جار التحميل...

mosque
partly-cloudy
°C,
بعد أن كانت "السيارة المُحرِجة" تعكس السمعة السيئة

تزيين السيارات بشخصيات من الرسوم المتحركة لم يعد معيباً في اليابان

25 أبريل 2023 / 9:57 PM
تجاوز أصحاب السيارات المزيّنة بشخصيات من الرسوم المتحركة والشرائط المصوّرة وألعاب الفيديو، انتقادات المجتمع المحلي، وباتوا يتباهون بمركباتهم المزركشة، بعد أن حظيت باعتراف أكبر بين الناس، ما شجعهم على إنفاق آلاف الدولارات على تزيين "إيتاشا"، وهي كلمة مركبة تُترجم إلى "السيارة المُحرِجة"، وتعكس السمعة السيئة التي كانت تحظى بها هذه الموضة، مطلع القرن الحادي والعشرين.
الشارقة 24 – أ ف ب:

يعترف يوسوكي تاكاهاتا، أنّه لو خشي الثرثرة، ما كان ليجرؤ على قيادة مركبته في أي منطقة، لأنّ سيارته مزيّنة برسوم كبيرة لفتاة ذات شعر كستنائي، وتمثل شخصية من الرسوم المتحركة اليابانية.

وبائع السيارات البالغ 31 عاماً، هو من بين مجموعة رجال يابانيين يُنفقون آلاف الدولارات، على تزيين مركباتهم بشخصيات الرسوم المتحركة والشرائط المصوّرة وألعاب الفيديو المفضلة لديهم.

وتُطلَق على هذه السيارات أو الدراجات النارية أو المقطورات تسمية "إيتاشا"، وهي كلمة مركبة تُترجم إلى "السيارة المُحرِجة"، وتعكس السمعة السيئة التي كانت تحظى بها هذه الموضة لدى ولادتها في الأرخبيل الياباني، في العقد الأول من القرن الحادي والعشرين.

إلا أنّ العقليات تغيرت مذّاك، وباتت شخصيات الرسوم المتحركة والشرائط المصوّرة وألعاب الفيديو، تُعتبر "ثقافة ثانوية" تحظى باعتراف أكبر في المجتمع الياباني.

ولتزيين سيارته الفاخرة من نوع "جاغوار إكس جاي"، اختار يوسوكي تاكاهاتا رسماً يمثل دايوا سكارلت، وهي شخصية من الرسوم المتحركة "أوما موسومه بريتي ديربي".

ويوضح تاكاهاتا، أنها الشخصية التي أحبها، وهذا كل ما يهمه.

ويعتبر شوتا ساتو، وهو بائع سيارات آخر يبلغ 26 عاماً ومن أتباع ثقافة "إتاشا"، أنّ تزيين المركبة برسم لإحدى الشخصيات يمثل امتداداً لفكرة اعتماد صورة الشخصية المفضّلة للفرد كخلفية على هاتفه المحمول.

ويُعرض في "إتاشا تينغوكو"، وهو حدث سنوي كبير للسيارات المزينة، ما يصل إلى ألف مركبة مزينة بصور لشخصيات.

ولم يكتف أصحاب عدد كبير من السيارات المعروضة بتزيين هياكل سياراتهم فحسب، بل ألصقوا الرسوم على عجلاتها ومحركاتها أيضاً، في خطوة تجعل الحدث بمثابة مهرجان من الألوان النابضة بالحياة.

ويؤكد منظم الحدث كينيشي كاواهارا، أنّ هذه الثقافة تطوّرت بين صفوف فئة الشباب التي تضم ذكوراً بنسبة 99%، وتُظهر شغفهم بالسيارات والصور المتحركة على السواء.

إلا أنّ هذا الشغف مكلف، فتزيين كامل لسيارة ما يستلزم ما يصل إلى مليون ين "7458 دولاراً".

وبينما يوفّر بعض الأشخاص جزءاً من التكلفة، من خلال تولّيهم لصق الرسوم بأنفسهم، يوكل معظمهم هذه المهمة إلى متاجر متخصصة.

ويدير ناويا إماي، شركة مماثلة في طوكيو، يشكل أصحاب السيارات المزينة برسوم الشخصيات نسبة كبيرة من زبائنها، ويتولى إعداد رسم معين بالتشاور مع الزبون ثم يطبعه على ملصقات فينيل ويثبته على السيارة.

وقد تستغرق بعض المهمات، كترتيب الحروف وتفاصيل معقدة أخرى نحو عشرة أيام. 

ويعتبر إماي، أنّ لصق صورة لإحدى الشخصيات على السيارة لا يكفي، فينبغي أن ينطوي التصميم على معنى معيّن وإنشاء أجواء مميزة، ويشير إلى أنّ الاعتراف المتزايد بثقافة "إيتاشا" يعني ازدياد عدد مالكي السيارات الراغبين بالتميز والساعين إلى جعل الغرباء معجبين أيضاً بمركباتهم.

وتمثل رؤية نتيجة عمل أنجزه إماي لحظةً عاطفيةً لمالكي المركبات، على غرار ريوسوكيه ناكانو (29 عاماً)، الذي أوكل مهمة تزيين سيارته وهي من نوع "نيسان سكاي لاين" لشركة إماي.

وسبق لناكانو، أن وضع ملصقات إيتاشا أقل بروزاً على الجزء الخلفي من سيارته، لكنّ عمله هذا لا يُقارَن بما أنجزه إماي الذي زيّن الجزء الأمامي من السيارة وجانبيها برسوم ضخمة لشخصيات من سلسلة الرسوم المتحركة "ليكوريس ريكويل".

ويوضح ناكانو، أنا خائف قليلاً من ردود فعل الناس عندما يرون السيارة، مضيفاً لا أبالي، فهذا ما أحبه.
April 25, 2023 / 9:57 PM

مواضيع ذات صلة

أخبار ذات صلة

Rotate For an optimal experience, please
rotate your device to portrait mode.