الشارقة 24 – عمر الجروان:
شهد صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، مساء الاثنين، في أكاديمية الشارقة للفنون الأدائية، افتتاح فعاليات الدورة الرابعة من مهرجان الشارقة للمسرح الخليجي، الذي تستمر فعالياته حتى 27 من فبراير الجاري.
وكان في استقبال سموه لدى وصوله كل من الشيخ سالم بن عبد الرحمن القاسمي، رئيس مكتب سمو الحاكم، والشيخ ماجد بن سلطان القاسمي، رئيس دائرة شؤون الضواحي والقرى، وسعادة خميس بن سالم السويدي المستشار بمكتب سمو الحاكم، وسعادة عبد الله بن محمد العويس، رئيس دائرة الثقافة، وسعادة علي بن سالم المدفع رئيس هيئة مطار الشارقة الدولي، وسعادة محمد عبيد الزعابي رئيس دائرة التشريفات والضيافة، وسعادة عيسى هلال الحزامي رئيس مجلس الشارقة الرياضي، وعدد من كبار المسؤولين، وجمع من الفنانين والكتاب والمثقفين ومحبي المسرح.
واستهل الحفل بمادة فيلمية تناولت مسيرة مهرجان الشارقة للمسرح الخليجي، خلال دوراته الثلاث الماضية، وأهم الأعمال الفائزة وأبرز المبادرات التي شهدها المسرح، بتوجيهات صاحب السمو حاكم الشارقة، وكان أبرزها إنشاء أكاديمية الشارقة للفنون الأدائية، والتي أعلن سموه عنها خلال إحدى مهرجانات المسرح في الشارقة.
وكان مهرجان الشارقة للمسرح الخليجي، قد تأسس في عام 2015 بتوجيهات من صاحب السمو حاكم الشارقة، احتفاء بمبدعي المسرح الخليجي، على أن ينظم كل عامين، ويقتصر على عروض مسرحيَّة لفرق ومجموعات فنيَّة مشهرة، ومعترف بها في دول الخليج.
ثم أعلن عن أعضاء لجنة التحكيم للدورة الحالية من المهرجان وهم: الدكتورة نوال بن إبراهيم من المغرب، والدكتور فراس الريموني من الأردن، ومحمد منير العرقي من تونس، والدكتور علاء عبد العزيز من مصر، وعبد الله راشد من الإمارات.
وتابع بعدها الحضور مسرحية "النمرود" من تأليف صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، وقام بأدائها طلبة السنة الثالثة بأكاديمية الشارقة للفنون الأدائية، بإخراج الدكتور بيتر بارلو المدير التنفيذي للأكاديمية.
وتعد المسرحية من مؤلفات صاحب السمو حاكم الشارقة الشهيرة، ضمن مؤلفاته العديدة التي يستعرض فيها من خلال القصص التاريخية، مجموعة من القضايا الإنسانية والصراعات التي شهدتها العصور.
وتناولت المسرحية قصة أحد أشهر الملوك في التاريخ، وهو النمرود بن كنعان حاكم بابل، وملك مملكة آشور، الذي استعان به أهله ليخلصهم من الحكم المستبد، ليصبح بعدها الأكثر ظلماً واستبداداً، ولخص العمل مواقف الظلم وسفك دماء الأبرياء والمسالمين من أهل بابل، وليمثل النمرود صورة للحاكم الظالم، الذي ظلم وجار على المجتمع الذي أتى به حاكماً.
كما تناول العمل قصة دخول بعوضة إلى دماغ النمرود، هددت حياته وأركان مملكته، ليكون علاجه الضرب على رأسه من الفقراء والمضطهدين، بناء على طلبه من أجل إخراج البعوضة.
وتميز العرض بتقديم العديد من فنون الأداء والرقص والتقنيات البصرية والسمعية، التي ساهمت في إخراج المسرحية بصورة راقية، تصل بالفكرة ومحتوى المسرحية إلى الحضور.
وفي ختام عرض المسرحية تفضل صاحب السمو حاكم الشارقة، بالتقاط صورة تذكارية مع طلبة أكاديمية الشارقة للفنون الأدائية، الذين أدوا العرض المسرحي، موجهاً شكره لفريق العمل على رأسهم الدكتور بيتر بارلو مخرج المسرحية، كما وجه شكره لجميع طلبة الأكاديمية، وخص سموه بالشكر طلبة الدفعة الثالثة، متمنياً لهم التوفيق والنجاح، مشيراً إلى أنهم يمثلون النواة التي ستبذر علوم المسرح في العالم العربي.
ويشارك في مهرجان الشارقة للمسرح الخليجي بدورته الرابعة، ستة من أبرز وأحدث العروض المسرحيَّة بدول الخليج العربيَّة في المسابقة الرسميَّة للمهرجان، حيث يتكفل المهرجان بإنتاج الأعمال المشاركة فيه، ويختبر مستوياتها الفنيَّة عبر لجنة محكمة تضم مجموعة من الفنانين، من ذوي الخبرات والتجارب الملحوظة، ويخصص جوائز قيمة للجهود المتميزة والمبتكرة.
وسيشهد الجمهور على مسرح قصر الثقافة عرض المسرحيات المشاركة في المهرجان وهي مسرحية "الهود"، المقدمة من فرقة مسرح الشباب من المملكة العربيَّة السعوديَّة، ومسرحية "يا خليج" المقدمة من فرقة جلجامش من مملكة البحرين، ومسرحية "زغنبوت" المقدمة من فرقة مسرح الشارقة الوطني من دولة الإمارات العربية المتحدة، ومسرحية "عنقود العنب" المقدمة من فرقة المسرح العربي من دولة الكويت، ومسرحية "غجر البحر" المقدمة من فرقة قطر المسرحيَّة من دولة قطر، ومسرحية "سدرة الشيخ"، المقدمة من فرقة صلالة للفنون المسرحيَّة الأهليَّة من سلطنة عمان.
وتتنافس هذه العروض على جوائز تشمل الإخراج، والتمثيل، والديكور، والإضاءة، والمؤثرات الصوتيَّة والموسيقيَّة، والتأليف، إضافة إلى جائزة أفضل عرض التي تبلغ قيمتها الماليَّة مئة ألف درهم.
وينظم المهرجان ندوة نقديَّة يوميَّة تحلل مضامين الأعمال المشاركة، وتناقش أدواتها ورسائلها، كما تحظى العروض بمتابعات نقديَّة على صفحات نشرة المهرجان اليوميَّة، إلى جانب التقارير، والتغطيات، والحوارات المواكبة للحدث الفني.
كما يتضمن المهرجان العديد من الأنشطة المصاحبة، التي أُعدت لتعزيز جسور التواصل بين المشاركين والضيوف والجمهور، من بينها الملتقى الفكري الذي يأتي في هذه الدورة، تحت عنوان "المسرح الخليجي: اتجاهات المستقبل"، بمشاركة نخبة من المسرحيين الممارسين والأكاديميين.
كما ينظم المهرجان ست ندوات ثقافيَّة مسائيَّة، تعرف بجهود ونجاحات الفرق المسرحيَّة في عُمان، وموقع المرأة في المسرح الكويتي، ومسيرة المسرح القطري وأبرز محطاته، والمسرح السعودي في أفق رؤية 2030، وتأثير الموسيقى الشعبيَّة على المسرح الإماراتي، وحضور الممثل البحريني بين الموهبة والشهادة الأكاديميَّة، ويحتوي البرنامج المصاحب على ورشتين واحدة عن أصول الإلقاء المسرحي، والثانية عن مسرحة التراث من منظور سينوغرافي.
ويفرد المهرجان مساحة خاصة للأجيال المسرحيَّة الجديدة، حيث يقدم لجمهوره عرضين من أميز عروض الدورة الأخيرة من مهرجان كلباء للمسرحيات القصيرة، كما يستضيف مجموعة من الطلبة العرب الذين شاركوا في دورات سابقة من ملتقى الشارقة لأوائل المسرح العربي.