أكد مسؤولون من قطاعات حكومية وخاصة وشركات ناشئة، أهمية ما أنجزته الشارقة في قطاع الاستدامة البيئية، مشيرين إلى تغيّر اتجاهات العملاء نحو المنتجات الصديقة البيئة، وارتفاع الوعي العالمي بأهمية الاستثمار في قطاعات الاقتصاد الأخضر، وذلك خلال جلسة حوارية مفتوحة بعنوان "المجلس الواعي: مسؤوليتنا الجماعية"، ضمن فعاليات "مجلس الشارقة الرمضاني 2023"، الذي أقيم مساء الأربعاء، في مجمع الشارقة للبحوث والتكنولوجيا والابتكار،
الشارقة 24:
في سياق الجهود المبذولة لتحقيق الاستدامة البيئية، أكد مسؤولون من قطاعات حكومية وخاصة وشركات ناشئة أهمية ما أنجزته الشارقة في قطاع الاستدامة، عبر إطلاق مشاريع مبتكرة على المستوى المحلي والدولي لإدارة النفايات، وتخفيض انبعاثات ثاني أكسيد الكربون وتحويله إلى طاقة، مشيرين إلى تغيّر اتجاهات العملاء نحو المنتجات والخدمات الصديقة البيئة، وارتفاع الوعي العالمي بأهمية الاستثمار في قطاعات الاقتصاد الأخضر.
جاء ذلك خلال جلسة حوارية مفتوحة بعنوان "المجلس الواعي: مسؤوليتنا الجماعية"، عقدت بحضور الشيخة بدور القاسمي، رئيسة الجامعة الأمريكية في الشارقة، ضمن فعاليات "مجلس الشارقة الرمضاني 2023"، الذي أقيم مساء أمس الأربعاء، في مجمع الشارقة للبحوث والتكنولوجيا والابتكار، بتنظيم من كل من هيئة الشارقة للاستثمار والتطوير (شروق)، ومكتب الشارقة للاستثمار الأجنبي المباشر "استثمر في الشارقة"، ومركز الشارقة لريادة الأعمال "شراع"، ومجمع الشارقة للبحوث والتكنولوجيا والابتكار، تحت شعار "تركيبة النجاح: حيث تلتقي الأعمال بالاستدامة".
وتحدث خلال الجلسة كل من خالد الحريمل، الرئيس التنفيذي لمجموعة "بيئة"، وماجد جعفر الرئيس التنفيذي لشركة نفط الهلال، وعبد العزيز العبيدلي مدير العمليات في "مصدر"، وسونيا ويمولر الشريك المؤسس لـ VentureSouq، وعدد من المسؤولين الحكوميين وقادة مؤسسات حكومية وشركات ناشئة في الشارقة.
وأكد المتحدثون أن الشارقة تؤمن بأهمية التعاون بين الجهات المحلية والاتحادية والخاصة من أجل الوصول إلى الحياد الكربوني، وأن الشركات العاملة في الشارقة أصبحت رائدة في تعزيز الاستدامة داخل دولة الإمارات وخارجها، حيث أخذت جهود الشارقة بالانتقال للعمل في عدة دول في العالم لإدارة النفايات والتحكم بانبعاثات ثاني أكسيد الكربون والحد منها وتحويله إلى طاقة.
وأشاد المشاركون بالوعي الكبير الذي يتحلى به الطلبة الجامعيون في الشارقة لجهة الاستدامة، حيث كانوا جزءاً من الجهود الكبيرة لحماية الكوكب، وهم الآن على أتم الاستعداد لاستقبال مؤتمر المناخ في الإمارات "كوب 28"، ليكونوا من أهم الأدوات الفاعلة لتسليط الضوء على إنجازات الشارقة في حماية البيئة، وتعزيز الاستدامة.
وحول الاستدامة في مجال الأعمال، أكد المتحدثون أن عملاء اليوم على وعي تام بأهمية التقليل من الانبعاثات الكربونية، وهذا يؤكد أن دعم الاستدامة له عوائد اقتصادية كبيرة من ناحية جذب الاستثمارات الأجنبية، بسبب الوعي العالمي الواسع نحو الاستثمار في القطاعات الاقتصادية الصديقة للكوكب، خاصة تلك الخاصة بقطاع الزراعة والصناعات الغذائية.
وأشار المشاركون في الحوار المفتوح إلى دور شركة "مصدر" في قطاع الاستدامة، والتي أنشأت أول محطة في المنطقة لتوليد الكهرباء من الطاقة الشمسية، وقد أكملت المحطة عشر سنوات من العمل. ومن أبرز إنجازات "مصدر"، إنشاء أول محطة شمسية عائمة في أندونيسيا، وتوسعها في أوروبا وغيرها من الأسواق العالمية، وأن التعاون بين "مصدر" و"بيئة" عزَّز نجاح الشارقة والإمارات في قطاع الطاقة النظيفة.
وخلال الجلسة، شاركت ثلاث فتيات قصص نجاحهن في حماية البيئة ونشر ثقافة الاستدامة في المجتمع. حيث أطلقت عفراء ومهرة وسارة مبادرات متنوعة لدعم جهود الإمارات في التزاماتها البيئية، خاصة قبل انعقاد "كوب 28".
وأحد هذه المبادرات هو تطوير تطبيق يحل مشكلة تلوث الهواء من شاحنات جمع النفايات، ويتيح هذا التطبيق للشاحنات التعرف على أقرب حاوية ممتلئة بالقمامة والتوجه إليها دون تضييع الوقت أو الوقود، مما يساهم في تقليل ازدحام الطرق وانبعاثات ثاني أكسيد الكربون.
وتحدث عدد من قادة الشركات الناشئة المدعومة من "شراع" حول نجاح الشراكات مع شراع في توسيع نطاق أعمالهم خارج دولة الإمارات، وفي جعل الاستدامة منهج حياة بالنسبة للطلاب الجامعيين وأفراد المجتمع، وانخراطها في عالم الأعمال والاستثمار.
وشهدت الجلسة إقبالاً كبيراً من الجمهور، الذي حرص على المشاركة في النقاشات الحوارية والفعاليات المصاحبة، والاستماع إلى آراء وخبرات المتحدثين، وأشادوا برؤية الشارقة تجاه التركيز على تنمية اقتصادية متوازنة وشاملة تستند إلى المعرفة والابتكار.