جار التحميل...

°C,
تدعو إلى إتاحة الفرصة للنساء لتحقيق أي شيء

حسناء الدومي.. أول مغربية تدرّب وتنقذ فريق كرة القدم للرجال

May 25, 2023 / 7:34 PM
حقّقت لاعبة كرة قدم مغربية سابقة، حلمها بأن تصبح أوّل امرأة تدرّب فريقاً للرجال في المملكة، وهي مقتنعة أن بإمكان النساء تحقيق أي شيء، ويجب فقط أن تُتاح لهن الفرصة.
الشارقة 24 – أ ف ب:

نجحت لاعبة كرة القدم السابقة حسناء الدومي، في تحقيق حلمها بأن تصبح أوّل امرأة تدرّب فريقاً للرجال في المغرب، وهي مقتنعة أن بإمكان النساء تحقيق أي شيء، يجب فقط أن تُتاح لهن الفرصة.

منذ مارس الماضي، تشرف المدرّبة الشابة (29 عاماً)، على تدريب نادي الاتحاد الرياضي بمدينة الفقيه بنصالح (وسط)، المشارك في القسم الثاني لبطولة الهواة.

في أجواء مرحة، توجّه حسناء تعليماتها للاعبيها وهي ترتدي سترة سوداء وقبعة رياضية مستعينة بصفارة، فوق أرضية ملعب متواضع.

وتوضح الدومي، بعد نهاية التمرين، أنه شرف لي أن أكون أوّل مدرّبة لفريق للرجال في المغرب، إنه أيضاً فخر بالنسبة لي ولوالدَي اللذين دعماني دائماً.

في مجتمع ما تزال تطبعه المحافظة، تأمل حسناء أن يكون توليها هذا المنصب بمثابة رسالة تعبّر من خلالها عن قناعتها، بأن النساء يمتلكن نفس الكفاءات تماماً مثل الرجال، يجب فقط منحهن الفرصة والدعم الضروري.

ولعل أداءها على رأس الفريق دليل على ذلك، فعندما تولّت تدريبه كان يقبع في المرتبة الثالثة عشرة في ترتيب البطولة، ما كان يتهدّده بالهبوط إلى الدرجة الموالية.

في ظل تلك الوضعية الصعبة، انتابتها مخاوف كبيرة، عندما اقترح عليها مسؤولو النادي تدريبه، كان يقبع في قعر الترتيب وكان الأمر أشبه بقنبلة موقوتة، كما توضح.

لكنها استطاعت كسب الرهان، وحقق الفريق تحت قيادتها سبعة انتصارات وتعادلين وكسب 23 نقطة، وهذا رقم قياسي في قسم الهواة، كما يشير المدير الفني للنادي عبد الرحيم الخديمي.

ويضيف أن حسناء أبحرت بسفينة الفريق الى برّ الأمان محققة البقاء في القسم الثاني لبطولة الهواة، وأنهى الفريق الموسم في وسط الترتيب.

بدورهم، يشعر اللاعبون بالارتياح لوضع الفريق تحت قيادة حسناء، رغم أن تعيينها مدربة لهم كان مفاجأة في البداية كما يؤكد القائد عبد الهادي بنان.

ويضيف بنان، وصلت في لحظة حسّاسة، لكننا عملنا يداً في يد واستطعنا تجاوز الصعوبات، ويصف حسناء بأن لديها شخصية قوية، تحسن الإنصات، مؤكّداً أن كونها امرأة، أدى في النهاية إلى أن يغيّر الكثيرون نظرتهم، ولو أن في رأيه الشخصي لا فرق بين امرأة ورجل.

وعلى الرغم من حداثة سنها، إلا أن حسناء راكمت مسيرة رياضية حافلة، فقد سبق لها أن أشرفت على تدريب فرق محلية للإناث وأخرى للفئات الصغرى، قبل أن تتولى مهمة مساعدة مدرب نادي أولمبيك الفقيه بنصالح، المشارك هو الآخر في إحدى أقسام الهواة.

قبل ذلك، لعبت في عدّة أندية في القسم الأول للبطولة النسوية منذ العام 2009.

وبعدما حقّقت حلمها في لعب كرة القدم، التي ترعرع حبّها في قلبي منذ الطفولة، راودتها الرغبة في خوض مغامرة التدريب، وذلك حتى تبقى قريبة من الملاعب، كما تشرح بحماس.

بالموازاة مع التدريب، تعمل حسناء مدرّسة للرياضة في ثانوية بمدينة الفقيه بنصالح، وترى نموذجها المثالي في كلّ من المدرب الإسباني الشهير بيب غوارديولا والمغربي وليد الركراكي.

لكنها لا تنسى أيضاً، المدربة المغربية لمياء بومهدي التي تشرف على تدريب الفريق النسوي لنادي مازيمبي الكونغولي الديموقراطي.

وحظيت تجربة حسناء، باحتفاء في الإعلام المحلي، لكنها تثير أيضاً بعض ردود الأفعال التمييزية، وتؤكد لا أحد يجرؤ على انتقادي في الواقع، لكن أحياناً في مواقع التواصل الاجتماعي يطلق البعض خلف الشاشات انتقادات وشتائم.

وهي تشعر أن الصعوبة الوحيدة بالنسبة لي، هي تلك النظرة التي تعتبر أن الكرة شأن يهم الرجال، لكنها تعتقد مع ذلك بأن الأمور تتحرك إيجاباً، خصوصاً في غمرة الشغف الذي ولّدته ملحمة أسود الأطلس في المونديال الأخير، وتضيف لاحظت أن عدداً متزايداً من النساء يرغبن في ممارسة كرة القدم.

وتختم مؤكدة قناعتها، إذا كان لديك هدف ما، فما عليك سوى أن تقاتل لبلوغه، وسوف تحقق ذلك بالرغبة والإصرار.
May 25, 2023 / 7:34 PM

مواضيع ذات صلة

أخبار ذات صلة

Rotate For an optimal experience, please
rotate your device to portrait mode.