نظم "بيت الشعر" بدائرة الثقافة في الشارقة، أمس الثلاثاء، أمسية شعرية شهدت حضوراً حاشداً من محبّي الشعر والأدب والثقافة.
الشارقة 24:
ضمن نشاط منتدى، الثلاثاء، واحتفاءً بالقصيدة والشعراء، وفي أجواءٍ صيفية لا تتوقف فيها أنشطة الشارقة الشعرية، نظم "بيت الشعر" بدائرة الثقافة في الشارقة، أمس الثلاثاء، أمسية شعرية شهدت حضوراً حاشداً من محبّي الشعر والأدب والثقافة لم تمنعه حرارة الصيف من الحضور، وأحياها محمد العياش وشيخة المطيري وعبد الكريم يونس، بحضور مدير البيت الشاعر محمد عبد الله البريكي، وقدمها الشاعر نزار أبو ناصر الذي سرد بعضاً من سيرة "بيت الشعر" في التواصل مع المبدعين، واكتشاف أسماء جديدة تلتقي بالجمهور.
وطاف الشعراء بأحاسيسهم في عوالم مختلفة، وعبرت قصائدهم مطارات الحنين، وتطرقت مضامينهم إلى الوطن والذات والوجود، في معزوفاتٍ أضفت روحاً من الإيجابية والتفاعل الحار مع القصيدة.
ووقف الشاعر محمد العياش لأول مرة على منبر بيت الشعر بالشارقة، وبدأ قراءاته بقصيدة أهداها إلى "توأم الشمس" الشارقة، وتغنى فيها بينابيعها وأزهارها وأشجارها وطبيعتها الخلابة، ومما قرأ:
تَجِفُّ الينابيعُ في الأرضِ جُودَاً
وتَبْقَى ينابيعُهَا دَافِقَهْ
وتَعْشَقُ مَنْ جَاءَهَا عاشِقَاً
وما كُلُّ مَعشُوقَةٍ عَاشِقَهْ
ثم قرأ مجموعة من النصوص عبرت عن الهم الذاتي، ومكابدة المحبوب في انتظار بريد يأتي رداً على الرسائل المتكررة، تشفي غليل من سهر الليالي وسافر في بحار الوجد، فهل وجد جواباً لتساؤلاته؟، ومما قرأ:
إنّي كتبتُ وما كَتَبْتِ
فمَتَى بريدُكِ سَوفَ يأتي..؟
تمضي ليالينا سُدَى
ويمرُّ سَبْتٌ بعدَ سَبْتِ..
وأنا بِبَحر الإنْتظارِ
أضيعُ مثلَ ضَيَاعِ وقتي..
لَمْ تَكْتُبي لي ...رَغمَ أنّي
قد كَتَبْتُ.. وقد قَرَأتِ
وحلقت الشاعرة شيخة المطيري، في فضاء التجديد وهي تلبس قماش اللغة الأصيلة، وأضفت عليها صوراً بديعة استوحتها من البيئة وجمالها وهي ترفع كف حنين العمر في محراب القصيدة، ومما قرأت:
رفعت كف حنين العمر يا مددي
وكيف يُرفع مكسور بلا عمدِ
قد كنت مبتدأ الأشياء حين بدا
يلف أخباره بالضم والعقدِ
ولست أدري متى أصبحت جملته
لكنه جمع الأضداد بين يدي
وقال لا تعربي أحلامنا فكفى
الحالمون ضمير غير مفتقدِ
ومن سفرها في عوالم الخيال واللغة والدهشة، قرأت نصّاً توشّح بالحزن، إلا أنه رسم البهجة بماء الشعر الذي انساب رقراقاً في القصيدة، وهي تقول:
يسافر بي حزنٌ ويرجع بي حزنُ
مطارات عمري لم تعد بعده تحنو
جلست على غيم السماء وحيدةً
أنوء بأمطاري وأسأل يا مزنُ
وكان كتاب ما على ضفة الهوى
يفتِّحُ أكمام المطارات كي أدنو
ولكنه قد باع جلد عيوننا
فصرنا بلا عينين لا قلب لا أذنُ
ولم يبتعد صوت الحنين وهو يقلّب أفكاره ويبحث عنها في حقائب غربته التي عانى من سياطها وهي تجلد ذاته، ليشتعل شعراً في قصيدة "سياط الغربة:
يـا غـربــةً تـحـتـويـنــي
ضـيّـعـتِ زهـوَ سِـنيني