أكدت فاطمة محمد رئيسة الإنتاج الإعلامي والتسويق بالمكتب الثقافي والإعلامي في المجلس الأعلى لشؤون الأسرة بالشارقة، أن ملتقى الشارقة للإعلام الأسري، سيخرج بعدة توصيات تهدف إلى تبني نموذج إعلامي أسري فاعل ومؤثر يخاطب كافة أفراد الأسرة، وتعزز مكانة الإعلام الأسري، وانتشار دوره في المؤسسات الإعلامية.
الشارقة 24 – عبد الحميد أبو نصر:
اختتم المكتب الثقافي والإعلامي في المجلس الأعلى لشؤون الأسرة بالشارقة، جلسات ملتقى الشارقة للإعلام الأسري بدورته الثالثة، بعد عقد العديد من الورش والجلسات الحوارية.
وأوضحت فاطمة محمد رئيسة الإنتاج الإعلامي والتسويق بالمكتب، في تصريحات خاصة لـ"الشارقة 24"، أن اليوم الختامي من ملتقى الشارقة للإعلام الأسري، شهد العديد من الجلسات وورش العمل، التي ناقشت كيفية إعداد الكادر الإعلامي المختص والمؤمن بأهمية الأسرة ودورها.
وأشارت محمد، إلى أن الملتقى في ختام أعماله، سيخرج بعدة توصيات، تهدف إلى تبني نموذج إعلامي أسري فاعل ومؤثر يخاطب بقيمنا الأصيلة، كافة أفراد الأسرة، وتعزز مكانة الإعلام الأسري، وانتشار دوره في المؤسسات الإعلامية.
وكان الملتقى، قد قدم في اليوم الأول، عدة منصات وجلسات حوارية وورش عمل متنوعة، تركز على أهم القضايا المتعلقة بعلاقة الإعلام في أداء الأسرة لمسؤولياتها.
وتضمن برنامج الملتقى، عدة منصات، وهي منصة الخبرات، والمنصة الإثرائية، والمنصة التفاعلية، والمنصة التأهيلية، وتتضمن هذه المنصات عروضاً لأوراق عمل وجلسات حوارية وورش تحقق أهداف عنوان الملتقى هذا العام بعنوان "تحديات الممارسة العملية واستثمار الفرص".
وبدأ الملتقى بكلمة المكتب، وقدمها د. سعيد العمودي، موظف إعلام أسري في المكتب، حيث بدأها بالشكر والترحيب، ثم قال: الأسرة هي الملاذ الأول منذ الأزل.. وعمود البيتِ المتأصِّل.. وبها تبنى المجتمعات بكافة أطيافها ومعتقداتها وثقافاتها، ليكون هذا الاختلاف سبباً في التلاقي والتعارف بين الشعوب فيكون الامتداد للبشرية بإحكامٍ مكتمل، يقول الله تعالى: "يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوباً وقبائل لتعارفوا".
وأضاف العمودي، لقد أفاق العالمُ على أهمية الأسرة في أداء مسؤولياتها تجاه واقعٍ يتحدى القيم التي لا ينجح مجتمعٌ متحضّر من دونها، وبدأت علومٌ- كعلم الاجتماع- تأخذ مكانها في صدارة التأثير والمحافظة على الكيان البشري من كل تهديدات بقائه قوياً مؤثراً في ظل الانفتاح الكبير على ثقافاتٍ تليق بفكر الإنسان وسلوكه وسبب وجوده في الحياة، تليق بإنسانيةٍ كرّمه الله تعالى به من عليائه.
وأوضح أن الانفتاح وإن كانت له مسارات مختلفة كالأسفار والمطالعات واستقدام الخبرات الخارجية وغيرها، فإن العنوان الرئيس له في عصرنا هذا هو الإعلام بأشكاله المختلفة، ذلك لأنه نافذةٌ تُصدّر من خلالها وتُستورد وقائع وأحداث وثقافات وعادات وتقاليد، تتّصف بالاختلاف والتباين فيما بينها، نعم، هناك حركة لا تتوقف ولا تهدأ من استقبال وإرسال سواء أكانت الموضوعات واضحة المعالم والرؤية، أو كانت غامضة الأبعاد والأهداف.
واستطرد العمودي قائلاً: لما تجاوز الانفتاح أهداف التواصل والتعارف والتبادل المعرفي بين البشر إلى أضرارٍ باتت تعاني منها مجتمعاتٌ وتكشف غموضها دولٌ، وتُظِهر آثار لا تليق بمجتمعات ترنو بتحضّرها إلى غايات الأمان والاستقرار، بدأت التساؤلات عن الأسباب، فكان هناك شبه اتفاق على أن الإعلام وتفرعاته المختلفة في واجهة الأسباب التي رسمت هذا الواقع، لا لشيء سوى أنه فضاء يتسع لبث كل الصراعات الفكرية والأخلاقية والسلوكية، خاصةً الإعلام الرقمي الذي وسّع من دائرة الانفتاح على كل ما في العالم من تفاصيل.
ثم تم عرض فيلم من إنتاج المكتب حول دور الإعلام في القضايا الأسرية، وبدأت أولى جلسات الملتقى من منصة الخبرات، وقدمت جلسة حوارية بعنوان "تحديات الممارسة العملية واستثمار الفرص" شارك فيها الإعلامي المصري د. إبراهيم الكرداني، والإعلامية الكويتية إيمان النجم، وأدارت الجلسة الإعلامية عائشة الرويمة.
وطرحت الجلسة، عدة محاور للنقاش، منها التحديات التي تواجهها الأسرة من خلال الإعلام وعن الفرص المتاحة لمواجهة هذه التحديات، حيث أكد د. الكرداني، أن التحديات التي تواجهها الأسر اليوم كبيرة خاصة في ظل انتشار وسائل التواصل الاجتماعي، والتي تجعل الأمور خارجة عن السيطرة، لذا ينبغي أن تحرص الأسر على ترابطها وعلى تعزيز قميها لتكون هي المرجعية الأساسية للأبناء، كما تحدثت النجم عن ضرورة ضخ الأموال لصناعة نجوم قادرين على تعزيز الثقافات الأسرية الصحيحة، ودعم القيم والأخلاق، وتساعد الأسر على المضي في الطريق الصحيح، فما اعتدنا عليه أن الشهرة تصنع المال، أما اليوم فعلينا أن نوظف الأموال لندعم شخصيات مؤثرة شهيرة قادرة على إحداث التغيير.
وبعدها قدمت المنصة الإثرائية، جلسة "التربية الإعلامية - المفهوم والتطبيق"، وقدمتها د. شيرين موسى أستاذة الإعلام الرقمي في كلية الخوارزمي الدولية، وورقة "مخاطبة الأسرة إعلامياً عبر توظيف السمات الفنية الموجهة لهم" (مهرجان الشارقة السينمائي الدولي للأطفال والشباب نموذجاً)، وقدمتها الشيخة جواهر بنت عبد الله القاسمي مديرة مؤسسة فن لسينما الطفل، وورقة عمل قدمتها شيخة الجابري، عضو مجلس اتحاد كتاب وأدباء الإمارات، بعنوان "الإعلام الجديد واتجاهاته في دعم قيم الأسرة"، وعرجت فيها على التعريف بمفهوم التربية الإعلامية ومجالاتها المختلفة والتي تتضمن المهارات الإعلامية الأساسية، التواصل والاتصال، المعلوماتية، حقوق الإنسان والديمقراطية، الإعلام الجديد، التنمية المستدامة.
وأشارت إلى أهمية التربية الإعلامية من حيث تطوير المهارات الإعلامية وزيادة الوعي الإعلامي ودعم المواطنة الإعلامية وتعزيز التواصل والتعاون، بالإضافة إلى أدوات التربية الإعلامية والتي تتضمن استخدام تقنيات التعليم الإلكتروني، استخدام المواد المرئية والمسموعة، استخدام وسائل التواصل الاجتماعي، واستخدام ألعاب التعلم.
ورصدت موسى، عدداً من تطبيقات التربية الإعلامية ومنها تحليل المعلومات، المهارات الإعلامية، حقوق النشر وحقوق الملكية الفكرية، وتعزيز أخلاقيات الإعلام والتواصل الرقمي.
وقدمت بعد ذلك الشيخة جواهر بنت عبد الله القاسمي مديرة مؤسسة فن - الفن الإعلامي للأطفال والناشئة، ورقة عمل عنوانها "مهرجان الشارقة السينمائي الدولي للأطفال والشباب نموذجاً"، تطرقت من خلالها إلى عدة محاور أهمها: أبرز الفرص والتحديات التي تواجه مؤسسات الطفل والأسرة في صناعة المحتوى المتخصص، وأهم السمات الفنية التي تجذب الجمهور إلى الحضور والتفاعل مع المهرجانات وبرامج الأسرة والطفل، ثم تحدثت عن تجربة مهرجان الشارقة السينمائي الدولي للأطفال والشباب.
ثم تحدثت شيخة الجابري المستشار الإعلامي، في مؤسسة التنمية الأسرية بأبوظبي في ورقتها، وعنوانها "الإعلام الجديد واتجاهاته في دعم قيم الأسرة"، قدمت فيها نبذة عن الإعلام الجديد ومستجداته والقيم الأسرية، والاتجاهات الجديدة للإعلام ومنصاته الحديثة وأثرها الإيجابي والسلبي على الفرد والأسرة والـمجتمع، متطرقة إلى التحديات والفرص في دعم القيم الأسرية، وصناع المحتوى والمؤسسات العاملة في مجال الأسرة والطفل، وطرق غرس القيم الأسرية من خلال المؤثرين.
ثم بدأت جلسة المنصة التفاعليةـ والتي عقد فيها حوار بين أُسر لها تجارب في إنشاء محتوى إعلامي وشارك فيها بدر بن محمد وأسرته، د. سيف درويش وأسرته، وأحمد الغنيمي وأسرته، وأدارت الجلسة الإعلامية عائشة الزعابي، وقام الضيوف خلالها باستعراض تجاربهم في أسرهم وكيفية دخولهم مجال التواصل الاجتماعي والمحتوى الذي يقدمونه خدمة للمجتمع وكذلك التحديات التي يواجهونها وبخاصة في كيفية توصيل الرسائل والمحتوى لأبنائهم والجيل الجديد وإقبال الناس على الرسائل إيجاباً وسلباً، وكيفية صناعة المحتوى الذي يواكب الجيل الحالي، وكيف تغير محتواهم بسبب تأثير التطورات في التقنيات والمتغيرات الكثيرة التي أثرت بشكل أو بآخر في المواد والمحتوى.
وبعدها قدمت المنصة التأهيلية، ورشة بعنوان "كيفية تفعيل التواصل والاتصال الداخلي في المجموعات الإعلامية"، وقدم الورشة الإعلامي عبد الله الشحي، والذي ومن واقع تجربته سلط الضوء على أهم أسياسيات المؤثرين في مواقع التواصل الاجتماعي، مؤكداً ضرورة المصداقية ووضوح الهدف وعدم السعي فقط للربح المادي ولو على حساب القيم، وأشار إلى أن من يقدمون المحتوى التافه أو الفارغ من أي قيمة فقط لتحقيق أكبر عدد من المشاهدات، وبالتالي جني الأموال دون تعب أو جهد.