بدأ هواة ألعاب الفيديو في ليبيا، ينظمون صفوفهم، بعد عزلة طويلة استمرت 5 عقود خلال العهد السابق وما بعده، حيث انتشرت قاعات عصرية للأنشطة الترفيهية وخاصة ألعاب الفيديو في البلاد، وتنظم مسابقات متنوعة للشغوفين بتلك الرياضات الإلكترونية.
الشارقة 24 – أ ف ب:
في قاعة عصرية لألعاب الفيديو قرب طرابلس، تمتزج تعليقات اللاعبين مع أصوات أجهزة التحكم والشاشات... فقد بدأ محبو هذا النشاط الترفيهي في ليبيا، ينظمون صفوفهم، بعد عزلة طويلة خلال عهد الزعيم الراحل معمر القذافي، استُتبعت بعقد من الفوضى.
في عز الليل خلال أحد أيام رمضان، داخل مبنى في تاجوراء بضواحي العاصمة الليبية، يحدّق مراهقون بشاشات منحنية من أحدث الطرازات، واضعين سماعات في الأذنين.
يقود شاب افتراضياً سيارة سباق جالساً خلف مقود، فيما ينغمس البعض في ألعاب بالواقع الافتراضي، واضعين نظارات كبيرة ثلاثية الأبعاد.
وهذا النوع من المساحات ليس معهوداً في ليبيا، فعلى عكس الدول العربية الأخرى، كان عالم ألعاب الفيديو غائباً تماماً في ليبيا حتى فترة قريبة خلت، كما يوضح سفيان ماتوس الذي يشرف على غرفة الألعاب الخاصة التي افتُتحت عام 2022.
ويصنف الخبراء الشرق الأوسط وشمال إفريقيا من المناطق التي تحقق نمواً قوياً في قطاع ألعاب الفيديو، وتشكل السعودية ومصر أهم الأسواق في هذا المجال.
لكنّ الاستثمار في التكنولوجيا والترفيه تباطأ بشدة في ليبيا خلال حكم القذافي، على مدى أكثر من أربعة عقود، وحتى بعد سقوط نظامه عام 2011، في ظل سنوات الفوضى في البلاد.
ويعتقد سفيان ماتوس أن العزلة الطويلة للاعبين، في بلد غني بالنفط، تفسّر "الطلب القوي" المسجل راهناً على الأماكن التي تسمح لهؤلاء "باللعب معاً والمشاركة في البطولات".
وبعدما سئم من اللعب على أجهزة كمبيوتر بدائية في جامعته، انضم هذا الطالب في علوم الكمبيوتر البالغ 18 عاماً، للتو إلى فريق عمل هذا المركز الذي أنشأه أحد المولعين الآخرين بألعاب الفيديو.
وبدأت الشهية على التكنولوجيا وممارسة الرياضات المختلفة واستثمارات القطاع الخاص، تتوسع أخيراً في ليبيا بعدما كانت في مركز متدنّ على سلم الأولويات خلال العهد السابق، وقد أُنشئ اتحاد الرياضات الإلكترونية في البلاد عام 2018.
وفي تاجوراء، يجلس اللاعبون مرتاحين على كراس أو مقاعد مرتفعة، ويتنافسون في مباريات لكرة القدم أو معارك طاحنة عبر ألعاب الفيديو.
وقد ساهمت هذه القاعات والبطولات التي تُنظم فيها، بسرعة كبيرة في بناء عالم جديد لعشاق ألعاب الفيديو في ليبيا، كما يؤكد سفيان ماتوس الذي يقول بارتياح "لقد تطورنا في عامين".
ويضيف سفيان متحمساً، "حالياً ما زلنا في مرحلة لا تصل إلى مستوى دول أخرى، لكن سنتطور في مجال الألعاب، خصوصاً في هذه الفترة التي نشهد فيها تطوراً كبيراً، قبل خمس سنين، لم تكن هناك صالة في ليبيا ولا بطولة ولا أي شي".