أطلق مجمع الشارقة للبحوث والتكنولوجيا والابتكار، أول نموذج سيارة كهربائية تستخدم الطاقة الشمسية "لايتيير0"، والتي وصلت إلى المجمع لتنطلق إلى المنطقة من الشارقة، حيث من المقرر أن يحتضن مجمع الشارقة للابتكار أول مركز للاختبار والمبيعات لشركة "لايتيير" الهولندية المبتكرة.
الشارقة 24:
كشف مجمع الشارقة للبحوث والتكنولوجيا والابتكار، الستار عن أول نموذج سيارة كهربائية تستخدم الطاقة الشمسية "لايتيير0"، والتي وصلت إلى المجمع لتنطلق إلى المنطقة من الشارقة، حيث من المقرر أن يحتضن مجمع الشارقة للابتكار أول مركز للاختبار والمبيعات لشركة "لايتيير" الهولندية المبتكرة، لأول سيارة تعمل بالطاقة الكهربائية والشمسية في العالم.
وقدأعلنت شركة "لايتيير" الهولندية الناشئة في وقت سابق عن أول سيارة كهربائية في العالم تعمل بالطاقة الشمسية، ويمكنها السير لمسافات طوية وتم توقيع مذكّرة تفاهم بين شركة "لايتيير" ومجمّع الشارقة للبحوث والتكنولوجيا والابتكار في مايو من العام الجاري، لتعزيز وجود شركة "لايتيير" في المنطقة، بتعاون طرفيها في تنفيذ عدد من الأنشطة، أبرزها إنشاء مركز اختبار، وتعزيز برامج تبادل البحوث الجامعية حول السيارات الكهربائية المجهّزة بإمكانية العمل بالطاقة الشمسية، وكذلك إقامة شراكات للمبيعات وتقديم الخدمات مع عدد من الشركات والمؤسسات الخليجية، فضلاً عن التعاون مع الحكومات لتحفيزها على توفير السيارات الكهربائية المجهّزة بإمكانية العمل بالطاقة الشمسية وتمويل عمليات تطوير وإنتاج النماذج المستقبلية منها.
ويعمل مجمّع الشارقة للبحوث والتكنولوجيا والابتكار على استقطاب الشركات المبتكرة العالمية، المهتمة بأنشطة البحث والتطوير في العديد من القطاعات الحيوية وفي مقدمتها تكنولوجيا النقل الذي يعتمد على الطاقة النظيفة.
وجاء هذا الكشف والإعلان عن وصول السيارة خلال لقاء أعمال عقد في المجمع صباح الخميس، دعيت إليه نخبة من رجال الأعمال والمدراء التنفيذيين وذوي الاختصاص من مختلف القطاعات العامة والخاصة، وبحضور عدد من السفراء والقناصل وممثلي البعثات الاقتصادية في الدولة، إذ تم في هذا اللقاء الجمع بين ممثلي القطاع العام والخاص والأوساط الأكاديمية والعامة لتعزيز علاقات الشراكة الاقتصادية والاستثمارية بين هذه القطاعات، بالإضافة لاستعراض الفرص الاستثمارية الواعدة التي توفرها الشارقة.
ويأتي تنظيم هذا اللقاء كذلك بهدف تعزيز مكانة امارة الشارقة كوجهة للاستثمار والاعمال وتعزيز علاقات الشراكة الاقتصادية والاستثمارية بين مجمع الشارقة للبحوث والتكنولوجيا والابتكار، ومجتمع الأعمال في الدولة، حيث تم استعراض الفرص الاستثمارية الواعدة التي يوفرها المجمع للمستثمرين في عدد من القطاعات البحثية الابتكارية، والتي تعتبر بمثابة نقطة ارتكاز تستند عليه رؤية المجمع ورسالته من خلال دعم وتشجيع وتطوير منظومة الابتكار، ودعم الأبحاث العلمية التطبيقية والتكنولوجية للقيام بالأنشطة الاستثمارية، باعتباره الملاذ المفضل للشركات الاستثمارية البحثية العالمية.
واستعرض حسين المحمودي المدير التنفيذي للمجمع، الأولويات التي ترتكز عليها خطط العمل في المجمع لتحقيق نقلة نوعية في بيئة الاستثمار المعرفي في المنطقة، وتوجيه استثمارات نوعية لتوفير قطاعات تنافسية جديدة تحقق تأثيراً اقتصادياً مباشراً على حركة التنمية، والعمل على ممارسة الاستثمار بطريقة أسهل وفي بيئة جاذبة، داعياً أعضاء مجالس الأعمال والمستثمرين إلى الاستفادة من المزايا العديدة التي يوفرها المجمع، كما تناول أهم الاستثمارات التي يحتضنها المجمع نتيجة للخدمات ذات المستوى العالمي في بيئة استثمارية مثالية تساعد الشركات والاستثمارات الابتكارية على النمو والازدهار.
كما تم اطلاع الحضور على النهج الذي يسير عليه المجمع والخطوات التي يتبعها في مسيرته نحو تحقيق التقدم والنجاح المطلوب، متحدثاً عن أهم إنجازات المجمع وخططه المستقبلية وأهم الشركات العالمية التي تعمل ضمن المجمع ومشروعاتها البحثية وخططها القائمة على تطوير منظومة من الحلول والابتكارات في شتى مجالات الحياة، ودعم الأبحاث العلمية التطبيقية والتكنولوجية للقيام بالأنشطة الاستثمارية، ضمن منطقة تتميز باتباعها لأفضل المعايير الدولية في تقديم الخدمات النوعية التي ستساعد على جذب الاستثمارات للعمل بجو استثماري آمن وبنية تحتية متكاملة بالإضافة للملكية الكاملة والاعفاءات الضريبية، مما يتيح فرصاً كبيرة للصناعات والمنشآت التكنولوجية للنجاح والاستمرار، ويشكل هذا اللقاء فرصة مهمة وسانحة لتعزيز مكانة مجمع الشارقة للبحوث والتكنولوجيا وللابتكار باعتباره الملاذ المفضل للشركات الاستثمارية البحثية العالمية.
وتعدّ "لايتيير" إحدى الشركات المبتكرة والقوية في عالم السيارات الكهربائية التي يمكنها السير بالطاقة الشمسية. وفي 30 مايو الماضي، قررت الشركة إطلاق سيارتها الثورية "لايتيير زيرو" التي يمكن شحنها بالطاقة الشمسية أو بمقابس الكهرباء العادية المثبّتة في المنازل؛ حيث يمكنها الاعتماد على الطاقة الشمسية وحدها للسير لمسافة طويلة خلال قيادتها. وخلال شهر يونيو، تعتزم الشركة إطلاق أول تجربة قيادة للسيارة، مع عزمها أيضًا على إنتاج سيارتها الجديدة بحلول فصل الخريف، وتسليم أولى دفعاتها للعملاء في أوروبا بحلول شهر نوفمبر.
وقال حسين المحمودي: "إن وصول السيارة المجمع تعدّ نقلة نوعية لنا في المجمّع في إطار رؤية صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، والتي ترمي إلى تحويل الشارقة إلى مركز لأحدث الابتكارات، والبحث والتطوير، والبحوث الجامعية، ويسرّنا انضمام "لايتيير" إلى قائمة المجمّع للشركات المبتكرة العالمية؛ إذ تعدّ هذه الشركة الناشئة إحدى أفضل الشركات النشطة في قطاع السيارات الشمسية".
وأضاف المحمودي بقوله: "سيعمل انضمام لايتيير إلى مجمّع الشارقة للبحوث والتكنولوجيا والابتكار على تعزيز مكانة دولة الإمارات العربية المتحدة باعتبارها على خط المواجهة في مكافحة التغيّر المناخي، وكذلك على فتح آفاق جديدة في مبادرات الاستدامة والابتكار"، مشيراً إلى أنّ الدولة قد تحوّلت إلى قِبلة عالمية لأصحاب المشاريع، وكذلك الاستثمارات في قطاع التكنولوجيا الحديثة، مما يجعلها دولة راعية للمشاريع المستقبلية التي تقدم حلولاً مبتكرة لتوفير حياة أفضل، كما أوضح أنّ منطقة الخليج العربي، بما حباها الله به من شمس مشرقة طوال العام تقريباً، تعتبر بقعة مثالية لهذا النوع من السيارات الذي تنتجه شركة "لايتيير"، مؤكّداً على أن انضمامها إلى المجمع سيثير اهتمام جميع الدول في المنطقة لاحتضان هذه السيارات التي تعمل بالطاقة الشمسية.
لقد تحوّلت "لايتيير"، التي بدأت مشوارها كفريق لسباق السيارات، إلى خبير في قطاع كفاءة الطاقة، مما دفعها إلى الدخول إلى عالم تكنولوجيا السيارات الشمسية للاستفادة مما تمتلكه من معلومات وخبرات، لتبدأ بعد ست سنوات من انطلاقها في رحلتها، في إنتاج سيارتها "لايتيير زيرو"، التي من المتوقع أن تُحدث ثورة في صناعة السيارات الكهربائية، وتحتاج السيارة إلى 1500 كيلووات في الساعة فقط طوال السنة، مما يجعلها أكثر كفاءة للطاقة بمرتين مقارنةً بطراز "تسلا إس"، المكافئ لها في فئتها، وبحسب تقديرات "لايتيير"، تحتاج السيارة إلى شحنها بطاقة أقل من ذلك بنحو 5 مرات عند قيادتها خلال المسافات التي يقطعها السائق العادي.
يأتي دخول "لايتيير" إلى سوق السيارات الكهربائية وسط تقديرات بزيادة التكلفة الإجمالية لانتقال السيارات الكهربائية إلى أوروبا عن 80 مليار يورو، منها أكثر من 50 مليار يورو مخصصة لإنشاء البنية التحتية لشحن تلك السيارات ولكن، بفضل ابتكارات "لايتيير"، يمكن التخفيف من الاعتماد على البنية التحتية للشحن، مما يعجّل بانتقال السيارات الكهربائية إلى هناك بتكلفة أقل من تلك التقديرات كثيراً.
وقالت الشركة في بيان لها، إنه "سيتم تزويد سيارة "لايتيير وان" بألواح شمسية منحنية في سقفها، وبغطاء محرك وجذع يساعدان في ملء البطارية الكهربائية أثناء قيادتها "أو متوقفة"، مشيرة إلى أنه يمكن أن يكون التسليم الأول للسيارة في أوروبا في وقت مبكر من نوفمبر.
وأوضحت الشركة، أن "السيارة ستكون قادرة على السير لمسافة 388 ميلاً، "640 كلم"، دون التوقف لإعادة الشحن، وسيكون لديها نطاق إضافي يصل إلى 44 ميلًا، "72 كلم"، في اليوم عن طريق الألواح الشمسية"، مؤكدة أن "السيارة المعروضة ستبلغ كلفتها مبدئياً 250 ألف يورو، أي 262 ألف دولار".
ووفقاً لبيان الشركة، "فإن كل ساعة في الشمس ستضيف ما يصل إلى 6 أميال "10 كلم" من الشحن إلى البطارية، وسيعطي النطاق الشمسي تغذية إضافية للرحلات الطويلة ما يعني أن السائق سيقضي وقتاً أقل في محطات الشحن أو قد لا يحتاجها على الإطلاق"، وفي بلدان حارة، إذا كانت تنقلاتك اليومية أقل من 22 ميلاً، فلن تحتاج إلى شحن السيارة لمدة تصل إلى 7 أشهر، وفي مناخ أكثر غيوماً، مثل هولندا، ستحتاج السيارة إلى الشحن بعد شهرين".