بحث وفد مجمع اللغة العربية في الشارقة، خلال زيارته، جامعة الفارابي الوطنية الكازاخية، سبل تعزيز التعاون الأكاديمي والثقافي المشترك، وجهود دعم تعليم لغة الضاد في الجامعات والمراكز اللغويّة بكازاخستان، وإمكانية ترجمة المخطوطات وتبادل الخبرات التّعليميّة.
الشارقة 24:
توجه وفد ثقافي أكاديمي من إمارة الشارقة، إلى جامعة الفارابي الوطنية في كازاخستان، لبحث سبل التعاون الأكاديمي والثقافي المشترك بين مجمع اللغة العربية في الشارقة، وقسم الدراسات الشّرقيّة بالجامعة، وضم الوفد الدكتور أمحمد صافي المستغانمي الأمين العام للمجمع، والدكتور محمد كامل المعيني رئيس مجلس إدارة المعهد الدولي للدبلوماسية الثقافية، واستقبله الدكتور جانسييت توينيبايف رئيس الجامعة الفارابي الوطنية، وعدد من أعضاء هيئة التدريس والطلاب.
دعم تعليم اللغة العربية في الجامعات والمراكز اللغويّة في كازاخستان
وجاءت الزيارة، في إطار جهود المجمع الرامية لدعم تعليم اللغة العربية في الجامعات والمراكز اللغويّة بكازاخستان، ودراسة إمكانية ترجمة المخطوطات وتبادل الخبرات التّعليميّة، بالإضافة إلى مناقشة خطط زيارات طلاّبيّة إلى الشارقة، للتّعرّف على الثقافة العربية والإماراتية، وجهود الإمارة ومجمع اللغة العربية، في إطلاق مشروع "المعجم التاريخي للغة العربيّة"، وأهميته في تعزيز التواصل الثقافي والحضاري بين الشعوب وتيسير تعليم اللغة العربية للناطقين بغيرها.
واطّلع أعضاء الوفد، على "مكتبة الفارابي" الحافلة بشتى الكتب والمصادر المعرفية والعلميّة بعدد من اللغات العالمية، إلى جانب مجموعة كبيرة من المخطوطات العربية، وغيرها من الكتب في مختلف اللغات الأجنبية، وزار وفد المجمع، المتحف الوطني في كازاخستان، الذي يضمّ قطعاً من أعظم مقتنيات التراث الكازاخي الذي يعكس تاريخ هذه الدولة التي شكلت الحضارة الإسلامية ملامح ماضيها وحاضرها.
المستغانمي: المبادرة نواة للتعاون والشراكات المعرفية
وأشار المستغانمي، إلى أهمية زيارة جامعة الفارابي الوطنية في كازاخستان، والتعرف على مكتبتها وأقسامها المتنوعة، لا سيما قسم الدراسات الشّرقيّة، والمعهد الدولي للدبلوماسية الثقافية، موضحاً أن تلك الزيارات واللقاءات تأتي في إطار مشروع الشارقة الثقافي والحضاري الذي يستند إلى الرؤية الحكيمة لصاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، الذي يؤكد أهمية الثقافة ودور الكتاب في بناء الإنسان، ويحرص على دعم تعليم اللغة العربية، ونشر رسالة السلام والتسامح في جميع بلدان العالم.
وأضاف ناقشنا جملة من المواضيع مع الدكتور جانسييت توينيبايف رئيس جامعة الفارابي، الذي قدم عدداً من المقترحات، حيث سيشكل هذا اللقاء نواة للتعاون المشترك والعمل الذي يعزز الشراكات المعرفية ويرتقي بآفاق تعليم اللغة العربية ونشر الثقافة والأدب بين دولة الإمارات العربية المتحدة وجمهورية كازاخستان، وسنحرص على اتخاذ إجراءات عملية في إطار التعاون بين المجمع اللغة العربية وجامعة الفارابي الوطنية في كازخستان، وبحث سبل إجراء تدريب للطلاب الكازاخيين في الشارقة.
المعيني: المبادرات المشتركة توطد علاقات الصداقة بين الجانبين
من جانبه، أكد الدكتور محمد كامل المعيني رئيس مجلس إدارة المعهد الدولي للدبلوماسية الثقافية في الإمارات، أهمية المبادرات التي يطلقها المعهد بالتعاون مع مجمع اللغة العربية بالشارقة، لدعم تعليم اللغة العربية لغير الناطقين بها، وتوطيد علاقات الصداقة والأخوة الراسخة بين الإمارات وكازاخستان.
توينيبايف: الترجمة تسهم بتعزيز الحوار والتبادل الثقافي والعلمي والمعرفي
بدوره، رحب الدكتور جانسييت توينيبايف رئيس جامعة الفارابي الوطنية، بالوفد الإماراتي، مؤكداً أهمية برامج تبادل الأساتذة والمعلمين والطلبة، وتنظيم مؤتمرات وندوات ولقاءات مشتركة بين الجانبين، موجهاً الدعوة للمتخصّصين في اللغتين العربية لزيارة كازاخستان، وأشار بأنه سيدرس إرسال متخصصين يتقنون اللغة العربية إلى الشارقة لتعزيز معرفتهم بالتراث العربي والإماراتي.
وأضاف أنه من خلال هذا التعاون سنشارك في تطوير اللغة في كلا البلدين، فمكتبة الفارابي الوطنية حافلة بالكتب والمصنفات والمخطوطات التي ألفها علماء عرب ومسلمون عن الثقافة العربية، وستسهم ترجمة الأعمال والمخطوطات القديمة المكتوبة باللغة العربية إلى اللغة الكازاخستانية، والمصنفات المكتوبة باللغة الكازاخستانية إلى العربية، بتعزيز الحوار والتبادل الثقافي والعلمي والمعرفي بين الجانبين.
وحقق مجمع اللغة العربية بالشارقة، إنجازات كبيرة من خلال التنسيق بين المجامع اللغوية، وتأسيس مظلة مشتركة لدعم أعمالها وأنشطتها بهدف تعزيز اللغة العربية وحمايتها وترسيخ مكانتها بين اللغات العالمية، بالإضافة إلى تأسيس مركز اللسان العربي لتعليم اللغة العربية لغير الناطقين بها، وإطلاق المعجم التاريخي للغة العربية، المشروع المعرفي الذي يؤرّخ لألفاظ لغة الضاد ويبين أساليبها وتطور دلالاتها عبر أكثر من 17 قرناً.