الشارقة 24 - الشفيع عمر:
سلم سمو الشيخ سلطان بن أحمد بن سلطان القاسمي، نائب حاكم الشارقة، رئيس جامعة الشارقة، الأربعاء، شهادة الدكتوراه الفخرية من جامعة الشارقة إلى الشيخة جميلة بنت محمد القاسمي، رئيسة مدينة الشارقة للخدمات الإنسانية، وإلى معالي جمعة الماجد، رئيس مركز جمعة الماجد للثقافة والتراث.
ويأتي تكريم الشيخة جميلة بنت محمد القاسمي، ومعالي جمعة الماجد، بمنحهما درجة الدكتوراه الفخرية بناءً على قرار مجلس أمناء جامعة الشارقة في اجتماعه رقم 53 للعام 2021- 2022م، واستناداً على لوائح الجامعة في منح هذه الدرجة إلى الشخصيات العامة ذات الأدوار الكبيرة في خدمة المجتمع.
وتفضل سمو الشيخ سلطان بن أحمد بن سلطان القاسمي بتسليم الشيخة جميلة بنت محمد القاسمي شهادة الدكتوراه الفخرية، وذلك في المبنى الرئيس للجامعة، تقديراً لمساهماتها المتميزة، وجهودها الكبيرة التي بذلتها في خدمة المجتمع بتفان وإخلاص.
وقدمت الشيخة جميلة بنت محمد القاسمي في كلمة لها، خالص الشكر والتقدير إلى صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى، حاكم إمارة الشارقة، مؤسس جامعة الشارقة، على دعم سموه اللامحدود لمسيرة العلم والمعرفة ومختلف الفئات المجتمعية في إمارة الشارقة.
كما قدمت الشكر والعرفان، إلى سمو الشيخ سلطان بن أحمد القاسمي، رئيس جامعة الشارقة، ومجلس أمناء الجامعة على ثقتهم العالية ومنحها هذا التكريم.
كما باركت لمعالي جمعة الماجد منحه درجة الدكتوراه الفخرية تكريماً لجهوده الطويلة في خدمة المجتمع.
ولفتت رئيسة مدينة الشارقة للخدمات الإنسانية إلى دور التربية والأسرة في التنشئة الصحيحة للفرد، قائلةً: "إذ أذكر والدي في موقف كهذا، لا بد أن أذكر ما له من فضل بعد الله سبحانه وتعالى، في دفعي لطلب العلم أينما كان، وتنشئتي وإخوتي على قيم المسؤولية المجتمعية، والاجتهاد وحب الوطن - فرحمة الله عليه - ولا أنسى ما لوالدتي وإخوتي من فضل كبير في مساندتي ودعمي دائمًا وأبدًا، فلهم الشكر والتقدير، والدعاء بالصحة والعافية".
وعبرت الشيخة جميلة بنت محمد القاسمي عن سعادتها بالتكريم، وأهمية العمل الجماعي ودور القيادة الرشيدة في توجيه العاملين بما يحقق أهداف المجتمع، قائلةً: "أود أن أعبر عن اعتزازي وفخري بهذا التكريم، وسعادتي به، رغم أنني لم أسع له، ولم أجتهد في سبيل نيله، وأعترف أن سعادتي ليست بسبب استحقاقي لهذه الشهادة الفخرية؛ بل لأن هذا التقدير جاء ليتوج جهود فريق عمل مخلص، متفان، وجاد، عمل على مدى سنوات طويلة، ليقدم الكثير لمجتمع استحق تلك الخدمات والبرامج الموجهة للأشخاص ذوي الإعاقة: من خلال مدينة الشارقة للخدمات الإنسانية، وللأيتام: من خلال مؤسسة الشارقة للتمكين الاجتماعي؛ ولأولئك ممن لديهم اختلافاتٌ في التعلم: من خلال مركز الشارقة لصعوبات التعلم .وإلى جانب فريق العمل المبدع هذا، هناك المجتمع الداعم، والأسر المتعاونة، والقيادة ذات الرؤية الواضحة، وبعد النظر ".
وتناولت اهتمام صاحب السمو حاكم الشارقة بالأشخاص ذوي الإعاقة، ورؤية سموه في العناية بهم، قائلةً: "صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، لم يكن لي فقط القدوة والموجه، بل كان، ولا يزال، الأب الحاني، والقلب الذي يتحسس احتياجات أبناء مجتمعه، حتى قبل أن يعبروا أو يشعروا بها، فله بعد الله -سبحانه وتعالى- يرجع الفضل فيما وصلت إليه دولة الإمارات العربية المتحدة، من تقدم وريادة، في مجال الخدمات المقدمة للأشخاص ذوي الإعاقة، وتمكينهم ووعي المجتمع بقضاياهم بشكل عام ".
وتطرقت الشيخة جميلة بنت محمد القاسمي في كلمتها إلى تأسيس وإنشاء مدينة الشارقة للخدمات الإنسانية والعمل الكبير الذي تقوم به منذ سنواتها الأولى، قائلةً: "لقد شرفني صاحب السمو، حاكم الشارقة، والرئيس الفخري لمدينة الشارقة للخدمات الإنسانية، بثقته الغالية، منذ اللحظة الأولى التي سلمني فيها مسؤولية إدارة هذه المؤسسة العريقة التي استطاعت، بدعمه المادي والمعنوي، ومساندته، وتوجيهاته الأبوية، وبعد نظره، ورؤيته الثاقبة لمستقبل الأمور، أن تحقق العديد من الإنجازات، وتقدم المزيد من الخدمات، وأتمنى أن أكون وفريق العمل قد حققنا، ولو جزءًا يسيرًا من رؤية سموه في هذا المجال، حيث لا يزال طريقنا مفتوحًا لمزيد من العمل الجاد ".
وواصلت قائلةً: "لقد أدرك سموه أهمية تطوير الموارد المالية للمدينة، لتحقيق مبدأ الاستدامة والاستقرار، فحثنا على إنشاء المشاريع المدرة للريع، وشجع المؤسسات والأفراد على القيام بواجباتهم، ومسؤولياتهم المجتمعية تجاه المدينة، فضلًا عن الدعم الحكومي الذي يكمل جهودنا، ومشاريعنا الوقفية والاستثمارية، للوصول إلى التمويل الذاتي ".
واختتمت رئيسة مدينة الشارقة للخدمات الإنسانية كلمتها قائلةً: "لقد حرص صاحب السمو حاكم الشارقة، وحرمه سمو الشيخة جواهر بنت محمد القاسمي على تقديم كافة أشكال الدعم للمدينة في أهم نشاطاتها، وأبرز محطات عملها، ووجها إلى التوسع في تقديم الخدمات، كما ونوعًا، وكانا الداعمين لإنشاء وافتتاح فروع ومراكز جديدة للمدينة، وتقديم خدمات حديثة متطورة، والتأسيس لبنية تحتية متكاملة، تضمن انسيابية العمل، وجودة الخدمات، وهذا الدعم لم يقتصر على المدينة وحدها، بل لما تمثله أيضًا من قضايا واهتمامات تمس كافة جوانب حياة الأشخاص ذوي الإعاقة في دولة الإمارات وخارجها ".
وكان الدكتور حميد مجول النعيمي مدير جامعة الشارقة قد استهل مراسيم تسليم درجة الدكتوراه الفخرية بكلمة تناول فيها جانباً من مسيرة الشيخة جميلة بنت محمد القاسمي، وأعمالها الجليلة المتنوعة في المجالات الإنسانية والاجتماعية، وفي دعم ودمج الأشخاص ذوي الإعاقة، مشيراً إلى أنها كرست جهودها لتعزيز النهوض بالمجتمع والتنمية الاجتماعية من خلال الدعوة إلى دمج وتمكين الأشخاص من ذوي الإعاقة وأسرهم في المجتمع.
ولفت مدير جامعة الشارقة إلى أن مسيرة حياتها العملية تنوعت في عدة مجالات، ولكن انصبت جميعها في العمل التطوعي والدفاع عن حقوق الأشخاص من ذوي الإعاقة في التعليم وإعادة التأهيل والرياضة والتوظيف وغيرها من المجالات، حيث أطلقت العديد من المبادرات الهادفة، وصممت ونفذت مجموعة من فرص التشغيل والتوظيف لهذه الفئة فضلاً عن عمليات الدمج المجتمعي لهم في الدولة والمنطقة.
وساهمت الشيخة جميلة بنت محمد القاسمي في تأسيس العديد من الكيانات التي تصب جميعا في خدمة ودمج الأشخاص من ذوي الإعاقة وأسرهم مثل "مؤسسة الشارقة للتمكين الاجتماعي"، و"جمعية أولياء أمور المعاقين"، و"نادي الثقة للمعاقين"، و"الاتحاد العربي للهيئات العاملة في رعاية الصم"، و"الرابطة الخليجية للتوحد"، و"الشبكة العربية للتوحد"، و"الاتحاد العربي الدولي لتنمية القدرات من خلال الترويح"، و"مركز الموارد لذوي الإعاقة في جامعة الشارقة"، و"مركز الشارقة لصعوبات التعلم"، ومركز الفن للجميع "فلج" وغيره.
وحصلت الشيخة جميلة بنت محمد القاسمي، على العديد من الأوسمة والتكريمات والألقاب تقديراً لمسيرتها المعطاءة، وذلك من الدولة على أعلى المستويات ومن خارج الدولة من كافة دول العالم.
وكان سمو الشيخ سلطان بن أحمد بن سلطان القاسمي، قد قام، بتسليم معالي جمعة الماجد، شهادة الدكتوراه الفخرية وذلك في منزله.
وقدم الماجد في كلمة له بهذه المناسبة، الشكر والتقدير إلى صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى، حاكم الشارقة لاهتمامه الكبير بالعلم والتعليم، ورعايته الكريمة للعديد من الجامعات والمدارس والمؤسسات العلمية داخل الدولة وخارجها إيماناً منه بدور العلم في ازدهار الأمم والشعوب.
كما قدم شكره وتقديره إلى سمو الشيخ سلطان بن أحمد القاسمي على حضور سموه وزيارته له، ومنحه هذا التكريم الكبير الذي يفتخر ويعتز به لما لجامعة الشارقة من منزلة علمية سامية، ولانتسابها إلى شيخ وعالم جليل، له مكانة سامية، ارتقى بالعلم وأهله، فارتقت منزلته في قلوب الجميع.
واختتم معالي جمعة الماجد كلمته مثنياً على جامعة الشارقة ومشيراً إلى مكانتها المرموقة محلياً وعالمياً، وما تقدمه للمجتمع كمؤسسة علمية أكاديمية.
وكان الدكتور حميد مجول النعيمي قد قدم كلمة سرد فيها السيرة الذاتية لمعالي جمعة الماجد، مشيراً إلى جهوده الكبيرة خلال السنوات الماضية في تأسيس دور العلم، وإنشاء الجمعيات الثقافية والتراثية، واسهاماته في مجال حفظ وجمع المخطوطات التاريخية، والاقتصاد والأعمال الخيرية.