تسارعت وتيرة عمليات إجلاء الرعايا والدبلوماسيين الأجانب من السودان، اليوم الاثنين، حيث تقترب المعارك بين الجيش وقوات الدعم السريع من يومها العاشر، في غياب أي أفق لإنهاء الاشتباكات التي أدت حتى الآن، إلى مقتل 427 شخصاً على الأقل، وإصابة نحو 4 آلاف، وفرار العشرات إلى دول الجوار بما فيها جنوب السودان.
الشارقة 24 – رويترز، أ ف ب:
سابقت أوروبا والصين واليابان الزمن، لإجلاء مواطنيها من الخرطوم، اليوم الاثنين، واستفاد الآلاف من هدوء واضح في القتال بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، على مدى اليومين الماضيين، للفرار من السودان.
وذكرت وكالات تابعة للأمم المتحدة، أن انزلاق السودان فجأة إلى الصراع بين الجيش وقوات الدعم السريع، في 15 إبريل الجاري، أسفر عن أزمة إنسانية، ومقتل 427 شخصاً، وإصابة نحو 4 آلاف، وعبر آخرون عن خوفهم على حياتهم مع انتشار الاشتباكات في المناطق السكنية.
وسعت بلدان منها دول خليجية وروسيا، إلى إجلاء مواطنيها، فضلاً عن موجة نزوح متنامية إلى البلدان المجاورة للسودان، بما في ذلك فرار عشرة آلاف شخص إلى جنوب السودان، رغم انعدام الاستقرار هناك.
وإلى جانب ملايين السودانيين المحرومين من الخدمات الأساسية، تقطعت السبل بالدبلوماسيين الأجانب وموظفي الإغاثة والطلاب وعائلاتهم، إذ وجدوا أنفسهم عالقين في منطقة حرب، الأسبوع الماضي.
وذكر موقع نتبلوكس الإلكتروني، أن الاتصال بالإنترنت انقطع، اليوم الاثنين.
وقصفت طائرات مقاتلة العاصمة، وكان المطار الرئيس في بؤرة القتال، كما جعلت قذائف المدفعية، حركة الدخول والخروج من الخرطوم، وهي إحدى أكبر المدن في أفريقيا، غير آمنة.
واستُهدف دبلوماسيون، في هجمات وقُتل خمسة على الأقل من موظفي الإغاثة.
وعلى الرغم من استمرار ضغوط بلدان تشعر بالقلق إزاء التداعيات الأوسع نطاقاً للصراع، فضلاً عن سلامة مواطنيها، فإن الجانبين لم يلتزما بهدنة مؤقتة.
لكن حدة القتال خفت بما يكفي في مطلع الأسبوع، كي تجلي الولايات المتحدة موظفي سفارتها باستخدام طائرة هليكوبتر عسكرية، الأمر الذي دفع بلدان أخرى للمسارعة بالإجلاء.
وأظهرت صور، تكدس أسر وأطفال على متن طائرات عسكرية إسبانية وفرنسية.
وكانت هناك مجموعة من الراهبات، ضمن من جرى إجلاؤهم على متن طائرة إيطالية.
وأعلن الجيش، أن بعض الرحلات أقلعت من قاعدة وادي سيدنا الجوية شمالي الخرطوم.
وتعرض اثنان على الأقل من مواكب الإجلاء للهجوم، وكان أحدهما ينقل موظفين بالسفارة القطرية، والآخر كان يقل مواطنين فرنسيين أصيب أحدهم.
وأعلنت فرنسا وألمانيا، اليوم الاثنين، أنهما أجليتا نحو 700 شخص، دون ذكر تفاصيل عن جنسياتهم.
وهبطت طائرة تابعة للقوات الجوية الألمانية في برلين، وعلى متنها من جرى إجلاؤهم من السودان.
وأرسلت عدة دول طائرات عسكرية من جيبوتي، لنقل الناس من العاصمة السودانية، في حين نقلت عمليات أخرى أشخاصاً في موكب إلى بورتسودان التي تطل على البحر الأحمر وتبعد حوالي 800 كيلومتر عن طريق البر من الخرطوم، ومن هناك ركب البعض سفناً إلى السعودية.
وأعلنت إندونيسيا، أنه جرى حتى الآن إجلاء أكثر من 500 من مواطنيها إلى الميناء، وأنهم بانتظار نقلهم إلى جدة عبر البحر الأحمر.
وأشارت الصين والدنمارك ولبنان وهولندا وسويسرا والسويد ومصر والجزائر والسعودية والنمسا وفنلندا واليونان والمجر والمملكة المتحدة وجنوب إفريقيا وبوروندي وإثيوبيا وليسوتو والمغرب وناميبيا والنيجر وأوغندا ورواندا وكندا والفلبين، أنها أخرجت رعاياها، بينما ذكرت اليابان، أنها تستعد لإرسال فريق إجلاء من جيبوتي.
وقال مصدر دبلوماسي، إن موكباً يضم نحو 65 سيارة تقل نحو 700 من موظفي الأمم المتحدة والمنظمات غير الحكومية والسفارات وعائلاتهم، توجه من الخرطوم إلى بورتسودان، أمس الأحد، في إطار عمليات الإجلاء.
وخارج العاصمة، أشار تقرير للأمم المتحدة، إلى أن أنباء أفادت بأن الناس يفرون من الاشتباكات في عدة مناطق بما في ذلك ولايات دارفور الثلاث وولاية النيل الأزرق على الحدود مع إثيوبيا وجنوب السودان وولاية شمال كردفان جنوب غربي الخرطوم.
وذكر المصدر الدبلوماسي، أن هناك إجلاء أيضاً لموظفي المنظمات الدولية من دارفور، وهو إقليم غربي يشهد تصاعدا في القتال، إذ يتجه البعض إلى تشاد والبعض الآخر إلى جنوب السودان.
وأوضحت وكالات تابعة للأمم المتحدة، الأسبوع الماضي، أن ما يصل إلى 20 ألف شخص فروا إلى تشاد.
وذكر مسؤولون في مقاطعة الرنك بجنوب السودان، أنهم استقبلوا نحو عشرة آلاف شخص منذ بدء الأزمة، وأن نحو 75 % من الوافدين من جنوب السودان، والبقية من السودان وإريتريا وكينيا وأوغندا والصومال.
وأوضح كاك باديت مفوض المقاطعة، استقبلنا ثلاثة آلاف شخص أمس فحسب، ولا يزال الكثيرون في الطريق بسبب النقل، لا نملك وقوداً لجلبهم.
من جانبه، نوه رئيس بلدة ميتيما يوهانس الإثيوبية، إلى أن المئات، ومن بينهم مواطنون من تركيا وجيبوتي ودول أخرى، وصلوا إلى البلدة القريبة من الحدود مع السودان.
وأدى القتال في السودان، إلى إغلاق معظم المستشفيات وتقليص إمدادات المياه والكهرباء، بينما أوقف برنامج الأغذية العالمي عملياته في السودان، الذي يعتمد نحو ربع سكانه على المساعدات الغذائية، وذلك بعد مقتل ثلاثة من موظفيه هناك.