ليكون شاهداً موثوقاً به... مصور الحروب يخاطر بحياته لنقل الحقيقة

الشارقة 24:

كشفت نخبة من كبار المصورين العالميين خلال جلسة حوارية في النسخة السابعة من المهرجان الدولي للتصوير "اكسبوجر 2023"، كواليس عمل المصور الصحافي والمخاطر والتحديات التي تواجهه، وشارك الفنانون  بصور من تجاربهم الشخصية التي تركت أثراً على حياتهم، وعرضوا مجموعة من الصور التي التقطوها بمناطق النزاعات في العراق، واليمن، وسوريا، وأفغانستان، والصومال، وكوسوفو، موضحين حالات تعرضهم لرصاص القناصة، والقصف وشظايا القنابل، مستحضرين ذكرى الأصدقاء، والزملاء الذين فقدوا حياتهم، حيث تشير الإحصائيات إلى أن 2188 صحافياً  فقدوا حياتهم منذ العام 1992 حتى اليوم.

وجمعت الجلسة، التي جاءت بعنوان "الشاهد الموثوق"، كلّاً من جايلز كلارك، وجودي كوب، ومحمد محيسن، وراي ويلز، وتومي ترينشارد، وأدارها آيدان سوليفان، حيث ناقشوا 5 محاور رئيسة شملت أهمية التصوير الصحافي، والحالة الراهنة لصناعة التصوير الصحافي والدعم المقدم لها، وتقييم المخاطر، والالتزامات الأخلاقية في التصوير الصحافي، وتداعياته على الحياة الشخصية للمصورين.

وحول أهمية التصوير الصحافي، أجمع المتحدثون على أن المصورين الصحافيين يلعبون دوراً أساسياً في توثيق الجوانب المظلمة من العالم، وجذب الانتباه إليها، ويخاطرون بسلامتهم لتوثيق الحقيقة وإظهارها للعالم من خلال القصص المهمة التي يغطونها، لتصبح عدساتهم بمثابة عيون المجتمع التي يشاهد بها تلك الأحداث بواسطة الصور الإبداعية التي تشكل قصصاً سردية بصرية، تلهمنا على صناعة التغيير.

وأكد المتحدثون على أهمية تقييم المصوّر الصحافي للمخاطر والتحديات التي تواجهه، لأنه سيبقى مخلصاً ويعرض حياته للخطر لتوثيق القصص المهمة، وبدلاً من الهروب سيتوجه نحو المخاطر، لكنه قد يعاني من التأثيرات السلبية للصدمات وتداعياتها التي قد تلازمه طوال حياته، وفي بعض الأحيان يدفع حياته ثمناً لتلك المجازفة، وهذا ما يبرز أهمية تقييم المخاطر وإيجاد الحلول العملية للتغلب عليها في هذا المجال.

وأشار المتحدثون إلى أن الوضع الراهن لصناعة التصوير الصحافي الذي يعاني من ضعف الدعم، حيث أكدوا أن العديد من وسائل الإعلام التقليدية توقفت عن تقديم الدعم والمساعدة المادية والمعنوية، وحتى الوسائل التي حافظت على تقديم الدعم أصبحت تتجنب تقديم التأمين الطبي والدعم على المدى الطويل لمشاريع المصورين، الذين يعملون في مناطق النزاعات، والحروب، والمناطق الخطيرة التي تشهد حالة من عدم الاستقرار الأمني والسياسي والاجتماعي.

وحول أخلاقيات مهنة التصوير الصحافي، اتفق المتحدثون على أهمية التزام المؤسسات الإعلامية بأخلاقيات المهنة، وتقديم المساعدة الفورية للمصورين الذين يتعرضون للإصابات، أو الخطف، أو الاعتقال، أو الحوادث، وغيرها من المواقف الصعبة، حيث لفتوا إلى أن الالتزامات الأخلاقية أكثر أهمية من الالتزامات المالية، موضحين أنه يتوجب على المصور الصحافي نفسه الالتزام بأخلاقيات العمل، "فهو إنسان قبل أن يكون مصوراً، وهناك خطوط حمراء لا يمكن تجاوزها، لكيلا تتحول معاناة الأفراد إلى وسيلة تجارية لكسب المال".

يشار إلى أن النسخة السابعة من المهرجان الدولي للتصوير "اكسبوجر" تقام في الفترة من 9-15 فبراير بـ "مركز إكسبو الشارقة"، وتقدم برنامجاً متكاملاً من المعارض والجلسات وورش العمل وعروض الأفلام وغيرها من الفعاليات التي تناسب المصورين الهواة والمحترفين، وصناع الأفلام، والمنتجين والمخرجين ومحرري الصور، والمتخصصين في مجال الصوت والإضاءة والفنون البصرية والإبداعية، وعامة الجمهور من عشاق فن التصوير الفوتوغرافي.