جار التحميل...

°C,
في جلسة خاصة لجمعيات مكافحة السرطان في دول مجلس التعاون

متحدثون: السياسات هي العمود الأهم في مكافحة السرطان

November 24, 2022 / 4:58 PM
نظمت "جمعية أصدقاء مرضى السرطان" فعاليات اليوم الختامي من المؤتمر الخليجي الخامس المشترك للسرطان، خلال الفترة من 21 وحتى 23 نوفمبر 2022، في مركز الجواهر للمناسبات والمؤتمرات بالشارقة، بالتعاون مع الاتحاد الخليجي لمكافحة السرطان، والمركز الخليجي لمكافحة السرطان، تحت شعار "استمرارية الرعاية الصحية لمكافحة السرطان والتصدي له".
الشارقة 24:

أكد المتحدثون في جلسة "النجاة من مرض السرطان" على ضرورة توحيد الجهود لجمعيات مكافحة السرطان لمواصلة التقدم الذي يشهده مجال الرعاية الصحية في دول مجلس التعاون الخليجي، حيث استعرضوا تجارب البلدان الخليجية في استغلال الفرص المتاحة لتجاوز التحديات، مع التأكيد على التشابه الكبير بينها بغض النظر عن الدولة.

جاء ذلك، ضمن فعاليات اليوم الختامي من المؤتمر الخليجي الخامس المشترك للسرطان، الذي نظمته "جمعية أصدقاء مرضى السرطان" خلال الفترة من 21 وحتى 23 نوفمبر 2022، في مركز الجواهر للمناسبات والمؤتمرات بالشارقة، بالتعاون مع الاتحاد الخليجي لمكافحة السرطان، والمركز الخليجي لمكافحة السرطان، تحت شعار "استمرارية الرعاية الصحية لمكافحة السرطان والتصدي له". 

وأدار الجلسة، الدكتور علي الزهراني، المدير التنفيذي للاتحاد الخليجي لمكافحة السرطان، الذي رحب بدوره بالمتحدثين القادمين من جمعيات مكافحة السرطان في الدول الست الأعضاء بمجلس التعاون الخليجي، حيث تحدثوا من واقع تجاربهم الشخصية والمهنية عن شكل العوائق التي تواجه البلدان الخليجية في مجال محاربة السرطان، والإنجازات التي قامت بتحقيقها جمعياتهم منذ تأسيسها.

وجاءت المشاركة الأولى من الدكتورة سعاد بن عامر، العضو المؤسس لجمعية زهرة لمكافحة سرطان الثدي، والرئيسة السابقة لقسم أبحاث سرطان الثدي بمستشفى الملك فيصل التخصصي بالمملكة العربية السعودية، التي تحدثت عن دافعها لتأسيس الجمعية من واقع تجربتها مع المرض قائلة: "أنا ناجية من مرض السرطان، وابنة أم عظيمة توفيت بسرطان الثدي عام 1994" حيث أطلقت بن عامر اسم والدتها "زهرة" على الجمعية عند تأسيسها، لتقديم الدعم للمرضى وعائلاتهم.

وأضافت بن عامر، أنه لم يكن في القرن الماضي ما يعرف "بالناجين من السرطان" وقالت: "كان المرضى يتلقون العلاج وينتظرون لحظة وفاتهم، لهذا قطعت على نفسي وعداً بأن لا أجعل أي امرأة تمر بهذه التجربة مجدداً دون تلقي أفضل مساعدة ممكنة". مشيرةً لبرنامج النجاة من السرطان الذي أطلقته جمعية "زهرة" لتلبية الاحتياجات المختلفة للناجين من السرطان مادياً ومعنوياً، ومساعدتهم على بدء حياة جديدة بالشكل الذي يقررونه. مضيفةً: "لقد شاركت في عمل هذا البرنامج لأنني شخصياً كنت بحاجة له عندما أصبت بالسرطان".

بعد ذلك، أشار الدكتور عبد الرحمن فخرو، من جمعية البحرين لمكافحة السرطان، إلى التحديات الكبيرة التي تواجه جهود مكافحة السرطان، مشدداً على العوائق الثقافية والمجتمعية قائلاً: "إن السرطان مشكلة أساسية لا تؤذي المريض في ناحية واحدة، بل تؤثر عليه سلباً في صحته ودخله وعنايته بأطفاله، وهو ما يسبب مشاكل اجتماعية فوق المشكلة الصحية" مشيراً إلى أهمية تغيير العقليات السائدة التي تحول دون تطبيق السياسات الموضوعة، بحيث لا تعالج المرض مكتفيةً بعلاج أعراضه.

وشاركت في الجلسة الدكتورة حصة ماجد الشاهين، من الحملة الوطنية للتوعية بمرض السرطان في دولة الكويت، حيث تحدثت عن انجازات الحملة منذ تأسيسها عام 2006، مستعرضةً بشكل موجز أسلوب عملها من تحديد الاستراتيجية السنوية ووضع الجدول الزمني والميزانيات المحددة، مؤكدة على أهمية استكشاف نقاط الضعف بشكل دوري، وتوسيع قاعدة العمل التطوعي باستقطاب الناجين من السرطان للاشتراك في الأنشطة الرياضية والاجتماعية المختلفة، ومشاركة تجاربهم مع المصابين حتى يشكلوا مثلاً أعلى لهم. 

وعن الرحلة الطويلة التي يخوضها مرضى السرطان مع أسرهم، أكدت الدكتورة منال الزدجالي، من الجمعية العمانية للسرطان، على ضرورة تقديم الدعم النفسي وضم ناجين من السرطان لفرق المتطوعين في المستشفيات والمجتمع المحلي، بهدف التوعية والتأكيد على أن مرض السرطان لم يعد مهدداً للحياة بالشكل الذي كان عليه في الماضي، ونقل رسالة إيجابية للمرضى تؤكد الإمكانية العالية للنجاة منه.

وتطرقت الزدجالي إلى الميزة التي تتمتع بها جمعيتها بكونها الجهة الوحيدة المجازة من الحكومة العمانية للعمل على التوعية بالسرطان، ورغم الصعوبة التي تواجهها للعمل في كل أنحاء السلطنة، إلا أنها باتت مركزاً موحداً توجه الحكومة عبره كل الموارد في مكان واحد. مؤكدة على أن أكبر التحديات التي تواجه جهود مكافحة السرطان هي تغيير الثقافة العامة.

وعلى صعيد مماثل، قال الدكتور هادي أبو رشيد، عضو الجمعية القطرية للسرطان، أن محاربة الوصمة الاجتماعية هو أول ما قامت به الجمعية القطرية عبر تغيير المسمى المستخدم لمرضى السرطان ووصفهم بالـ "متعايشين مع السرطان"، لكونه لا يختلف عن من الأمراض المزمنة الأخرى كالسكري وضغط الدم، بحيث يمكن للمصاب به مواصلة حياته بشكل اعتيادي. 

واستعرض أبو رشيد مختلف الأنشطة والمبادرات التي تقوم بها الجمعية القطرية، كالنشاطات البدنية والعلاج بالفنون، ومجموعات الدعم النفسي، التي تزيد من قدرة المرضى على عودتهم للحياة بشكل طبيعي،  مستشهداً بتعاونهم مع وكالة الفضاء الأمريكية (ناسا) لتنظيم زيارات لرواد الفضاء يلتقون فيها بالأطفال المصابين بالسرطان، مشيراً إلى أهمية إشراك المرضى في تصميم البرامج المختلفة، وعقد لقاءات لهم مع الناجين للاستماع إلى تجاربهم قائلاً: "نحن نستضيف الناجيين ليجلسوا ويقودوا جلسات التوعية، فعندما يستمع المريض لقصص الناجين والنصائح التي يقدومنها، فإنها تؤثر عليهم إيجاباً أكثر مما يقوله لهم الطبيب، بوصفهم شركاء لهم في التجربة نفسها".

من جانبه تحدث ماجد محمد إبراهيم، تنفيذي علوم المناصرة بجمعية أصدقاء مرضى السرطان، الجهة المنظمة للمؤتمر، عن الدعم الكبير الذي تقدمه سمو الشيخة جواهر بنت محمد القاسمي، قرينة صاحب السمو حاكم الشارقة، عبر تأسيسها للجمعية، والعمل بشكل متواصل لتقديم الدعم لمرضى السرطان طوال مراحل رحلتهم مادياً ومعنوياً. مؤكداً على أهمية استمرار برامج التحكم بالسرطان لتحقيق الاستدامة في مجال الرعاية الصحية، التي لا يمكن لها أن تتم دون ترسيخ الوعي بمختلف جوانب السرطان وأنواعه، وتغيير نظرة المجتمعات لهذا المرض.

ونوه إبراهيم لكون المناصرة واحداً من الأعمدة المهمة في هذا الصدد، عبر المشاركة والتعاون مع الخبراء في مختلف المنصات لنقل وجهة نظر المرضى، مشيداً بحضور فريق متميز من الناجين من السرطان للمشاركة في الجلسات النقاشية للمؤتمر الخليجي المشترك الخامس للسرطان، حتى يؤكدوا للمجتمع وصناع القرار أن صوتهم مسموع، بالصورة التي تدعم تحسين الأنظمة الصحية وسياساتها.

وأضاف إبراهيم: "على الرغم من أن السرطان ليس مرضاً معدياً، إلى أن مدى انتشاره عالمياً يجعل منه مرضاً وبائياً بسبب أعبائه العالمية، فالعبء الاقتصادي هو الأكثر بروزاً من أي عامل آخر بسبب الإنفاق الحكومي الكبير عليه" مؤكداً على أهمية تغيير النظرة السائدة اجتماعياً وإعادة تشكيل السياسات بناءً على ذلك، وأضاف: "بغض النظر عن البيانات المتوفرة، فمن المهم تصميم برامج أفضل وتحسين الهياكل التنظيمية للمؤسسات، فنشر رسالة التوعية هي أمر يتوجب فيه إبراز كل صوت بالطريقة السليمة كي يصل للمسؤولين المعنيين". 

وفي نهاية الجلسة، اتفق المتحدثون على كون السياسات هي العمود الأهم لضمان نجاح الجهود الحكومية لمكافحة السرطان، في حين دعا المتحدثون إلى الإسهام بصورة أكبر في الجانب الاقتصادي، عبر زيادة العمل التطوعي وإشراك مرضى السرطان أنفسهم ليكونوا جزءاً من عملية وضع السياسات في التخطيط والتنفيذ والتقييم، لمكافحة مرض السرطان بشكل أقوى وضمان جودة الحياة في المجتمع.
November 24, 2022 / 4:58 PM

مواضيع ذات صلة

أخبار ذات صلة

Rotate For an optimal experience, please
rotate your device to portrait mode.