حصلت مؤسسة "كلمات" على ترخيص من وزارة الاقتصاد بدولة الإمارات للاستفادة من معاهدة مراكش التي تديرها المنظمة العالمية للملكية الفكرية "WIPO"، حيث يمنح هذا الترخيص الحق للمؤسسة بإعداد نُسخ من الكتب والمصنفات في نسق ميسر دون إذن المؤلف، لتوفيرها للمستفيدين داخل الدولة أو خارجها.
الشارقة 24:
أعلنت مؤسسة كلمات، التي تتخذ من إمارة الشارقة مقراً لها، حصولها على ترخيص من وزارة الاقتصاد بدولة الإمارات للاستفادة من معاهدة مراكش التي تديرها المنظمة العالمية للملكية الفكرية "WIPO"، حيث يمنح هذا الترخيص الحق للمؤسسة بإعداد نُسخ من الكتب والمصنفات في نسق ميسر دون إذن المؤلف، لتوفيرها للمستفيدين داخل الدولة أو خارجها، وذلك ضمن جهود المؤسسة في مجال توفير الكتب لليافعين والأطفال المكفوفين وضعاف البصر، ولتكون مؤسسة "كلمات" بذلك أول منظمة غير ربحية في دولة الإمارات تحصل على مثل هذا الترخيص.
وأكدت الشيخة بدور القاسمي، مؤسسة ورئيسة مؤسسة كلمات، رئيسة الاتحاد الدولي للناشرين، أن "مؤسسة كلمات" فتحت أمام الأطفال المكفوفين وضعاف البصر نافذة واسعة للحصول على مصادر معرفة متجددة وكبيرة تناسب احتياجاتهم، من خلال الحصول على تصريح من وزارة الاقتصاد للاستفادة من الاستثناءات التي حددتها "اتفاقية مراكش"، للوصول إلى الكتب والمصنفات الخاصة بهذه الفئة.
وثمّنت الشيخة بدور القاسمي ثقة وزارة الاقتصاد بمؤسسة كلمات، واعتبرت أن ذلك يأتي في إطار دعم القيادة للمؤسسات الثقافية، ويجسد مدى الإيمان بأهمية المعرفة والثقافة وتيسير وصول جميع الفئات إليها مهما كانت ظروفهم، لافتة إلى أن المزايا التي حصلت عليها "مؤسسة كلمات" وفق اتفاقية "مراكش" ستعزز برامج المؤسسة ومبادراتها الموجهة للأطفال والتي تهدف إلى أن تكون القراءة حقاً إنسانياً طبيعياً لا يحول دونه أي ظرف.
وقال سعادة عبدالله أحمد آل صالح، وكيل وزارة الاقتصاد: "إن دولة الإمارات حرصت على تطوير المنظومة التشريعية للملكية الفكرية وفق أفضل الممارسات العالمية، حيث أتاح القانون المحدث رقم 38 لسنة 2021 بشأن حماية المؤلف ولائحته التنفيذية، تمكين أصحاب الهمم من ذوي الإعاقة البصرية من النفاذ إلى المعلومات والوصول إلى مصادر الإبداع وتعزيز مشاركتهم في الحياة الثقافية والإبداعية والاستفادة من مخرجات التقدم العلمي، وتوفير كافة الفرص والممكنات لهم في قطاع النشر والتأليف، وبما يتوافق مع انضمام الدولة لمعاهدة مراكش".
مشيراً سعادته إلى أن الاستثناء الذي منحته الوزارة لمؤسسة "كلمات" للاستفادة من معاهدة مراكش في إعداد نسخ من الكتب والمصنفات في نسق ميسر، لفائدة الأشخاص المكفوفين في قراءة المطبوعات، يأتي ترجمة لجهود الدولة في دعم الأنشطة الفكرية الموجهة لأصحاب الهمم، ويرسخ مكانة الإمارات كوجهة عالمية للابتكار والإبداع.
ويكفل الترخيص الذي حصلت عليه مؤسسة كلمات حق تحميل كتب بصيغة EPUB3 من وإلى منصة ABC Global Book Services، التي أطلقتها المنظمة العالمية للملكية الفكرية "WIPO"، ومجموعة من شركائها الرئيسيين، بهدف زيادة عدد الكتب المتاحة بتنسيقات ميسرة للأشخاص المكفوفين، أو ضعاف البصر، أو العاجزين عن قراءة المطبوعات التقليدية في جميع أنحاء العالم، حيث تتطلع "مؤسسة كلمات" إلى زيادة العناوين المتاحة لهذه الفئة من الأشخاص باللغة العربية وذلك نظراً لقلتها.
وتتيح "مؤسسة كلمات" حالياً للفئات المستهدفة 100 عنوان تمثل إصدارات مجموعة كلمات المعنية بإنتاج ونشر كتب الأطفال واليافعين، جرى تحويلها إلى التنسيق المعتمد لدى منصة ABC، برعاية من مبادرة "1001 عنوان" التي تم إطلاقها في العام 2016 بهدف إثراء المحتوى المعرفي في الإمارات، حيث كانت المبادرة قد وقعت مع المؤسسة مذكرة تفاهم في العام 2019؛ لدعم جهودها في تعزيز حضور الكتب الميسرة للأطفال المكفيين وضعاف البصر في الإمارات والمنطقة العربية.
معاهدة مراكش
وتيسر معاهدة مراكش آلية الوصول إلى المصنفات المنشورة، وتضع استثناءات إلزامية لفائدة المكفوفين ومعاقي البصر وذوي الإعاقات الأخرى، لتمكينهم من قراءة المطبوعات التي تخضع لقيود قانون حق المؤلف التقليدي، وكانت دولة الإمارات وقعت على المعاهدة في مراكش بتاريخ 27 يونيو 2013 ودخلت المعاهدة حيّز التنفيذ منذ 30 سبتمبر 2016.
يشار إلى أن مؤسسة كلمات تركز جهودها في مجال توفير الكتب لليافعين والأطفال المحرومين والمكفوفين وضعاف البصر، وتمكنت من خلال مبادرة "أرى" من الوصول إلى 6 دول في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، وقدمت حوالي 20 ألف كتاب ميسر بمختلف الصيغ ومنها كتب برايل، كتب مكبرة، وكتب صوتية في 36 موقعاً بتلك الدول.