رئيسية هي إنشاء آليات لإدارة الأزمات، وتعزيز مصالح الولايات المتحدة وحلفائها والتحدث مباشرة عن المخاوف ذات الصلة، واستكشاف مجالات التعاون المحتمل.
وأضاف بلينكن أنه سيثير أيضاً قضية المواطنين الأميركيين المحتجزين في الصين، بتهم تقول واشنطن إنها ذات دوافع سياسية.
وأشار مسؤولون أميركيون إلى أن من بين المسائل التي من المرجح مناقشتها، احتمال زيادة الرحلات الجوية التجارية بين البلدين، وكبح تدفق أنواع من المخدرات من الصين لكنهم حذروا من أن توقعات تحقيق نجاح في المحادثات ليست كبيرة.
وقال أحد المسؤولين الأميركيين "الجانبان يدركان جيداً الوضع الحالي للعلاقات الثنائية، نأتي هنا في محاولة للتأكد من أننا سنتمكن من إدارة ذلك بشكل مسؤول".