اتفق الطرفان المتناحران في السودان، اليوم الثلاثاء، على وقف لإطلاق النار لسبعة أيام، اعتباراً من يوم الخميس المقبل، بعد وساطة من جنوب السودان، رغم أن زيادة الضربات الجوية وإطلاق النار في منطقة الخرطوم، تقوض الهدنة الحالية.
الشارقة 24 – رويترز:
أعلن جنوب السودان، اليوم الثلاثاء، اتفاق الطرفين المتناحرين في السودان، على وقف لإطلاق النار لسبعة أيام، اعتباراً من يوم الخميس المقبل، رغم أن زيادة الضربات الجوية، وإطلاق النار في منطقة الخرطوم، تقوض الهدنة الحالية.
ولم تصمد اتفاقات سابقة بوقف إطلاق النار، لمدد بين 24 و72 ساعة في الصراع الذي اندلع في منتصف إبريل الماضي، بين الجيش وقوات الدعم السريع.
وأوضحت وزارة خارجية جنوب السودان في بيان، أن جهود وساطة قادها الرئيس سلفا كير، أفضت إلى اتفاق بين طرفي الصراع على هدنة لفترة أطول، وتعيين ممثلين في محادثات سلام.
ويسري الاتفاق الأحدث، بدءاً من الرابع من مايو الجاري، حتى 11 من الشهر نفسه.
ولم يتضح حتى الآن مدى تماسك هذا الاتفاق بين قائد الجيش السوداني عبد الفتاح البرهان، وقائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو.
وأفاد شهود، اليوم الثلاثاء، بشن المزيد من الضربات الجوية، على مدينتي أم درمان وبحري.
واستهدفت طائرات الجيش السوداني، مواقع قوات الدعم السريع، وأمكن سماع دوي نيران مضادة للطائرات من الخرطوم.
وقصفت طائرات الجيش، وحدات الدعم السريع، داخل الأحياء السكنية بمنطقة العاصمة، وربما يمتد الصراع أيضاً إلى منطقة دارفور بغرب السودان.
ولا يُظهر قائداً الجيش وقوات الدعم السريع، أي مؤشر على التراجع، ومع ذلك فإنهما ليسا قادرين على تحقيق نصر سريع فيما يبدو.
وأعلنت الأمم المتحدة، أن القتال في منطقة الخرطوم دخل أسبوعه الثالث، وأدى إلى مقتل المئات، وأضافت أن القتال يتسبب في أزمة إنسانية مع اضطرار نحو 100 ألف إلى الفرار عبر الحدود إلى دول مجاورة، في ظل شح الطعام والمياه.
وتوقفت شحنات المساعدات، في بلد كان يعتمد ثلثا سكانه بالفعل على المساعدات الخارجية.
وينذر الصراع كذلك بكارثة أوسع نطاقاً، في وقت تتعامل فيه دول الجوار الفقيرة مع أزمة تدفق لاجئين.
وحذر الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، في مقابلة مع صحيفة يابانية، من أن المنطقة بأسرها قد تتأثر.
جاء ذلك، في وقت التقى فيه مبعوث قائد الجيش السوداني، مع مسؤولين مصريين في القاهرة، اليوم الثلاثاء.
وذكر برنامج الأغذية العالمي، أنه سيستأنف العمل في الأجزاء الأكثر أماناً بالسودان، بعد تعليق العمليات مؤقتاً، في وقت سابق من الصراع الذي قُتل فيه بعض موظفيه.
وأوضح مايكل دانفورد المدير الإقليمي لبرنامج الأغذية العالمي لشرق إفريقيا، أن بورتسودان، التي فر إليها الآلاف من الخرطوم سعياً للإجلاء من البلاد، هي نقطة دخول رئيسة للمساعدات بالنسبة للعديد من البلدان في المنطقة.
وعرضت كينيا، استخدام مطاراتها ومهابط الطائرات، بالقرب من الحدود مع جنوب السودان، ضمن جهد إنساني دولي.
وأشارت المنظمة الدولية للهجرة، إلى أن نحو 330 ألف سوداني نزحوا داخلياً، بسبب الحرب.
وتحاول الأسر السودانية النازحة، الخروج من البلاد، وشق البعض طريقهم سيراً على الأقدام تحت لهيب الشمس الحارقة عبر مناطق صحراوية، وقطعوا مئات الكيلومترات للوصول إلى حدود تشاد أو جنوب السودان.
وحذرت الأمم المتحدة، من أن 800 ألف قد يغادرون في نهاية المطاف.
وعبر أكثر من 40 ألفاً الحدود إلى مصر، خلال الأسبوعين الماضيين، لكن بعد انتظار لأيام في الحر الشديد، ودفع مئات الدولارات لخوض رحلة طولها ألف كيلومتر شمالاً من الخرطوم.