الشارقة 24:
تحت رعاية قرينة صاحب السمو حاكم الشارقة، سمو الشيخة جواهر بنت محمد القاسمي، رئيسة المجلس الأعلى لشؤون الأسرة، تعيش إمارة الشارقة 6 أيام من الإبداع السينمائي برفقة نخبة من الرواد الدوليين في "مهرجان الشارقة السينمائي الدولي للأطفال والشباب 2022"، الذي انطلقت فعاليات دورته التاسعة، مساء أمس الاثنين في "مركز الجواهر للمناسبات والمؤتمرات" بالعرض الأول في الشرق الأوسط للفيلم الروائي الطويل "الأطفال بخير" للمخرج الكوري جي-ون لي.
وافتتح المهرجان الشيخ سعود بن سلطان القاسمي، مدير مكتب الشارقة الرقمية، بحضور الشيخة جواهر بنت عبدالله القاسمي، مديرة مؤسسة (فن)، مديرة المهرجان، كما حضر حفل الافتتاح كل من المخرج الإماراتي فاضل المهيري، والفنانة السورية رشا رزق، والممثلة البريطانية ديكسي إيجريكس، والممثل المصري أشرف زكي، والممثلة المصرية روجينا، والممثلة العمانية بثينة الرئيسي، والممثل السوري عابد فهد، والممثل المصري أحمد زاهر، والممثلة المصرية ليلى أحمد زاهر، ورائدة الأعمال المصرية هدى فاروق، ونخبة من الفنانين والمخرجين والعاملين في القطاع السينمائي من دولة الإمارات والعالم.
وتعرض دورة العام الجاري 95 فيلماً، من 43 دولة في ثلاثة مواقع ثابتة هي "مركز الجواهر للمناسبات والمؤتمرات"، وفوكس سينما "سيتي سنتر الزاهية" في الشارقة، و"مردف سيتي سنتر" في دبي، وينظم المهرجان فعالية "السجادة الخضراء" التي تتيح للجمهور لقاء المخرجين والكوادر السينمائية لعدد من الأفلام، كما يستضيف "مركز الجواهر" عرض ثلاثة أفلام تعرض لأول مرة على مستوى الشرق الأوسط ودولة الإمارات.
ويستقبل المهرجان زواره من طلاب المدارس في الفترة الصباحية من الساعة 9 حتى الـ2 ظهراً، ومن عامة الزوار من الساعة 4 عصراً حتى 9 مساء، ويتضمن 8 جلسات حوارية يقدمها نخبة من الفنانين والمخرجين والمتخصصين بقطاع الصناعات السينمائية، و34 ورشة عمل، كما يستضيف نخبة من أعضاء لجنة تحكيم من المخرجين والخبراء السينمائيين من 11 دولة عربية وأجنبية، إضافة إلى 25 طفلاً وشاباً من المحكمين الواعدين.
رسالة محبة وسلام
وفي كلمتها خلال الحفل، قالت الشيخة جواهر بنت عبد الله القاسمي: "تمثل السينما فناً راقياً يوسع مدارك المشاهدين، ويثري مخيلتهم، ويفتح الآفاق أمام فكرهم الإبداعي الذي ينمِّي مختلف مهاراتهم الحياتية، ومن هنا كان المهرجان منصة رائدة لترسيخ رسالة إمارة الشارقة، وتحقيق رؤى صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، في تعزيز هويتنا الإماراتية وثقافتنا العربية الأصيلة، الداعية إلى التّسامح والمحبّة والسّلام".
وأضافت الشيخة جواهر بنت عبد الله أن السّينما هي العالم السّاحر الذي يأسر مشاعر وأحاسيس أطفالنا وشبابنا، ويُحفّز طموحاتهم وتطلّعاتهم وأحلامهم، ويرفع وعيهم بقضايا أمّتهم والقضايا العالمية، وهي أداة قادرة على إيصال المعلومات وترسيخها في أذهان الأطفال والشباب، ولهذا يحرص المهرجان على تعزيز دور الفن السابع في إلهام الأجيال القادمة، لإحداث أثر إيجابي ملموس في حياة مجتمعاتهم وأوطانهم، وتوعيتهم بالقضايا الإنسانية العالمية التي تجسِّد توجُّهات دولةِ الإماراتِ وإمارة الشّارقة.
الارتقاء بالشعوب
وتحدثت الفنانة رشا رزق حول مسيرتها ورسالتها، ودور المهرجان في ترسيخ القيم الأخلاقية والأسرية، وقالت: "آمنت خلال مسيرتي المهنية بأهمية الفن ودوره في دعم القضايا الإنسانية، وجعلها ركائز راسخة في سياسات الارتقاء بالشعوب وتعزيز منجزاتها وإرثها الثقافي والفني والإنساني، ومن أبرزها دعم اللاجئين ومناصرة قضايا المرأة، وكذلك دعم القضايا البيئية، والتوعية بأهمية الحفاظ على كوكب الأرض".
مصدر إلهام
من ناحيته، قال المخرج فاضل المهيري: "لطالما أثارت الأفلام السينمائية فضولي في قدرتها على جذب الانتباه، حيث اكتشفت بعد المتابعة لها أن كل شيء حولي يمكن أن يكون مصدر إلهام يثري المخيلة ويسهم في النجاح"، لافتاً إلى دور الروايات القصيرة في جذب الشباب، وغرس شغف الإخراج السينمائي لديه، وهي تمثِّل فرصة لهم لتحويل أحداثها إلى سيناريوهات مصورة، تضمن لهم إمضاء أوقات فراغهم بالممتع والمفيد، واستثمارها بتحويل أفكارهم إلى مقاطع سينمائية تؤسس لهم الحصول على مورد دائم، أو إنشاء شركاتهم الخاصة مستقبلاً.
قوة السينما
بدورها، تحدثت ديكسي إيجريكس حول قوة السينما، مؤكدة أن "مهرجان الشارقة السينمائي الدولي للأطفال والشباب" يتميز بإنتاجاته الرائدة من الأفلام التي لها دور رائد في التعريف بالثقافات الجديدة، وإزالة الفوارق بين الحضارات العالمية، فهي من عناصر القوة التي تسهم في تعزيز الترابط بين الشعوب، التي تتجلى فيها القواسم المشتركة بين جميع الناس دون النظر إلى أي اعتبار سوى الإنسانية المشتركة بينهم".
الأطفال بخير
بدوره أكد جي ون لي مخرج الفيلم الافتتاحي "الأطفال بخير" أن الفيلم يمتاز بخصوصية أبطاله من الأطفال الممثلين الذين أدوا أدوارهم بعفويتهم دون تدريب على الأداء، وإنه لأمر رائع أن يكون أبطال فيلم كامل هم فئة الصغار، وهذا يدل على مسؤوليتنا نحن الكبار في أن نوفر للأطفال البيئة التي تدعم الإبداع وتعزز فيهم طاقاتهم المنتجة التي تجعلهم قادرين ومؤهلين لإنجاز الكثير من الأعمال ذات القيمة الفنية العالية.
السجادة الخضراء
وينظم المهرجان، الذي يستمر حتى الخامس عشر من أكتوبر الجاري، تحت شعار "فكّر سينما"، فعالية "السجادة الخضراء" التي تعرض ستة أفلام روائية طويلة وتتيح للجمهور لقاء المخرجين والكوادر السينمائية التي عملت على إنتاجها والتحدث إليهم حول خبراتهم في عالم السينما بشكل عام، وتجربتهم في تلك الأفلام المعروضة بشكل خاص.
ويستضيف "مركز الجواهر للمؤتمرات والمناسبات" عرض ثلاثة أفلام هي بيبر فلور Paper Flower، في أول عرض له على مستوى الشرق الأوسط، وحكاية حي The Neighborhood Storyteller، وفرحة Farha، كأول عرض لهما على مستوى الإمارات، في حين تعرض فوكس سينما سيتي سنتر الزاهية ثلاثة أفلام كأول عروض لها على مستوى الشرق الأوسط، وهي ذا سكريت جاردن The Secret Garden، وكرواسان Croissant، وذا إلكتريكال لايف أوف لويس واين The Electrical Life of Louis Wain.
جوائز المهرجان
وتعرض دورة العام الجاري 95 فيلماً، تمثل ثقافات 43 دولة، في ثلاثة مواقع ثابتة هي "مركز الجواهر للمناسبات والمؤتمرات"، وفوكس سينما "سيتي سنتر الزاهية" في الشارقة، و"مردف سيتي سنتر" في دبي، حيث تتنافس تلك الأفلام على فئات جوائز المهرجان، منها 12 فيلماً في فئة "أفلام من صنع الأطفال واليافعين"، و16 فيلماً في فئة "أفلام من صنع الطلبة"، و8 أفلام في فئة "أفلام خليجية قصيرة"، و8 أفلام في فئة "أفلام دولية قصيرة"، و28 فيلماً في فئة أفلام رسوم متحركة، و16 فيلماً في فئة "أفلام روائية طويلة"، و7 أفلام في فئة "أفلام وثائقية".
لجنة التحكيم
وتضم لجنة تحكيم دورة العام الجاري من المهرجان نخبة من المخرجين والخبراء السينمائيين من 11 دولة عربية وأجنبية، حيث تضم لجنة تحكيم فئة "أفلام من صنع الطلبة" كلاً من أمل الدويلة، ونادية رحمن، وسيونا فيداكوفيتش، كما تضم فئة "أفلام خليجية قصيرة"، هبة مشاري حمادة، وبثينة الرئيسي، وهاني الشيباني، في حين تشمل لجنة تحكيم فئة "أفلام روائية قصيرة" مسعود أمرالله آل علي، و ياسر الياسري، أما فئة "أفلام رسوم متحركة" فتضم سارة محمد ولدادة، ومريم السركال، ولوري غوردون، وتتألف لجنة تحكيم فئة "أفلام وثائقية" من أحمد شهاب الدين، ووعد الخطيب، وسوزان مبوغو، بينما تضم فئة "أفلام روائية طويلة" نواف الجناحي، وعايدة الحساني.
المحكّمون الواعدون
واختار المهرجان 25 طفلاً وشاباً من المحكمين الواعدين، الذين شاركوا في مجموعة ورش "تأهيل المحكمين" التي نظمتها مؤسسة (فن) خلال الإجازة الصيفية، لتعزيز مهاراتهم النقدية، وقدراتهم في تحليل الأفلام وتقييمها فنياً وتقنياً من حيث الشكل والمضمون والرسائل التي تحملها، للإشراف على تحكيم فئة "أفلام من صنع الأطفال والناشئة"، واختيار الفيلم الفائز في هذه الفئة.
جلسات حوارية
وتشهد فعاليات الدورة التاسعة 8 جلسات حوارية يقدمها نخبة من الفنانين والمخرجين والمتخصصين بقطاع الصناعات السينمائية، من أبرزهم أحمد شهاب الدين، الذي يقدم جلسة "قصص اللاجئين في السينما"، وتستضيف كلاً من أليخاندرا ألكالا، في حين يدير علي بن كمال حوار "برامج مؤسسة (فن)" الذي يستضيف مجد الفارسي، وطالبين من طلاب مؤسسة (فن)، أما حوار "فلسطين: إقامة روابط من خلال السينما"، فيقدمه أحمد شهاب الدين، ويستضيف دارين سلّام، وأخيراً يدير شادي زين الدين حوار "لماذا نزور المهرجانات السينمائية" مع محمد سندي.
إضافة إلى ذلك، ينظم المهرجان جلسات: "توزيع الأفلام القصيرة - من يشتري فيلمي؟"، و"تدريب صُنّاع الأفلام المستقبليين" و"كيف ندعم المواهب المحلية والدولية" إضافة إلى حوار بعنوان "الثقافة السينمائية" يستضيف المخرجة فيردوز بولبوليا.
ورش فنية
وتقدم منصة (فن) 34 ورشة عمل، منها "صناعة الرسوم المتحركة"، و"أساسيات التصوير الفيديوغرافي"، و"كيف تتعلم صناعة الأفلام من خلال مشاهدة الأفلام"، و"كتابة السيناريو"، و"الإخراج ببساطة"، و"الإنتاج"، و"التمثيل مع محمود القطان"، و"عمل موازنة تحضيرية للفيلم"، و"المعالجة الدرامية"، وغيرها.
وفي خطوة تستهدف ترسيخ دور المهرجان كأداة فنية ثقافية تلامس شغف الأطفال والشباب في جميع أرجاء الشارقة، يوسع المهرجان نطاق فعالياته إلى جامعة الشارقة - فرع خورفكان يومي 17-18 أكتوبر، ومركز الذيد الثقافي في 20 أكتوبر، ومركز دبا الحصن الثقافي يومي 24-25 أكتوبر، ونادي المدام الثقافي الرياضي في 27 أكتوبر، ومركز كلباء الثقافي يومي 31 أكتوبر و1 نوفمبر، ونادي الحمرية الثقافي الرياضي في 7 نوفمبر، ونادي البطائح الثقافي الرياضي في 9 نوفمبر.