الشارقة 24 – وام:
انطلقت اليوم في أبوظبي أعمال المؤتمر الدولي الثاني لجامعة محمد بن زايد للعلوم الإنسانية، تحت شعار "الدراسات الإسلامية في الجامعات: نحو تعزيز قيم المواطنة والتعايش" بحضور معالي الشيخ عبد الله بن بيه رئيس مجلس الإمارات للإفتاء الشرعي، رئيس المجلس العلمي الأعلى للجامعة، ومعالي الدكتور حمدان مسلم المزروعي رئيس مجلس أمناء الجامعة ومشاركة نخبة من العلماء والخبراء والأساتذة من داخل الدولة وخارجها.
يتناول المؤتمر على مدار 3 أيام 6 محاور تتضمن الدراسات الإسلامية.. الرؤية والمضمون، الدراسات الإسلامية ومناهج البحث والتدريس، إعادة بناء العلوم الإسلامية في الجامعات العربية، الدراسات الإسلامية وتكامل المعارف، الدراسات الإسلامية وتعزيز قيم التعايش والمواطنة، الخطاب الديني والمجتمع.
وأكد معالي الشيخ عبد الله بن بيه في كلمته خلال افتتاح أعمال المؤتمر أهمية المحاور التي يناقشها في تعزيز قيم المواطنة والتعايش من خلال مناهج الدراسات الإسلامية في الجامعات.
وأشار إلى أن الدراسات الإسلامية كانت في منبتها الأوروبي محاولة ظهرت في القرن التاسع عشر على يد زمرة من المستشرقين لدراسة الإسلام من منظور مغاير ومن ثم فقد كان يرنو إلى معرفة علمية شاملة لكل ما يتعلق بالإسلام ديناً وحضارة وأمماً وثقافة وفناً ولغات، بل بكل ما أنتجه الإسلام والمسلمون وكذلك واقع الحضارة الإسلامية واستشراف مستقبلها وآفاق تطورها.
من جانبه أكد معالي الدكتور حمدان مسلم المزروعي أن المؤتمر ينعقد في سياق الحاجة إلى تطوير مجال الدراسات الإسلامية في مختلف المعاهد والمدارس، لا سيما في الجامعات التي تمثل مرحلة متقدمة من مراحل التعليم، وذلك لما نراه من مشكلات فكرية وإشكالات علمية قد تعترض هذا السبيل، وينبغي أن تواجه بالعلم الشرعي الرصين والمعرفة الإنسانية والاستفادة من الخبرات والتجارب.
وقال إن جامعة محمد بن زايد للعلوم الإنسانية تسعى من خلال هذا المؤتمر إلى الاستفادة من المتخصصين من ذوي العلم على توليد الأفكار وبناء المعارف، والاستفادة من التجارب المتراكمة والرؤى المتسلسلة، في سبيل الوصول إلى نتائج عملية، من شأنها أن توجد حلولاً واقعيةً وأدويةً ناجحة تقدم رؤية وطنية وحضارية وأخلاقية للدراسات الإسلامية في الجامعات، فكم نحن بحاجة إلى مخرج وطني يحمل علماً شرعياً رصيناً، يعيش مع هموم مجتمعه، وينتج خطاباً وطنياً وأخلاقياً يراعي فيه واقعه وزمانه .
ونوه إلى أن الجامعة قامت أيضاً باستحداث مواد ومساقات تتضمن جملةً من القضايا الراهنة التي ترتبط بالواقع كمساق المدخل إلى التسامح والتعايش، والسلم والمواطنة والتعايش، والمرأة في الحضارة الإسلامية، وتحليل النصوص الشرعية، وفهم النصوص الشرعية، والقيم الكبرى، ونصوص التعايش من القرآن والسنة ومساقات في الذكاء الاصطناعي والواقع المعاصر.
وقال معالي الأستاذ الدكتور شوقي علام مفتي مصر في كلمته إن قضية الأصالة والتجديد من القضايا التي فرضت نفسها بقوة على الساحة العلمية والفكرية، كما أنها من القضايا التي حدث فيها كثير من التلبيس؛ فظن البعض أن تجديد الخطاب الديني يعني تغيير ثوابت الدين الإسلامي وأصوله لجعل الإسلام متلائماً مع ظروف العصر، وليس الأمر كذلك، فالثوابت الإسلامية -كأساسيات العقيدة ومواضع الإجماع اليقيني المستند إلى النصوص الشرعية فيما ليس للعقل فيه مجال- لا تقبل التغيير.
من جانبه أكد معالي ضمير محيي الدينوف، النائب الأول لمفتي روسيا مدير مركز الدراسات الإسلامية في جامعة سانت بترسبورغ بروسيا، أن المسلمين في روسيا ساهموا في تطوير تدريس العلوم الدينية، وإنشاء مؤسسات تعليمية لهذا الشأن، أسهمت في تحقيق الاندماج داخل المجتمع الروسي.
وقال معالي الدكتور أحمد بن سالم العامري، رئيس جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية بالمملكة العربية السعودية: "يتطلب تدريس برامج الدراسات الإسلامية العمل على تنقيتها من كل دخيل قد يشوش على الهوية والانتماء، وتطوير برامجها ومراجعتها بما يواكب مقتضيات العصر".
وقال فضيلة الدكتور عبد الرحمن الضويني وكيل الأزهر الشريف إن جامعة محمد بن زايد للعلوم الإنسانية وفقت في اختيار موضوع المؤتمر لحاجته المحلة في وقتنا الراهن، وما يحمله من مضامين وما يتوقع منه من مخرجات خاصة في ظل اتجاه الجامعات والمؤسسات التعليمية في العالم نحو تطوير رؤاها وتحديث مناهجها وسعيها نحو نظم الجودة والاعتماد، وإدخال التكنلوجيا ومعطياتها في الحياة.