"بحيرة السلام" ترسخ قيم المحبة والإخاء في "الإمارات لمسرح الطفل"

الشارقة 24:

عرضت في اليوم الثاني من أيام مهرجان الإمارات لمسرح الطفل في دورته الـ 16، مسرحية "بحيرة السلام"، من تأليف الشيخة سارة بنت محمد بن ماجد القاسمي، وإخراج الفنان عبد الله الحريبي، وإنتاج مسرح رأس الخيمة الوطني.

دارت حكاية المسرحية حول مجموعة ضفادع تعيش بأمان وهدوء وسلام، في بحيرتها، حتى يحدث ما لم يكن في الحسبان، بأن تقوم إحدى الضفادع بالعثور على كتاب أساطير الضفادع القديم، الذي حذر "بابا سلام" حكيم الضفادع منه، باعتبار أنه كتاب يحوي على خلطة سحرية تزيد من نمو النباتات، وقسموا الكتاب إلى قسمين، وضعوا كل قسم في مكان، كي لا تصل إليه يد الأشرار، باعتبار أن الكتاب إذا قرئ قسم واحد منه فقط سيجر الويلات على المكان، لذلك يجب أن يبقى مغلقاً، وفي مكان بعيد عن متناول الأيدي، غير إن الضفدعة "نونا" وبدافع الفضول تقع في المحظور، تعثر على  الكتاب وتقرؤه، لتتحول البحيرة إلى أرض يابسة جف فيها الماء وتيبس الزرع، فتبدأ رحلة الضفادع في البحث عن القسم الآخر من الكتاب لإعادة البحيرة إلى ما كانت عليه من جمال. 

في المقابل، توجد شخصية زعيم الضفادع الأشرار، الذي هو بدوره أيضاً يريد الحصول على الكتاب، لتنفيذ خططه ومآربه والسيطرة على الضفادع، ويكون له ما يريد حينما يسرق الكتاب، من تلك الضفدعة التي ندمت على فعلتها لاحقا، وساهمت برفقة زملائها في إعادة الكتاب إلى مكانه، والتغلب على الأشرار. 

حوى العرض على العديد من الرسائل المهمة الموجهة لجمهور الأطفال، من حيث الحث على المحبة، والتعاون ما بين أفراد البيئة الواحدة لدرء الأشرار، وكذلك أكد العمل على ضرورة التزام الأطفال بتعاليم ذويهم كي لا يأخذهم الفضول إلى ما لا تحمد عقباه، كما أن العمل أكد على أن الخير مهما تأخر لكنه دائما هو المنتصر في النهاية.

تمكن العرض بداية من النص الجيد، المبني على فكرة متميزة، من الوصول إلى الأطفال وخلق حالة من التفاعل بين الخشبة والصالة، من حيث الشكل البصري الذي اختاره المخرج للعرض، من خلال بناء بيئة ضفادع مبهرة، والتي جذبت الأطفال وحركت مخيلتهم، كذلك تميز بأداء الممثلين المتناغم والمنضبط، حيث تمكنت ريم الفيصل وسارة السعدي وعهود الجسمي، ومحمد أنور ومحمد عبده، وصالح محمد، وعدنان البلوشي، ومحمد السيايدة، ومنار الدين، وعبد الله أنور، وعلي فيصل، وياسر أنور، من رفع سوية العرض، كذلك، أسهمت الموسيقى لعلي الزعابي، والإضاءة لوليد التميمي، والديكور لعبد الرحمن الكاس، والأزياء لميلانا رسول، في إيصال خطاب النص، عبر منظر مسرحي، كان جزء لا يتجزأ من بنية العرض، باعتبار أنه فن قائم بذاته يعيش ويتواجد غير منفصلاً عن باقي أجزاء العرض المسرحي.

لقاء مفتوح مع صابر رجب
وقبيل عرض مسرحية "بحيرة السلام"، شهدت قاعة الندوات بقصر الثقافة بالشارقة، إقامة لقاء مفتوح مع شخصية المهرجان، الفنان الإماراتي صابر رجب، والتي أدارها الفنان خالد البناي، منطلقاً من سرد أهم المحطات المسرحية في تاريخ صابر المسرحي، وأهم الجوائز التي نالها خلال مسيرته المسرحية المضيئة.

أما صابر، فقد تقدم بالشكر إلى القائمين على المهرجان لاختياره شخصية التكريم لهذا العام، ثم تحدث عن تجربته المسرحية وأهم الشخصيات التي وقفت إلى جانبه خلال مراحل التأسيس والتكوين المسرحي التي تحدث عنها خلال اللقاء، كذلك تحدث عن المهرجان في دوراته المتعددة وأثره الواضح والكبير في تطوير مسرح الطفل في الإمارات. 

بعد ذلك أدى الحضور بدلوهم، متحدثين عن عطاء صابر رجب في المسرح بشكل عام، وفي مسرح الطفل على وجه الخصوص، وما تركه من أثر طيب في نفوس الجمهور، وعن عروضه المسرحية المهمة التي ما تزال حية في ذاكرة جمهور المسرح الإماراتي.