الشارقة 24:
أراد المهرجان الدولي للتصوير "اكسبوجر"، مع انطلاق دورته السابعة، أن يناقش العديد من الأفكار والتساؤلات حول الأدوار التي تلعبها الفنون البصرية في مختلف مناحي حياتنا، وفي يومه الثاني، طرح اكسبوجر على جمهوره سؤالاً افتراضياً: ماذا لو لم يتم اختراع الكاميرا؟
وأوضحت أنيكا بول، طالبة علم النفس بجامعة نيويورك أبوظبي – الهند، أنه لو لم يخترع الإنسان الكاميرا لما كان هذا المهرجان موجوداً بالطبع، وكنا وجدنا العالم في غاية الاختلاف عما عليه اليوم، فهي اختراع بالغ الأهمية، فقد غير التصوير الفوتوغرافي مسار العالم، وخاصة التصوير الصحافي الذي يمتلك تأثيراً واسعاً حول العالم لقدرته على لفت الانتباه إلى العديد من القضايا الإنسانية، والكوارث الطبيعية، والأزمات، كما رفع الوعي بكل القضايا الحساسة، وما يرافق ذلك من جهود الدعم وجمع التبرعات، وما إلى ذلك.
من جهتها، أشارت رشا العبدلي، مصورة محترفة - سلطنة عمان، إلى أننا كنا سنفقد ذاكرتنا، فعندما نستمع إلى قصة ما أو نقرأها، فإن أول ما تقوم به أدمغتنا هو تخيل مشاهدها، ولكن عندما نرى مشهداً مصوراً، فإننا نحتفظ بتفاصيله ونعيش داخله، فبإمكان الصورة أو الكاميرا نقل الحقيقة لنا، متيحةً رؤية الأمور وتصديقها بشكل أكبر، بإمكاننا أن نسمع، أو نقرأ، لكن الصورة تعطي الحدث مصداقيته، وتلعب دور الذاكرة الجمعية، وتشكل ذاكرة ملموسة وموثقة وخالدة، لا نحتاج في استرجاع تفاصيلها إلى الخيال.
وأضافت العبدلي، كما كان إنسان الكهف قديماً يرسم على الصخور حتى ترك أثره، فالتصوير اليوم هو ما سيعطي دليلاً على أننا عشنا على هذه الأرض يوماً ما، وهو ما يجعلنا نصدق الحدث، ويعطي لأية قصة عمقاً أكبر، وما حققته الكاميرا هو نقلنا من الخيال إلى الحقيقة.
آية علي، فنانة ومدير فني بشركة إعلامية – السودان، أجابت على السؤال الافتراضي قائلة: سيكون العالم مكاناً سيئاً جداً دون التصوير، فكل الفنون المعاصرة التي من حولنا الآن ما كان لها أن تكون بنفس هذه القوة والتأثير والبراعة، وأقوى الفنون وأكثرها انتشاراً اليوم يعتمد اعتماداً كلياً على الكاميرا، فالصورة تخبرنا بما يحدث في العالم، وتكشف لنا الجانب المظلم منه وترينا الجانب الجميل والمضيء، وأي صورة رائعة تمثل العين النبيهة التي وقفت خلف العدسة التي هي بالتأكيد قادرة على أن تعكس الروح الخلاقة التي تلتقط الصورة.
من جهته، أكد أندرياس بوخوسا، سائح – إسبانيا، إلى أن العالم سيكون مملاً دون كاميرات، ومن الصعب أن أعيش في عالم كهذا، فأكثر ما أحببته خلال زيارتي لـ"اكسبوجر" في العام الماضي، وهذه الدورة بالطبع، هو الإحساس بأنني أسافر مغادراً حياتي اليومية المعتادة، منتقلاً من الإمارات إلى أماكن مختلفة حول العالم، وعابراً حياة العديد من البشر، بثقافتهم وتقاليدهم وأوطانهم، فمن غير الكاميرا كنا سنفقد كل ذلك، وخلال حياتي، قد أرى أشياءً وأخوض الكثر من التجارب التي لا حصر لها، ولكن بالكاميرا، فإن ذلك يتضاعف لآلاف المرات دون أن أغادر مكاني.