ارتفع عدد ضحايا الزلزال المروع الذي ضرب تركيا وسوريا، إلى 11719 قتيلاً على الأقل، بينهم 9057 شخصاً قضوا في تركيا، و2662 في سوريا، فضلاً عن إصابة أكثر من 55 ألفاً بجروح في البلدين المنكوبين.
الشارقة 24 – أ ف ب:
عثر عمال الإنقاذ على مزيد من الناجين تحت الأنقاض رغم تضاؤل الأمل، بعد يومين من الزلزال المروع الذي ضرب تركيا وسوريا، وواصل عدد ضحاياه الارتفاع ليتجاوز 11700 قتيل.
وأوضح مسؤولون وأطباء، أن 9057 شخصاً قضوا في تركيا و2662 في سوريا، وأصيب 50 ألف شخص بجروح في تركيا، و5000 في سوريا.
وفي أجواء البرد القارس، يواصل عناصر الإغاثة سباقهم مع الزمن لمحاولة إنقاذ الناجين من الزلزال الذي بلغت قوته 7.8 درجة، وضرب فجر الاثنين جنوب شرق تركيا وسوريا المجاورة وتلاه هزات ارتدادية.
ويؤدي سوء الأحوال الجوية، إلى تعقيد عمليات الإنقاذ، فيما أن الساعات الـ72 الأولى "حاسمة" للعثور على ناجين، بحسب رئيس الهلال الأحمر التركي كرم كينيك.
في محافظة هاتاي التركية (جنوب)، التي تضررت بشدة من الزلزال، تم إخراج أطفال وفتية من تحت أنقاض أحد المباني.
وأوضح أحد عمال الإنقاذ ويدعى ألبرين سيتينكايانوس، فجأة سمعنا أصوات وبفضل الحفارة، تمكنا على الفور من سماع ثلاثة أشخاص في وقت واحد، وأضاف نتوقع وجود المزيد، أن فرص إخراج الناس أحياء من هنا عالية للغاية.
في هذه المحافظة، دُمرت مدينة أنطاكية بالكامل وغرقت في سحابة كثيفة من الغبار بسبب الآليات العاملة في إزالة الأنقاض.
ويقول السكان "أنطاكية انتهت"، فعلى مد النظر، مبان منهارة كلياً أو جزئياً، وحتى تلك الصامدة تبدو متصدعة ولا يجرؤ أحد على البقاء فيها.
في غازي عنتاب القريبة جداً من مركز الزلزال، قالت سيدة من السكان إنها فقدت الأمل في العثور على خالتها العالقة تحت الأنقاض، على قيد الحياة، وأضافت فات الأوان، الآن نحن ننتظر موتانا.
وقضى أكثر من تسعة آلاف شخص في تركيا، بحسب رئيسها رجب طيب أردوغان الذي زار مدينة كهرمان مرعش، مركز أسوأ زلزال يضرب المنطقة منذ ذلك الذي حصل في 17 أغسطس 1999 وبلغت قوته 7.4 درجة، وتسبب بمقتل 17 ألف شخص في تركيا بينهم ألف في إسطنبول.
ووقع آخر زلزال بلغت قوته 7.8 درجة على مقياس ريختر في عام 1939 وتسبب بمقتل 33 ألف شخص في مقاطعة إرزينجان الشرقية.
في سوريا، تم حتى الآن انتشال 2662 جثة من تحت الأنقاض، بحسب السلطات والخوذ البيضاء (متطوعو الدفاع المدني) في مناطق خاضعة لسيطرة فصائل المعارضة.
من جهتها، قدرت منظمة الصحة العالمية، أن يبلغ 23 مليوناً عدد المتضررين بالزلزال بينهم نحو خمسة ملايين من الأكثر ضعفاً.
وأعلن المفوض الأوروبي يانيز ليناركيتش، اليوم الأربعاء، أن سوريا تقدّمت بطلب مساعدة من الاتحاد الأوروبي.
وشجع دول الاتحاد الأوروبي، على دعم هذا البلد المتضرر من العقوبات الدولية، منذ بداية نزاع عام 2011 الذي أدى إلى تدمير بنيتها التحتية، خاصة في الشمال.
في المناطق الخارجة عن سيطرة دمشق، ناشدت منظمة الخوذ البيضاء، المجتمع الدولي، إرسال مساعدات.
وأوضح متحدث إعلامي باسم المنظمة محمّد الشبلي، هناك أناس يموتون كل ثانية تحت الأنقاض.
في حلب الخاضعة للسلطات الحكومية، تمكن جنود روس ليل الثلاثاء إلى الأربعاء من إخراج رجل كان عالقاً تحت الأنقاض، وفقاً لوزارة الدفاع الروسية.
وأنقذ الجنود الروس، الذين يشارك 300 منهم في عمليات الإنقاذ، 42 شخصاً منذ وقوع الزلزال، بحسب الجيش الروسي.
وبدأت المساعدات الدولية منذ الثلاثاء بالوصول إلى تركيا، حيث تم إعلان حالة الطوارئ لمدة ثلاثة أشهر في المحافظات العشر المتضررة من الزلزال.
وعرضت عشرات الدول مساعدتها على أنقرة، من بينها دول من الاتحاد الأوروبي والخليج والولايات المتحدة والصين وأوكرانيا، التي أرسلت رغم الحرب، 87 عامل إنقاذ.
وأقر الرئيس رجب طيب أردوغان الأربعاء، بوجود ثغرات في الاستجابة للزلزال.
وأضاف أردوغان الذي زار محافظة هاتاي الأكثر تضرراً والواقعة على الحدود السورية، بالطبع هناك ثغرات، من المستحيل الاستعداد لكارثة كهذه.