بعيداً عن الأوطان لا طعم للأعياد، فلا الأفراح ترتسم على الوجوه دون لمة الأهل والأحباب، ولا الأعياد أعياد في غربة الديار، هكذا حال الأثيوبيين، إذ يحتفل الآلاف منهم بعيد أشنده في الخرطوم مع حنين لأهلهم في تيغراي.
الشارقة 24 – أ.ف.ب:
يشعر حلفوم غبراميكايل بالحزن لانقطاع أخبار أشقائه وشقيقاته عنه منذ بدء النزاع في إقليم تيغراي، ومع ذلك، مثل سائر الأثيوبيين المقيمين في السودان، يحاول المحافظة على تقاليد موروثة من أجيال للإبقاء على صلتهم بأرضهم الأم.
وارتدى حلفوم جلباباً أبيض تقليدياً ووضع على رأسه غطاء أبيض وحمل علم تيغراي في الاحتفال.
وقال الرجل المقيم في السودان منذ 48 عاماً بلهجة حزينة "أخوتي وأخواتي وبقية أسرتي يعيشون في منطقة النجاشي شرق تيغراي ومنذ سنتين لا أعرف هل هم أحياء أم لا".
ولكن هذا الانقطاع عن الأهل، لم يفسد أجواء الاحتفال بعيد أشنده الذي يُقام كل عام في 26 من أغسطس.
ففي "عيد الفتيات" كل عام ترتدي يوديتا ايهاب المولودة في السودان قبل 18 عاماً الزي الأبيض التقليدي في تيغراي للاحتفال.
وأشنده، وهي كلمة تعني العشب الأخضر باللغة المحلية، وهوعيد تقليدي في تيغراي.
وقالت يوديتا ايهاب من منزلها في حي الديم بوسط العاصمة السودانية وهي تضع مساحيق التجميل استعداداً للمشاركة في الاحتفال قبل أن تستعد لتحضير القهوة على الطريقة الأثيوبية "منذ 3 أعوام أشارك في احتفالات أشنده لأنه يمثل ثقافتنا".
وبالمناسبة، تجمع آلاف الاثيوبيين في حديقة بالعاصمة السودانية على أصوات طبول تقرعها النساء، وتغني معها أغنيات تقليدية بلغة التيغراي، وقد وضعت بعضهن على رؤوسهن علم إقليم تيغراي بلونه الأحمر.
وتمتد احتفالات أشنده من 21 من أغسطس إلى 26 منه.
ويُسمى العيد تيمنًا بنبتة خضراء تنمو في إقليم تيغراي وتصنع منها النساء حزاماً يضعنه في وسطهن أثناء مشاركتهن في الاحتفال بالرقص والغناء.