عقد المكتب الثقافي والإعلامي في المجلس الأعلى لشؤون الأسرة بالشارقة، ورشتين تفاعليتين الأولى بعنوان "المؤثرون والقيم الأسرية...تجربة منذر المزكي"، والثانية بعنوان "كاريزما الظهور الرقمي"، وذلك ضمن برنامج اليوم الثاني والأخير لملتقى الشارقة للإعلام الأسري في دورته الثانية.
الشارقة 24:
نظم المكتب الثقافي والإعلامي في المجلس الأعلى لشؤون الأسرة بالشارقة، ورشة تفاعلية بعنوان "المؤثرون والقيم الأسرية...تجربة منذر المزكي"، وذلك ضمن برنامج اليوم الثاني والأخير لملتقى الشارقة للإعلام الأسري في دورته الثانية، والذي انطلق على مدار يومي الخامس عشر والسادس عشر من مارس الجاري، وذلك عبر تطبيق زوم.
وقدم الورشة التفاعلية الإعلامي منذر المزكي، وأدارتها عائشة عثمان نائب مدير تحرير مجلة مرامي الإلكترونية، وفي البداية تم تسليط الضوء على تجربة المزكي باعتباره أحد المؤثرين الناجحين في وسائل التواصل الاجتماعي، والذي أكد ضرورة الحفاظ على المحتوى الإيجابي في كافة رسائلنا الإعلامية، وأوضح تخرجنا جميعاً من مدرسة المغفور له الشيخ زايد طيب الله ثراه، وتعلمنا كيف نكون مؤثرين حقيقين، بحيث يستمر هذا الأثر، ولا يكون كالفقاعة التي تتلاشى سريعاً.
وأضاف المزكي، السر وراء رقي محتوى أغلبية المؤثرين في الدولة يرجع لأنهم يعتبرون وطنهم الإمارات أمهم التي يحبون أن تظهر في أجمل وأفضل صورة، وفي حال كان هناك جانب سلبي لا يتم التركيز عليه، بل يقدم المؤثر مقترحاً يمكن الأخذ به لتصحيح الأمور السلبية، فالسر لنجاحنا كمؤثرين من خلال وسائل التواصل الاجتماعي يكمن في تكاملنا، فنحن جميعنا نكمل بعضنا وهدفنا واحد وهو ترك أثر إيجابي لدى كل من يتابعنا.
وأشار المزكي، إلى أن المؤثرين الإماراتيين يملكون مستوى من المسؤولية والوعي، ومدركين أنهم يمثلون "عيال زايد"، ويفخرون بهذا، لذا هم يحرصون على تقديم محتوى مناسب مع الحفاظ على الموروث الإماراتي.
وتم خلال الورشة، عرض فيديوهات عن أبرز وأجمل ما قدمه المزكي كنماذج إيجابية لما يمكن لوسائل التواصل الاجتماعي أن تقدمه، حيث أكد أن هدفه الأول ترسيخ فكرة الحب والتسامح والتعايش على أرض الإمارات التي تضم مختلف الجنسيات، والعمل على ضوء المقولة :"اصنع ابتسامتهم لتصنع يومك"، ولهذا حرص المزكي، على تحقيق أمنية لمؤذن عاش على أرض الإمارات لـ43 سنة، حيث أخذه وأسرته وأحفاده في جولة في أجمل مناطق دبي، كما استضاف عامل نظافة ومزارعاً في جولة مماثلة، كدليل عل إمكانية تقديم القيم في أجمل صورها، من خلال وسائل التواصل الاجتماعي، وإمكانية أن تكون رسائلنا مؤثرة وصادقة وجميلة.
واختتمت الورشة، بنصيحة للشباب، بأن يحرصوا على تصوير بلدهم بأجمل صورة كما الحرص على تصوير بيوتهم بأجمل صورة، وأكد أن الشهرة مسؤولية، وهي ابتلاء قبل أن تكون امتياز، فلا يجب أن يغفل المؤثر عن تسخير نفوذ وقوة شهرته في خدمة مجتمعه ووطنه.
ونظم الملتقى ورشة تفاعلية ثانية بعنوان، "كاريزما الظهور الرقمي"، قدمها ماجد الغامدي المستشار الإعلامي في جهاز إذاعة وتلفزيون الخليج، وأدارها د. سعيد العمودي، موظف إعلام أسري في المكتب الثقافي والإعلامي.
وسلط الغامدي، الضوء على أهم آليات الوصول للكاريزما المطلوبة للظهور الإعلامي الرصين المدروس البعيد عن العشوائية، وأكد ضرورة التعامل مع أي وسيلة إعلامية باعتبارها وسيلة بالفعل وليست غاية، واستخدامها مرهون بمدى حاجتنا لها، كما أكد على ضرورة الحرص على تكوين صورة ذهنية صحيحة للمؤثر الإعلامي وتشكل هويته الإعلامية التي سيعرفه الناس من خلالها ويتذكرونه بسببها.
وعند التحدث عن تأثير الإعلام الرقمي اليوم على الطفل تحديداً، أشار الغامدي إلى اختلاف نتائج الدراسات في الفترة الأخيرة، حيث كانت الدراسات تؤكد أن أغلبية مستخدمي اليوتيوب مثلاً هم من الشباب، أما اليوم فالدراسات تشير وتؤكد أنهم من الأطفال، ولهذا ينبغي تكثيف دور الوالدين في متابعة الأبناء، وإيجاد البدائل الإيجابية لهم، كالقراءة والرياضة والدورات التدريبية وغيرها، وبالطبع يعتبر خيار نزع الأجهزة من بين أيديهم اليوم خياراً مستحيلاً، حيث أوضح لسنا في زمن أجهزة تنزع، ولكننا في زمن قيم تزرع، حيث ينبغي أن يحرص الوالدان على زرع القيم في نفوس الأبناء لتتكون لديهم رقابة داخلية تحميهم من السلبيات.
وأشار الغامدي، إلى وجود أسر لديها قنوات للتواصل الاجتماعي، والبعض منها يقدم محتوى تعليمياً مهماً، والبعض الآخر على العكس يضرب القيم والمبادئ والأخلاق من خلال ما يقدمه، ولكن بالعموم يفضل عدم إقحام الأطفال في هذه القنوات، حيث أضاف ينبغي أن يعيش الطفل طفولته الحقيقية، وإقحامه في عالم الشهرة والعمل من خلال هذه القنوات يحرمه من الكثير من الأشياء التي لا تعوض، لهذا أرى ضرورة وجود ميثاق شرف لإعلام الطفل أو للإعلام الأسري.
كما تحدث الغامدي، عن ظاهرة التشتت الرقمي التي نعيشها اليوم، مؤكداً ضرورة تدخل الأهل بشكل جدي لحماية الأبناء من التشتت الرقمي في حال تركت لهم كامل الحرية في استخدام الأجهزة، بل ينبغي تخصيص وقت لممارسة الأنشطة المتنوعة لحماية الأطفال من سلبيات هذا التشتت.