جار التحميل...

mosque
partly-cloudy
°C,
انتشرت في كل محافظات المملكة و65 دولة أخرى

"نحن نحب القراءة".. مبادرة أردنية لإثارة شغف المطالعة بين الأطفال

24 أبريل 2023 / 7:59 PM
أطلقت متطوعة أردنية، مبادرة لزرع حب المطالعة بين الأطفال، بعنوان "نحن نحب القراءة"، التي ما لبثت أن انتشرت بسرعة في كل محافظات المملكة، وتطمح انتشارها في 65 دولة أخرى، من خلال إطلاق موقع إلكتروني وتدريب 8 آلاف متطوع حول العالم، أملاً في تعزيز عادات وسلوكيات الطفل نحو القراءة، وتخفيض معدلات الأمية.
الشارقة 24 – أ ف ب:

يجلس أكثر من 20 طفلاً في إحدى مدارس عمان الخاصة، منصتين بشغف، بينما تفتح متطوعة أردنية كتاباً سائلة "من منكم متحمس لسماع قصة؟"، وذلك ضمن مبادرة لزرع حب القراءة بين الأطفال.

أسست مبادرة "نحن نحب القراءة"، التي انتشرت في 65 بلداً، الأردنية رنا الدجاني أستاذة علم الأحياء والتكنولوجيا الحيوية في الجامعة الهاشمية بالأردن.

أمضت الدجاني، خمسة أعوام في الولايات المتحدة، وبعد عودتها إلى الأردن عام 2006، أسّست مبادرة "نحن نحب القراءة"، بعدما رأت أن عدداً قليلاً فقط من الأطفال الأردنيين يقرأون من أجل المتعة.

وتوضح الدجاني، في البداية لاحظت أن الأطفال لا يقرأون غير دروسهم، فأجريت أبحاثاً ووجدت أن أفضل طريقة هي أن يقوم شخص كبير بقراءة القصص لهم وبصوت عال.

بدأت الدجاني، بجلسة أسبوعية واحدة، تقرأ فيها بصوت عالٍ لأطفال الحي في مسجد مجاور لمنزلها في طبربور شرق عمان، بعدما حصلت على موافقة إمام المسجد.

وتستذكر الدجاني، أن 25 طفلاً فقط حضروا في اليوم الأول، لكنها نجحت شيئاً فشيئاً بجذب مزيد من الأطفال.

ومن أجل توسيع مبادرتها لتصل إلى كل مناطق المملكة، بدأت تدريب نساء أخريات حتى أسست بعد ثلاث سنوات جمعية "التغيير"، لتكون مظلة قانونية لـ"نحن نحب القراءة".

ووصلت مبادرتها إلى كل محافظات الأردن، وتم تدريب أكثر من أربعة آلاف متطوع تتراوح أعمارهم بين 18 سنة و100 عام.

وتضيف الدجاني، ينشئ برنامجنا قيادات وهو قوي مبني على أبحاث علمية، فمن خلال القراءة تتغير أنماط التفكير ويتطور دماغ الطفل وصحته النفسية، وتشير إلى أن أربعة أشهر، مرة واحدة في الأسبوع، كافية لتعزيز عادات وسلوكيات الطفل نحو القراءة.

وبحسب الدجاني، استفاد نحو نصف مليون طفل من هذا البرنامج في المملكة، بمن فيهم عشرات الآلاف من الأطفال اللاجئين.

ويطلق على المتطوع اسم "سفير"، ومهمته قراءة قصص للأطفال بصوت عالٍ في أي زمان ومكان يختارونه، سواء كان ذلك في مسجد أو كنيسة أو مدرسة أو حضانة أطفال.

وتؤكد الدجاني، أن أهم شيء هو عدم قراءة القصص، من خلال الأجهزة والألواح الإلكترونية، التي نريد أن نبعدهم عنها لأنها ستكون معركة خاسرة، نريد كتباً ورقية حقيقية.

وألّفت جمعية "نحن نحب القراءة" حتى الآن، 33 قصة مصورة مخصصة للأطفال تضم مواضيع حول البيئة والتغير المناخي والتعاطف واللاجئين والتنمر والجندرة والتواصل الاجتماعي والعلوم.

وتعلن الدجاني، لدينا موقع رسمي للمبادرة، وأطلقنا بالتعاون مع وزارة الثقافة، العام الماضي، منصة حتى يتعلم الناس أين يقرأون للأطفال، وماذا يقرأون لهم؟

وأضافت نحن بصدد إطلاق منصة إلكترونية في سبتمبر المقبل، كي يتواصل سفراؤنا من القراء من حول العالم ويتبادلوا خبراتهم، مشيرة إلى تدريب أكثر من ثمانية آلاف متطوع للقراءة حول العالم.

وتوضح هدى أبو الخير، إحدى المتطوعات في برنامج القراءة منذ أربع سنوات، أنا أحب فكرة البرنامج فهي تنمي اللغة والأفكار والمفاهيم عند الأطفال، وتضيف لهذا أنا اقرأ للأطفال في الروضة وخلال الرحلات المدرسية، ولأبناء حارتنا وفي الحدائق العامة وتجمعات العائلة، ومتى سنحت الفرصة.

ويجلس أكثر من 20 طفلاً، تتراوح أعمارهم بين 4 و5 سنوات، حول أبو الخير في إحدى مدارس عمان الخاصة منصتين بشغف بينما تقرأ لهم قصة.

وتروي أبو الخير، أنا دينا وهذا أخي هاني، نحن طفلان توأمان، أنا وصلت قبله بدقائق إلى الحياة ولكننا متشابهان وكلانا يحب العصافير والسنونو والطنان الصغير.

وتصاحب سرد القصة، أصوات زقزقة عصافير، عبر جهاز تسجيل وضع على طاولة وسط دهشة الأطفال.

وتبتسم أبو الخير، وتؤكد أن التعليم في الصغر كالنقش في الحجر.

وحاز برنامج "نحن نحبّ القراءة"، جائزة اليونسكو - الملك سيجونغ لمحو الأمية وجائزة نانسن للاجئ.

ووفقاً للأرقام الرسمية، انخفضت نسبة الأمية بشكل كبير في الأردن من 88 % عام 1952 إلى 19.5 % في 1990، وقد وصلت نهاية العام 2020 إلى 5.1 %.
April 24, 2023 / 7:59 PM

مواضيع ذات صلة

أخبار ذات صلة

Rotate For an optimal experience, please
rotate your device to portrait mode.