أكد مدراء ومسؤولو المؤسسات الثقافية في الشارقة أن احتفاء مدينة وادي الحجارة "جوادالاهارا" المكسيكية، يوم السبت المقبل، الموافق 26 نوفمبر، بالمشروع الثقافي لإمارة الشارقة يؤكد على قوة الكلمة في مد جسور التواصل بين الثقافة الإماراتية والعربية ونظيراتها العالمية.
الشارقة 24:
تتوج مدينة وادي الحجارة "جوادالاهارا" المكسيكية، يوم السبت المقبل، الموافق 26 نوفمبر، المشروع الثقافي لإمارة الشارقة كبوابة لفتح حوار حضاري بين تاريخ وراهن الثقافة العربية ونظيرتها اللاتينية، حيث تحتفي بالإمارة ضيف شرف الدورة الـ 36 من معرض جوادالاهارا الدولي للكتاب، لتجسد قوة الكتاب في تجسير المسافات بين القارات والبلدان والشعوب، وتؤكد مركزية الإمارة ودولة الإمارات العربية المتحدة بين كبرى عواصم المعرفة العالمية.
وتنقل الإمارة خلال مشاركتها في الحدث ملامح متنوعة من أصالة الثقافة الإماراتية العربية، إذ تجتمع -تحت إشراف "هيئة الشارقة للكتاب"- مؤسسات الشارقة الثقافية في برنامج فعاليات حافل، يعكس لجمهور المعرض جماليات الموسيقى، والأدب، والفن العربي الإماراتي، ويكشف جانباً من واقع صناعة الكتاب والنشر في الإمارات.
حول أهمية الاحتفاء بالشارقة في معرض جوادالاهارا الدولي للكتاب، وأبرز الفعاليات التي يقدمها برنامج الإمارة من 26 نوفمبر حتى 3 ديسمبر 2022، تحدث مدراء ومسؤولو المؤسسات الثقافية في الشارقة.
الشارقة عطاء ثقافي متواصل
أفاد عبد الله بن محمد العويس، رئيس دائرة الثقافة في الشارقة، أن الشارقة تواصل مسيرتها الثقافية بوصفها عاصمة ثقافية عربية وإسلامية، وعاصمة عالمية للكتاب وفق الرؤى السديدة والرعاية الشاملة لصاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة؛ وفيما تثري الشارقة المشهد الثقافي في دولة الإمارات والوطن العربي وأفريقيا وأنحاء أخرى من العالم بفعاليات ثقافية وأدبية وفنية متنوعة، فها هي تواصل حضورها اللافت في معارض الكتاب الدولية.
وأضاف: "هذا التواجد الدولي الذي رعى مسيرته صاحب السمو حاكم الشارقة، بمشاركته وحضوره الدائم لتلك المعارض، وكان من ثمار مشاركة الشارقة في تلك المعارض، واستناداً إلى إسهاماتها الثقافية على المستوى المحلي والعربي والعالمي، بأن تحلّ بوصفها ضيف الشرف في معارض الكتاب في العالم، وتتعزز هذه المكانة من خلال مشاركتها في معرض المكسيك للكتاب بنشاط ثقافي متكامل، و تسهم دائرة الثقافة فيه بتنظيم معرض للخط العربي والزخرفة، و بالورشة الفنية المصاحبة له في كل من جامعة وادي الحجارة، كما تشارك الدائرة بإصداراتها ومجلاتها في حقول الثقافية المتنوعة.
تجسيد عملي لرؤى راعي الإبداع والثقافة
وأوضح سلطان العميمي، رئيس مجلس إدارة اتحاد كتاب وأدباء الإمارات، أن المشاركة في معرض جوادالاهارا الدولي للكتاب تمثل فرصة جديدة تتيحها الشارقة للثقافة والإبداع في الإمارات والعالم العربي، للحضور من خلال نخبة من الأدباء والباحثين والمترجمين، في واحد من أبرز منابر الثقافة اللاتينية، وذلك سيسهم في تعزيز التواصل والحوار بين الثقافة العربية والثقافة في المجتمعات الناطقة بالإسبانية، وتعريف المهتمين بقضايا الإبداع والترجمة بأحدث نماذج الأدب والفكر والنقد في المشهد الإماراتي والعربي.
وأفاد أن هذه المشاركات تسهم بشكل إيجابي في إعادة بناء الصورة الذهنية لدى الآخر تجاه منطقتنا، بعد أن ظلت ظروف عديدة من بينها الحواجز اللغوية والمنظور الاستشراقي يعيقان إبراز الأبعاد الحضارية والإنسانية للثقافة العربية، ومن هنا تأتي أهمية مشاركة الشارقة كضيف شرف في معرض المكسيك، في خطوة تمثل كذلك تجسيداً عملياً لرؤى راعي الإبداع والثقافة صاحب السمو حاكم الشارقة، بما عرف عن سموه من حرص على أن تكون الثقافة جسراً للتواصل بين الشعوب وأداة للحوار بين نخبها ومبدعيها.
رسالة الشارقة الحضارية تصل لشعوب العالم
من جانبه، أكد الدكتور عبد العزيز المسلّم، رئيس معهد الشارقة للتراث، أن معهد الشارقة للتراث درج على المشاركة الفاعلة في المحافل الدولية التي تحلّ الشارقة فيها ضيف شرف، احتفاءً بدورها الثقافي والتنويري الرائد، وتمثّل مشاركتنا ضمن جناح الشارقة مع المؤسسات الثقافية والإعلامية في معرض المكسيك الدولي للكتاب، تأكيداً على أهمية حرصنا الدائم على إيصال رسالة الشارقة الثقافية والحضارية إلى شعوب العالم، وتجسيداً لشعار الشارقة وتوجهاتها الثقافية برعاية صاحب السمو حاكم الشارقة، والتي بوأت الإمارة الباسمة مكانة سامية، وجعلتها عاصمة الثقافة وحاضنة التراث، ومركز الإبداع، ووجهة عالمية للكتاب.
وأوضح: "تأتي مشاركتنا انطلاقاً من سعينا الحثيث إلى إبراز مكانة التراث الثقافي الإماراتي، والتعريف به في المحافل الثقافية الدولية، التي تجمع ثقافات العالم وتراث الشعوب، لما في ذلك من تعزيز للتبادل الثقافي والتواصل الحضاري، ضمن الرؤية الثقافية الشاملة والمستنيرة للإمارة، وقد عمل المعهد في هذه الدورة على تنويع مشاركته، بحيث تقدّم صورة متكاملة عن تراثنا الإماراتي الأصيل، وعرضه للجمهور في أبهى حلة وأجمل صورة، لذلك سيكون المعهد حاضراً في البرنامج الثقافي المصاحب، من خلال محاضرة سوف أقدّمها عن القراءة الثقافية للنقوش الحضارية ودلالتها في التراث الإماراتي، بالإضافة إلى عرض وتعريف الجمهور بنخبة من أحدث إصدارات المعهد المنشورة بلغات عدة، كما ستشارك عدد من الحرفيات الإماراتيات للتعريف بتراثنا الحرفي، من خلال ممارسة نماذج منه كالحنّاء وغيرها".
كما ستقدّم فرقة الشارقة الوطنية، التابعة لمعهد الشارقة للتراث عروضاً فنية متنوعة، تبرز جماليات الفنون الشعبية الإماراتية وتنوّعها.
خطوة لتعزيز العلاقات مع المؤسسات الأكاديمية المكسيكية
وكشف الدكتور حميد مجول النعيمي، مدير جامعة الشارقة، عن مشاركة الجامعة، قائلاً: "تأتي مشاركتنا في إطار تعزيز العلاقات القوية مع العديد من الجامعات والمؤسسات الأكاديمية في دولة المكسيك، حيث بذلنا جهوداً كبيرة في هذا الصدد من خلال عقد عددٍ من الاجتماعات واللقاءات السنوية مع جامعات مكسيكية، ومنها جامعة جوادالاهارا، وجامعة وجوانخواتو، وجامعة المكسيك الوطنية المستقلة، بهدف بحث سبل التعاون المشترك في كثير من المجالات ومنها تعليم اللغة العربية والطب والهندسة والفضاء وعلم الآثار وغيرها الكثير، بما يتماشى مع رؤية إمارة الشارقة الثقافية ورسالتها التنموية".
تكريم لجهود ثقافية تتواصل منذ أكثر من 5 عقود
وأفاد سعادة محمد حسن خلف، مدير عام هيئة الشارقة للإذاعة والتلفزيون: "تحتفي عواصم العالم الثقافية بالمشروع الحضاري الذي تقوده إمارة الشارقة برؤية وتوجيهات صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، الذي قدم الكتاب والمعرفة والثقافة أساساً لمسيرة التنمية التي تشهدها الإمارة، وبناء علاقاتها مع مختلف ثقافات وبلدان العالم، وما تتويجها بالعاصمة العالمية للكتاب 2019 إلا تأكيد لهذا الاحتفاء، وما اختيارها الآن ضيف شرف في "معرض جوادالاهارا الدولي للكتاب 2022" سوى تكريم لجهود ثقافية تتواصل منذ أكثر من 5 عقود".
وانطلاقاً من رؤيتها الرامية إلى دعم مسيرة الشارقة الحضارية والمساهمة في مشروعها الكبير، تشارك هيئة الشارقة للإذاعة والتلفزيون في تقديم المشهد الثقافي والمنجز المعرفي للشارقة أمام الحراك الثقافي المكسيكي واللاتيني بشكل عام، تحظى فعاليات المعرض بتغطيات مباشرة، وسلسلة حوارات مع نخبة من المثقفين والكتاب العرب والمكسيكيين المشاركين في المعرض، إلى جانب تخصيص فقرات يومية للإضاءة على فعاليات جناح الشارقة في المعرض.
فخورون بتتويج الشارقة في حدث ثقافي كبير
من جانبها، قالت مروة العقروبي، المديرة التنفيذية لبيت الحكمة بالشارقة: "فخورون باختيار الشارقة ضيف شرف "معرض جوادالاهارا الدولي للكتاب 2022"، وبتواجد الإمارة في هذا الحدث الكبير بالمكسيك، ترجمةً لجهود ورؤى صاحب السمو حاكم الشارقة، في تعزيز التواصل المعرفي مع مختلف الشعوب، لإبراز الثقافتين العربية والإماراتية، أمام دول العالم".
تتميّز هذه المشاركة بإطلاق النسخة الإسبانية من معرض "الخراريف برؤية جديدة"، بالتعاون ما بين مكتب الشارقة عاصمة عالمية للكتاب وجوادالاهارا عاصمة عالمية للكتاب، والمجلس الإماراتي لكتب اليافعين وبيت الحكمة، وبما يعكس أهمية الحكايات الشعبية في التراثين الإماراتي والمكسيكي من خلال أعمال مشتركة لفنانين من البلدين الصديقين.
سيتاح لزوار جناح الشارقة فرصة الاطلاع على بعض الكتب النفيسة التي تفضل صاحب السمو حاكم الشارقة بإهدائها إلى بيت الحكمة، وهي جزء من مجموعة نادرة متخصصة في الفن والتاريخ والجغرافيا والأدب وغيرها، وتعد حصيلة عمل الباحثين د. ريتشارد وإليزابيث إيتنغهاوزن، كما سيتم تنظيم مجموعة من الفعاليات المتنوعة في الجناح على مدى أيام المعرض.
الشارقة سفيرة الثقافة العربية الإماراتية في العالم
وأوضح راشد الكوس، المدير التنفيذي لجمعية الناشرين الإماراتيين: "تواصل الشارقة مشاركاتها العالمية في كبرى المعارض الدولية للكتاب، حيث يعبر حضورها الرائد ضيف شرف على معرض جوادالاهارا الدولي للكتاب في دورته الـ36، عن المكانة الثقافية التي تبوأتها الإمارة بمساعي وجهود صاحب السمو حاكم الشارقة، الذي جعل من الإمارة منارة معرفية وثقافية، وسفيراً للثقافة العربية والإماراتية في حضرة ثقافات العالم، التي تعد الثقافة اللاتينية قيمة رائدة فيها، حيث تسهم استضافة الإمارة في المعرض بمد جسور التعارف الحضاري الراقي بين الشرق والغرب".
وأردف، قائلاً: "إن مشاركة "جمعيّة النّاشرين الإماراتيين" ضمن فعاليات "الشارقة ضيف شرف معرض جوادالاهارا الدولي للكتاب 2022"، هي فرصة ذهبية لحضور الكتاب والناشرين والمؤلفين الإماراتيين في واحد من أهم المعارض الدولية للكتاب، آخذين بعين الاعتبار القيمة التي تمثلها هذه الملتقيات الثقافية في تعزيز رحلة الكتاب الإماراتي إلى المكتبات والثقافات العالمية، ليكون خير سفير لثقافتنا المحلية".
الشارقة رمز لازدهار الثقافة العربية المعاصرة
وقالت اليازية خليفة، رئيس مجلس إدارة جمعية الإمارات لإدارة حقوق النسخ: "يعكس حضور جمعية الإمارات لإدارة حقوق النسخ كمشارك رئيس ضمن فعاليات "الشارقة ضيف شرف معرض جوادالاهارا الدولي للكتاب 2022"، التطور النوعي الذي اكتسبته الثقافة الإماراتية، كون الجمعية هي الأولى من نوعها في المنطقة التي تعنى بحقوق النسخ والإدارة الجماعية، وفقاً لاستراتيجية رائدة تضع بعين الاعتبار الغطاء القانوني والتشريعي لحقوق المؤلف والناشر، بوصفها عموداً أساسياً للصناعات الإبداعية".
ننقل فكر حاكم الشارقة ورسالته إلى القارة اللاتينية
وأوضح مهند حسين بو سعيدة، مدير منشورات القاسمي: "يؤكد الاحتفاء بالشارقة ضيف شرف الدورة الـ 36 من معرض جوادالاهارا الدولي للكتاب، أثر الجهود والرؤية التي تبنتها الإمارة بتوجيهات صاحب السمو حاكم الشارقة، فهي تأتي تجسيداً لقوة الكلمة والكتاب في مد جسور التواصل والحوار بين الثقافة الإماراتية والعربية ونظيراتها في مختلف بلدان العالم".
وتابع: "نشارك في منشورات القاسمي بإصدارات صاحب السمو حاكم الشارقة لننقل فكر سموه ورسالة سموه المعرفية والإنسانية إلى القراء في القارة اللاتينية ونفتح من خلال هذه المشاركة المجال أمام الثقافة في المكسيك للاطلاع على خزانة المعرفة العربية وما أضافته للمكتبة الإنسانية، كما نسعى إلى جانب مجمل المؤسسات الثقافية في الإمارة أن نجسد المشروع الثقافي الكبير للشارقة بكافة أبعاده المعنية بالكاتب والناشر والقارئ على حد سواء".
نعرّف بالعمق تاريخي وحضاري للشارقة
وعن مشاركة هيئة الشارقة للآثار ضمن جناح إمارة الشارقة، ضيف الشرف في معرض جوادالاهارا الدولي للكتاب، قال عيسى يوسف، مدير إدارة الآثار - هيئة الشارقة للآثار: "إسهاماً من الهيئة في تعريف المهتمين بعلم الآثار والتراث الثقافي الإنساني في المكسيك بما لدى الشارقة من عمق تاريخي وحضاري يمتد إلى فترات تاريخية مختلفة، تعكسه المواقع الأثرية التي نسلط الضوء عليها من خلال عرض الدليل التعريفي "جواز هيئة الشارقة للآثار" وأبرز إصدارات ومطبوعات الهيئة في هذا المجال، إضافةً إلى تنظيم محاضرة علمية بعنوان "ثقافة مليحة من خلال المكتشفات الأثرية (من القرن الثالث قبل الميلاد - القرن الثالث الميلادي)"، للتعريف بموقع مليحة الذي يعد من أشهر المواقع الأثرية التي قدمت الكثير من المعلومات القيمة حول النشاط البشري في منطقتنا، وكذلك عرض مجموعة من القطع الأثرية المنسوخة من مكتشفات إمارة الشارقة في متحف الفن MUSA، يصل عددها إلى 19 قطعة متنوعة، تضم عدداً من الأمشاط العاجية والأدوات البرونزية وغيرها من الآثار من مكتشفات تعود إلى فترات تاريخية مختلفة للإمارة".
هيئة الشارقة للمتاحف: نجسد المكانة الحضارية للإمارات
أكدت هيئة الشارقة للمتاحف أهمية هذه المشاركة التي تأتي انطلاقاً من استراتيجيتها القائمة على إبراز الوجه الحضاري للإمارات، والتعريف بتاريخها العريق وإسهاماتها في المنجز الإنساني، بالإضافة إلى تقديم إبداعات فنانيها المعاصرين إلى العالم، في خطوة تظهر المكانة الحضارية للإمارات، موضحةً أنها تتيح لزوار المعرض من خلال هذه المشاركة فرصة الاطلاع على مجموعة من نماذج مقتنيات مختارة تعود لمتحف الشارقة للآثار، ومتحف الشارقة للحضارة الإسلامية، ومتحف الشارقة للفنون، وحصن الشارقة وتشتمل على نماذج لعدد من القطع الأثرية والحلي والفخاريات والمباخر واللوحات التي تمثل بمجملها تاريخ دولة الإمارات العربية والحضارة الإسلامية.