تعد بطولة كأس العالم، إحدى أهم وأشهر المسابقات في كرة القدم، ويشرف عليها الاتحاد الدولي لكرة القدم، وتقام كل 4 سنوات منذ عام 1930، وفي هذه السلسلة نستعرض تاريخ البطولة منذ النسخة الأولى.
الشارقة 24 - أسعد خليل:
استضافت أميركا بطولة كأس العالم 1994، والتي شهدت عدة أحداث تاريخية مثل تأهل السعودية للدور الثاني، ونهاية مشوار النجم الأرجنتيني دييغو أرماندو مارادونا، وتتويج البرازيل باللقب.
وتوزعت المنتخبات الـ24 المشاركة في البطولة على المجموعات الـ6، بواقع 4 منتخبات في كل منها وبواقع 13 مقعداً لأوروبا و4 مقاعد لأميركا الجنوبية، ومقعدين لآسيا ومثلهما للكونكاكاف "أميركا الشمالية والوسطى والكاريبي"، فيما ارتفع نصيب إفريقيا من المقاعد إلى 3، بعد المفاجأة التي قدمها منتخب الكاميرون في نسخة 1990.
وكانت المفاجآت حاضرة بقوة، منذ الدور الأول، ففي المجموعة الأولى على سبيل المثال، قدم المنتخب الروماني بقيادة نجمه جورجي هاجي مستويات قوية، وتصدر المجموعة أمام المنتخب السويسري، فيما كانت المفاجأة الكبيرة في فوز المنتخب الأميركي على نظيره الكولومبي الذي كان مرشحاً للمنافسة على اللقب في هذه البطولة.
ومنح هذا الفوز المنتخب الأميركي، تأشيرة التأهل للدور الثاني، فيما ودع المنتخب الكولومبي البطولة من الدور الأول.
وفي المجموعة الثانية، وبعد هزيمتين متتاليتين أمام البرازيل والسويد، حقق المنتخب الروسي الفوز الكبير 6-1 على الكاميرون، والذي كان بحاجة إليه ليكون ضمن أفضل المنتخبات صاحبة المركز الثالث ويتأهل للدور الثاني، فيما خرج المنتخب الكاميروني مبكرا.
وفيما لم يظهر المنتخب الكاميروني بالمستوى المتوقع منه، كان المنتخب النيجيري المفاجأة الإفريقية في هذه النسخة، بعدما فاز على بلغاريا 3-0، وعلى اليونان 2-0، وخسر بصعوبة أمام الأرجنتين 1-2، ليتصدر مجموعته على حساب بلغاريا والأرجنتين اللتين تأهلتا معه من المجموعة الرابعة إلى دور الـ16.
وفي المجموعة السادسة، كان المنتخب السعودي المفاجأة بعدما تغلب على نظيره البلجيكي بهدف تاريخي لنجمه سعيد العويران، الذي اجتاز 6 من لاعبي بلجيكا في طريقه لتسجيل الهدف ليتأهل المنتخب السعودي برفقة نظيريه الهولندي والبلجيكي من هذه المجموعة، فيما ودع المنتخب المغربي البطولة من الدور الأول.
وشهد الدور الأول، اكتشاف تعاطي الأسطورة الأرجنتيني دييجو مارادونا للمنشطات، ليستبعد مبكراً من البطولة، وتكون النهاية المأساوية لمسيرة النجم الراحل مع منتخب بلاده.
وواجه المنتخبان البرازيلي والإيطالي، صعوبة بالغة في اجتياز المنتخبين الأميركي والنيجيري على الترتيب في الدور الثاني، لكن فارق الخبرة حسم المواجهتين من خلال هدف للبرازيلي بيبيتو وثنائية من الإيطالي روبرتو باجيو، كما أطاح المنتخب البلغاري بنظيره المكسيكي عبر ركلات الترجيح.
وفرضت الصبغة الأوروبية نفسها على دور الثمانية في المونديال، بوجود 7 منتخبات أوروبية في مواجهة المنتخب البرازيلي، الذي حافظ على وجوده في مواجهة هذه الهيمنة الأوروبية بفضل الثنائي الهجومي الذهبي روماريو وبيبيتو حتى بلغ النهائي أمام المنتخب الإيطالي.
النهائي
وصلت البرازيل وإيطاليا إلى نهائي تلك البطولة، التي شهدت أكبر حضور جماهيري في تاريخ كأس العالم، إذ وصل عدد الجماهير إلى 3.6 مليون، وانتهت المباراة النهائية بالتعادل السلبي ليحتكم الفريقان إلى ركلات الترجيح.
وكان روبيرتو باجيو، نجم إيطاليا الأول، وأوكل له تسديد الركلة الأخيرة، بعد أن كانت البرازيل متقدمة بثلاث ركلات مقابل ركلتين، وأضاعها باجيو، لتتوج البرازيل بلقبها الرابع.