قتل أكثر من 2700 شخص، وأصيب آلاف آخرون، اليوم الاثنين، عندما ضرب زلزالان مدمران وسط تركيا وشمال غرب سوريا، ليسويا بنايات سكنية بالأرض، ويشيعان المزيد من الدمار في مدن سورية مزقتها سنوات الحرب.
الشارقة 24 – رويترز:
أعلنت مصادر مطلعة، مقتل أكثر من 2722 شخصاً، وإصابة آلاف آخرين، اليوم الاثنين، عندما ضرب زلزال مدمر وسط تركيا وشمال غرب سوريا، ليسوي بنايات سكنية بالأرض، ويشيع المزيد من الدمار في مدن سورية مزقتها سنوات الحرب.
ووقع الزلزال الذي بلغت قوته 7.8 درجة في الساعات الأولى من صباح اليوم الاثنين، قبل طلوع ضوء النهار وفي برد الشتاء وكان الأسوأ الذي تشهده تركيا هذا القرن، وتلاه زلزال آخر كبير عند الظهيرة بقوة 7.7 درجة.
ولم يتضح بعد حجم الضرر الذي تسبب فيه الزلزال الثاني الذي شعر به السكان أيضاً في أنحاء المنطقة مثل الزلزال الأول، في وقت يكافح فيه عمال الإنقاذ لانتشال الضحايا من تحت الأنقاض مستخدمين في كثير من الأحيان أياديهم لإزالة الأحجار.
وقالت امرأة أصيبت بكسر في الذراع وجروح في وجهها وهي في سيارة إسعاف قرب حطام بناية مؤلفة من سبعة طوابق كانت تعيش فيها في ديار بكر في جنوب شرق تركيا: كنا نهتز كما يهتز مهد طفل رضيع. كان هناك تسعة منا في المنزل، اثنان من أولادي لا يزالان تحت الأنقاض، أنا في انتظارهما.
وأوضحت إدارة الكوارث والطوارئ التركية، أن حصيلة الوفيات الناجمة عن الزلزال بلغت 1498، وقُتل ما لا يقل عن 716 في سوريا وفقاً لأرقام حكومة دمشق والأمم المتحدة.
وأعاق ضعف شبكة الإنترنت، وتضرر الطرق التي تربط بين بعض المدن الأكثر نكبة بالزلزال في جنوب تركيا الذي يقطنه الملايين، جهود تقييم حجم الخسائر.
ومن المتوقع أن تنخفض درجات الحرارة في بعض المناطق، إلى ما يقرب من درجة التجمد خلال الليل، مما يؤدي إلى تدهور ظروف المحاصرين تحت الأنقاض أو الذين تُركوا بلا مأوى.
وكانت الأمطار تسقط، اليوم الاثنين، بعد أن اجتاحت العواصف الثلجية البلاد في مطلع الأسبوع.
وأعلن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، الذي يستعد لانتخابات صعبة في مايو المقبل، أن ما حدث كارثة تاريخية وأسوأ زلزال يضرب تركيا منذ عام 1939، لكنه أكد أن السلطات تبذل كل ما في وسعها.
وأضاف أردوغان، قلوبنا وأرواحنا جميعاً مع الجهود المبذولة لكن الشتاء وبرودة الطقس وحدوث الزلزال خلال الليل صعب الأمور.
وأظهرت لقطات حية بثتها محطة "تي. آر. تي" التركية الرسمية مبنى وهو ينهار في إقليم أضنة جنوب البلاد بعد الزلزال الثاني، ولم يتضح بعد إن كان قد تم إخلاؤه قبلها.
وفي سوريا، التي مزقتها حرب أهلية دائرة منذ ما يزيد على 11 عاماً، ذكرت وزارة الصحة، أن عدد ضحايا الزلزال ارتفع إلى نحو 593 قتيلاً، وأكثر من ألف مصاب.
وأوضح متحدث باسم الأمم المتحدة، أن 255 شخصاً قتلوا بسبب الزلزال في شمال غرب سوريا الذي تسيطر عليه المعارضة.
وشاهد صحفيون، العشرات من رجال الإنقاذ في ديار بكر وهم يفتشون في كومة كبيرة من الحطام والأنقاض هي كل ما تبقى من بناية ضخمة ويسحبون كتلاً من الحطام بحثاً عن ناجين ويرفعون أياديهم من حين لآخر، طلباً للهدوء كي يتسنى لهم أن يسمعوا أصوات الاستغاثة، بينما حمل رجال فتاة ملفوفة في بطاطين من بناية منهارة في المدينة.
وفي أزمير، أظهرت لقطات لطائرات مسيرة عمال إنقاذ يقفون أعلى كومة من الأنقاض حيث كان أحد المباني قائماً في يوم من الأيام
وأظهرت لقطات جرى تداولها على تويتر، بنايتين متجاورتين تنهاران واحدة تلو الأخرى في حلب السورية مما ملأ الشارع بالغبار والأتربة.
وقال اثنان من السكان في المدينة، التي مزقتها الحرب، إن البنايتين انهارتا في الساعات التالية للزلزال، الذي شعر به أيضاً السكان في قبرص ولبنان.
في مدينة جنديرس الخاضعة لسيطرة المعارضة المسلحة بمحافظة حلب السورية، تحولت بناية متعددة الطوابق إلى كومة من الخرسانة وقضبان الحديد والملابس المتناثرة في كل مكان.
وأوضح شاب نحيل عيناه شاخصتان من الصدمة ويده مربوطة بضمادة، كانت هناك 12 أسرة تحتها، لم يخرج أي منهم ولا واحد.
ووصف رائد الصالح من منظمة الخوذ البيضاء السورية جهودهم بأنها سباق مع الزمن لإنقاذ أرواح المحاصرين تحت الأنقاض.
وقال السوري عبد السلام المحمود من بلدة الأتارب في حلب، أنه شعر وكأنها نهاية العالم.
وأفادت متحدثة باسم مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية في شمال غرب سوريا، بأنه من المتوقع زيادة عدد القتلى في المنطقة.
وأضافت المتحدثة ماديفي سون سوون، تعاملنا مع ظواهر جوية وعواصف ثلجية لكن لا شيء بحجم زلزال بهذه القوة، ما هو إلا إضافة إلى كل أشكال المعاناة.
وفي مدينة حماة التي تسيطر عليها الحكومة السورية، رأى صحافي طفلاً يبدو أنه قد فارق الحياة يتم انتشاله من بين أنقاض أحد المباني.
وعرض التلفزيون السوري الرسمي، لقطات لفرق الإنقاذ، وهي تبحث عن ناجين تحت الأمطار الغزيرة والصقيع.
وأعلنت الرئاسة السورية، أن الرئيس بشار الأسد عقد اجتماعاً طارئاً لمجلس الوزراء للاطلاع على حجم الأضرار ومناقشة الخطوات المقبلة.
وأوضح شهود، أن سكان دمشق ومدينتي بيروت وطرابلس اللبنانيتين ركضوا إلى الشارع واستقلوا سياراتهم للابتعاد عن المباني خوفاً من الانهيار.
وبثت محطة "سي. إن. إن" التركية، لقطات تظهر تعرض قلعة غازي عنتاب التاريخية لأضرار بالغة.
وأذاعت إدارة الكوارث والطوارئ التركية، لقطات تظهر أحد رجال الإنقاذ وهو يزحف داخل مبنى منهار في مدينة ملاطية، في محاولة لرصد مكان أحد الناجين المحاصرين تحت الأنقاض.
وسُمع رجل الإنقاذ، وهو يقول "ما هو اللون الذي ترتديه؟ هل ترتدي اللون الوردي؟ من فضلك اعتني بنفسك في الوقت الحالي، لا أستطيع رؤية أي شيء آخر".
وأوضح أردوغان، أن 45 دولة عرضت المساعدة في جهود البحث والإنقاذ.
وكتب مستشار الأمن القومي بالبيت الأبيض جيك سوليفان على تويتر: تشعر الولايات المتحدة بقلق عميق جراء الزلزال المدمر، سنواصل مراقبة الوضع عن كثب، وعلى استعداد لتقديم أي وكل مساعدة لازمة.
وأعلنت هيئة المسح الجيولوجي الأميركية، أن الزلزال وقع خلال الليل على عمق 17.9 كيلومتر، وأبلغت عن وقوع سلسلة من الهزات بلغت قوة أحدها 6.7 درجة.
وتمتد المنطقة على طول خطوط الصدع الزلازلية.
وأوضح محمد كاشاني أستاذ هندسة الإنشاءات والزلازل المساعد بجامعة ساوثهامبتون، الجمع بين قوة كبيرة وعمق ضحل جعل هذا الزلزال مدمراً للغاية.