استعرضت دولة الإمارات، خلال مشاركتها، في أعمال المؤتمر السنوي العلمي الدولي الثاني عشر للاتحاد العربي للتنمية المستدامة والبيئة، التي عقدت بالقاهرة، دورها في تحقيق التنمية المستدامة بشكل عام، وتنمية التعليم بشكل خاص.
الشارقة 24 – وام:
شارك سعادة الدكتور العميد محمد خميس العثمني مدير عام أكاديمية العلوم الشرطية بالشارقة، في أعمال المؤتمر السنوي العلمي الدولي الثاني عشر للاتحاد العربي للتنمية المستدامة والبيئة، التي عقدت بالقاهرة تحت عنوان: التعليم من أجل تحقيق أهداف التنمية المستدامة – (استدامة النمو في العالم العربي)، تحت رعاية جامعة الدول العربية، وبالتعاون الاتحاد العربي للتنمية المستدامة والبيئة، وبحضور خبراء من عدد من الدول العربية وهي: مصر، الجزائر، السودان، السعودية، ليبيا، سلطنة عمان، الكويت، العراق، فلسطين.
وخلال الجلسة الافتتاحية للمؤتمر، استعرض العثمني، ورقة عمل حول دور دولة الإمارات العربية المتحدة، في تحقيق التنمية المستدامة بشكل عام، وتنمية التعليم بشكل خاص.
وأضاف مدير عام أكاديمية العلوم الشرطية بالشارقة، أن العمل لتحقيق مقاصد أهداف التنمية المستدامة، هو جزء من إطار العمل الحكومي وخارطة طريق التنمية التي تجسدها رؤية دولة الإمارات 2071، موضحاً أنه ومن أجل الوصول لأعلى درجة من الكفاءة في تحقيق أهداف التنمية المستدامة، تبنت دولة الإمارات العربية المتحدة نهجاً حكومياً شاملاً انبثقت عنه لجنة وطنية معنية بأهداف التنمية المستدامة، والتي تضم جهات حكومية اتحادية ومحلية، تعمل على مواءمة أهداف التنمية المستدامة ومشاركة المعلومات وتقديم الدعم في تنفيذ أهداف التنمية المستدامة ، كما تتعاون اللجنة مع مختلف أصحاب العلاقة المعنيين محلياً ودولياً لتوسيع نطاق الشراكة في تنفيذ أجندة الإمارات 2030.
ولفت العثمني، إلى أنه في عام 2014، أطلقت دولة الإمارات العربية المتحدة الأجندة الوطنية والتي جاءت نتيجة لسلسلة من ورش العمل التي أطلق عليها اسم "مختبرات الرؤية"، والتي حضرها أكثر من 300 مسؤول من 90 جهة حكومية اتحادية ومحلية، إضافة إلى مشاركين من القطاع الخاص والخبراء المختصين، ومن المؤسسات الأكاديمية والاجتماعية ومؤسسات البحوث.
وتابع مدير عام أكاديمية العلوم الشرطية بالشارقة، أن الأجندة تركز على الأولويات الوطنية الـ6 والمؤشرات الوطنية الرئيسية الـ52، إضافة إلى مؤشرات الأداء الفرعية الوطنية وعددها 365 مؤشراً، وأنه في عام 2017 عملت اللجنة الوطنية لأهداف التنمية المستدامة في الدولة على مواءمة مستهدفات الأجندة الوطنية مع الأجندة العالمية 2030، وذلك من خلال مواءمة الأهداف السبعة عشر مع محاور أولويات الأجندة الوطنية.
وأضاف مدير عام أكاديمية العلوم الشرطية بالشارقة، أنه في عام 2018، أطلقت حكومة دولة الإمارات العربية المتحدة الاستراتيجية الوطنية لجودة الحياة، لتكون بمثابة خطة شمولية تهدف إلى تحقيق الرفاهية في الحياة بدولة الإمارات العربية المتحدة، ووضعت الحكومة هذه الاستراتيجية آخذة بالاعتبار أنه لا يمكن تخطي التحديات والوصول إلى الحلول المبتكرة، ما لم يتمتع أفراد المجتمع بصحتهم النفسية.
ونوه العثمني، بأن هذه الاستراتيجية تقوم على إطار عام يضم ثلاثة محاور موضوعية أساسية هي نمط حياة الأفراد ومجتمع مترابط، ودولة متقدمة، وذلك من خلال التشجيع على اتباع نمط معيشي حياتي مفعم بالصحة والنشاط وتبني التفكير الإيجابي، وأن الإمارات تطمح بأن تصبح الدولة الأولى في العالم بحلول العام 2071، في جميع مجالات التنمية المستدامة، وبناءً على هذه الرؤية، تعمل مؤسسات الدولة على رصد التقارير العالمية لتقييم دولة الإمارات المتحدة في تحقيق مؤشرات التنافسية وأهداف التنمية المستدامة.
وقال مدير عام أكاديمية العلوم الشرطية بالشارقة، إن تطوير قطاع التعليم يعد أحد أهم أهداف التنمية المستدامة، ويعتبر توفير التعليم لجميع أفراد المجتمع أحد الأدوات الرئيسية لتحقيق هذا الهدف، موضحاً أن وزارة التربية والتعليم قد اهتمت بتطوير البيئة التعليمية الذكية لتخدم 25 ألف معلم ومعلمة، وما يزيد عن 300 ألف طالب وطالبة، وقد اعتمد مجلس الوزراء ميزانية اتحادية قياسية تم تخصيص 17% منها لقطاع التعليم.
وأضاف العثمني، أن دولة الإمارات حققت المركز الأول عالمياً، في 3 من المؤشرات المرتبطة بالهدف الرابع من أهداف التنمية المستدامة "التعليم" الجيد"، وفقاً للرصد الذي أجراه المركز الاتحادي للتنافسية والإحصاء لعام 2021، وعززت دولة الإمارات في عام 2021 من جهودها لتحقيق الهدف الرابع من أهداف التنمية المستدامة "التعليم الجيد على الصعيد المحلي، إضافة إلى الرائدة لتعزيز جهود العديد من الدول في تحقيق هذا الهدف.
ولفت مدير عام أكاديمية العلوم الشرطية بالشارقة، إلى أن دولة الإمارات احتلت المركز الأول في كل من مؤشر الالتحاق بالتعليم الابتدائي ومؤشر معدل الإلمام بالقراءة والكتابة، ضمن تقرير الفجوة بين الجنسين الصادر عن المنتدى الاقتصادي العالمي، كما احتلت المرتبة الأولى في انتقال الطلبة الدوليين ضمن الكتاب السنوي للتنافسية العالمية الصادر عن المعهد الدولي للتنمية الإدارية.
وأشار العثمني، إلى أن الإمارات تطبق منذ عام 2012 نظام التعليم الذكي، بهدف تسخير التكنولوجيا وضمان وصول الطلاب لخدمات التعليم عن بعد تحت جميع الظروف، وقد لعب هذا النظام دوراً حاسماً في ضمان استمرارية التعليم خلال فترة جائحة كورونا، حيث تم تدريب ما يزيد عن 25000 معلم عن بعد من خلال تقنيات التعليم الذكية.
وتابع مدير عام أكاديمية العلوم الشرطية بالشارقة، أن دولة الإمارات العربية المتحدة تضع التعليم في صلب رؤيتها لعام 2071، ولذلك فقد عملت وزارة التربية والتعليم في الدولة بالتعاون مع شركائها الاستراتيجيين على إعداد استراتيجية للتعليم تقوم على أسس متينة تهدف إلى تسخير الإمكانات الكاملة لرأس المال البشري الوطني تكفل تحقيق أعلى مستويات المشاركة في التعليم عالي الجودة، وتشجيع تنظيم المشاريع وتقديم الرعاية لقادة القطاعين الحكومي والخاص ومن هنا جاء قرار دمج وزارة التربية والتعليم مع وزارة التعليم العالي، والذي مكن الدولة من التركيز على تحقيق عاملي المساواة والجودة، بدءاً من مرحلة رياض الأطفال إلى مرحلة التعليم العالي لسد الفجوة بين المتطلبات الأكاديمية ومتطلبات سوق العمل.
وذكر مدير عام أكاديمية العلوم الشرطية بالشارقة، أن وزارة التربية والتعليم، عملت أيضاً على تسريع تحقيق أهداف التنمية المستدامة، من خلال إدراج مواد تكنولوجيا المعلومات والاتصالات مثل الذكاء الاصطناعي ضمن نظامها التعليمي باعتمادها لبرنامج التعلم الذكي ومركز البيانات المتخصصة.
وشدد سعادته، على أن إمارة الشارقة حظيت بلقب عاصمة الإمارات الثقافية بعد جهود جبارة في إثراء التعليم الجامعي والمؤسسات العلمية والتربوية، موضحاً أن المدينة الجامعية في الشارقة باحتضانها لـ22 مؤسسة تعليمية من أهم جامعات وأكاديميات الدولة، أصبحت تعد بمثابة المنارة المشعة التي يتوجه إليها العديد من الطلاب من مختلف أنحاء العالم.
وقال العثمني، إن أكاديمية العلوم الشرطية بالشارقة، من أبرز المؤسسات الأكاديمية في المدينة الجامعية.