في حديث لصحيفة" الإندبندنت" بنسختها التركية، شدد معالي الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان وزير التسامح والتعايش، على الدور المهم للوزارة في نشر ثقافة التسامح في العالم، أكد أن هذا يقوم على إيماننا الراسخ بأن رسالتنا إلى العالم هي نقل التجربة الإماراتية إلى الجميع على أساس أن الإمارات هي نموذج يحتذى به في التسامح.
الشارقة 24 – وام:
أكد معالي الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان وزير التسامح والتعايش على الدور المهم للوزارة في نشر ثقافة التسامح في العالم.
وأضاف معاليه، في حديث لصحيفة" الإندبندنت" بنسختها التركية، أن هذا يقوم على إيماننا الراسخ بأن رسالتنا إلى العالم هي نقل التجربة الإماراتية إلى الجميع على أساس أن الإمارات هي نموذج يحتذى به في التسامح داخل وخارج الدولة "فهما أمران مرتبطان، ويتكاملان مع بعضهما البعض".
وأكد معاليه، أن الإمارات أصبحت نموذجاً يتم دراسته والاستفادة منه في المجتمعات الأخرى في هذا المجال، ومن هذا المنطلق فإننا نرى أن تأثيرنا العالمي في مجال التسامح جزء مهم من القوة الناعمة لدولة الإمارات.
وتابع معاليه، أن إنشاء وزارة التسامح والتعايش جاء نتيجة إدراك واعٍ في الدولة، بأن تحقيق التسامح والأخوة الإنسانية بطبيعته عمل لا ينتهي، بل هو مستمر دائماً بحكم طبيعة المجتمعات البشرية، والإمارات منذ نشأتها تعد نموذجاً رائداً في التعايش السلمي بين جميع السكان، وذلك هو انعكاس لما ذكرناه، من أن الدولة ملتزمة بتأكيد قيم التسامح للجميع في مجتمع الإمارات، وحريصة كذلك على أن تكون نموذجاً عالمياً راقياً في هذا المجال.
وأكد معاليه، أن وزارة التسامح والتعايش تقوم بدورها المهم في المجتمع والعالم بنجاح كبير، منوهاً بأن خطط العمل في الوزارة، تتحدد في إطار البرنامج الوطني للتسامح، الذي اعتمده مجلس الوزراء والذي يقوم على خمسة محاور للعمل هي: تعزيز دور الحكومة كحاضنة للتسامح، وترسيخ دور الأسرة المترابطة في بناء المجتمع المتسامح، وتعزيز التسامح لدى الشباب ووقايتهم من التعصب والتطرف، وإثراء المحتوى العلمي والثقافي للتسامح، بالإضافة إلى الإسهام في الجهود الدولية لتعزيز التسامح، وإبراز دور الإمارات كبلد متسامح.
وأضاف معاليه، أن وزارة التسامح والتعايش تقوم بتنفيذ خطط للعمل، في كافة هذه المحاور، تتمثل فيما تقوم به من أنشطة ومشروعات ومن أمثلة هذه المشروعات ما يلي:
المشروع الأول: "المهرجان الوطني للتسامح"، وهو مهرجان سنوي يشمل أسبوعاً من الأنشطة والفعاليات المجتمعية.
المشروع الثاني: "الحكومة كحاضنة للتسامح"، حيت تم إعداد خطط تفصيلية للعمل على أربعة مستويات، هي: مستوى الموظف، ثم مستوى الوزارة، ثم مستوى نشر التسامح، في مجال عمل الوزارة في المجتمع، ثم في مستوى التنسيق والعمل المشترك، بين جميع الوزارات، من أجل أن تكون حكومة الإمارات، مثالاً ونموذجاً، في نشر قيم التسامح والتعايش، أمام العالم كله.
المشروع الثالث: "الاحتفاء بالتسامح في مدارس الدولة"، وهو مشروع مشترك مع وزارة التربية والتعليم، ويتم فيه تحقيق التآخي المطلوب، بين المدارس الحكومية والمدارس الخاصة، بحيث يعمل الجانبان معاً، على تنفيذ مبادرات مشتركة في التسامح، على مستوى الطلبة، ومستوى المعلمين، ومستوى الإداريين، ومستوى الآباء والأمهات، حيث يتعرف الجميع على بعضهم البعض، ويعملون معاً، من خلال أنشطة عملية، تخدم المجتمع والإنسان.
المشروع الرابع: هو برنامج "فرسان التسامح"، وهو برنامج يتم تنفيذه في كافة ربوع الدولة، لتأهيل الراغبين من جميع الأفراد، ليكونوا دُعاة للتسامح في المجتمع، ويقوم الدارسون فيه بإعداد وتنفيذ مشاريع عملية تقوم على العمل التطوعي في المجتمع، من أجل نشر قيم التسامح والتعايش بين الجميع.
المشروع الخامس: العمل مع الاتحاد النسائي العام، ومؤسسة التنمية الأسرية، والمنظمات النسائية في الدولة، من أجل تعزيز دور الأسرة، في مجال التسامح والتعايش.
المشروع السادس: "منارات زايد للتسامح"، وهي مراكز مجتمعية تنتشر في كافة ربوع الدولة، بحيث تضم كل إمارة، منارة واحدة أو أكثر – وتقدم هذه المنارات، البرامج والأنشطة، التي تنشر مبادئ التسامح والتعايش في المجتمع.
المشروع السابع: العمل مع المؤلفين ودور النشر في الدولة، لإصدار مكتبة ورقية ورقمية لجميع فئات السكان، في مجالات التسامح والتعايش.
المشروع الثامن: "المشروع الوطني لبحوث التسامح"، وهو يهدف إلى أن يكون مجالاً للإبداع والابتكار، للباحثين في الدولة، والباحثين في العالم، حول سبل نشر التسامح بين الأفراد، ولدى الأسر، وفي المجتمعات المحلية، وفي العالم بشكلٍ عام.
المشروع التاسع: "الاعتماد على الأنشطة الرياضية"، كي تكون أداة لنشر التسامح بين الجميع، وعلى سبيل المثال، نقوم بتنظيم كأس التسامح للكريكيت، حيث تنافس فيه /16/ فريقاً، يضم أكثر من /300/ لاعب، من / 20 / جنسية، من بين العمال الأجانب في الدولة.
المشروع العاشر: هو العلاقات مع الجاليات الأجنبية، بهدف تأكيد دور المقيمين في الدولة، في نقل رسالة التسامح من الإمارات، إلى العالم كله.
المشروع الحادي عشر: هو مشروع " التحالف العالمي للتسامح"، الذي أطلقناه خلال إكسبو 2020 دبي، وهو مظلة عالمية، لتحقيق التعاون والعمل المشترك، بين الأفراد، والمنظمات، ومراكز البحوث، وكافة المؤسسات الأخرى، من أجل نشر التسامح والسلام في العالم، ولدينا كذلك مشاريع أخرى، تشمل تعزيز دور وسائل الإعلام في نشر التسامح في المجتمع، وبناء العلاقات القوية مع الفنانين والأدباء والمبدعين في مجال التسامح، ودراسة القوانين والتشريعات الخاصة بالتسامح واقتراح تعديلاتها دائماً نحو الأفضل، بالإضافة إلى مشروع الاعتماد على اللغة العربية، واللغات عموماً، كأدوات للتعارف والتعايش، واستخدام التقنيات الحديثة في تهذيب السلوك، ونشر قيم التسامح والسلام بين الجميع – هناك أيضاً مشروع حدائق التسامح، التي تؤكد على الارتباط بالبيئة، وتشجيع التسامح والسلوك الحميد، مع كافة مقومات الحياة من حولنا.
وأضاف معاليه، كل هذا يدل على أن وزارة التسامح والتعايش أصبحت جزءاً أساسياً في مسيرة المجتمع نحو التقدم والسلام والازدهار.
وأكد معالي الشيخ نهيان بن مبارك، أن الإمارات أصبحت نموذجاً رائداً للتسامح والتعايش والتعارف، وتحقيق الخير والرخاء، للبشر أجمعين، ودور الوزارة يقوم على أن نقدم للعالم نموذجاً رائداً يؤكد على أهمية بناء العلاقات الإيجابية والطيبة، بين الأشخاص والطوائف والجماعات التي تمثل ديانات ومعتقدات وثقافات مختلفة، باعتبار أن ذلك هو الطريق القويم لمجتمعات أكثر سلاماً وتقدماً واستقراراً، وهو المنهج الضروري لنشر الخير والأمان في ربوع العالم كله، مشيراً إلى أن نموذج التسامح في الإمارات يتأكد في كافة ربوع الدولة بفضل قادة الإمارات الحكماء والمخلصين، وبفضل شعب الإمارات المسالم والمتسامح، وبفضل تكاتف كافة مؤسسات المجتمع لمكافحة التعصب والتطرف، والتمسك بالقيم والمبادئ الإنسانية التي يشترك فيها البشر في كل مكان، وهو النموذج الذي جعل دولة الإمارات في المقدمة بين دول العالم أجمع في تجسيد معاني التراحم والتكافل والتضامن والأخوة الإنسانية.
وأوضح معاليه، أن ذلك تحقق بشكلٍ رائع في الزيارة التاريخية للإمارات في عام 2019، للبابا فرانسيس والإمام الأكبر الشيخ الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر، وتوقيعهما على وثيقة أبوظبي للأخوة الإنسانية، وهي الزيارة التاريخية التي بادر بالدعوة إليها ورعايتها، بحكمةٍ وفكرٍ مستنير صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة "حفظه الله"، تأكيداً من سموه، على أننا في الإمارات نحترم كل الأديان والمعتقدات، ونسعى باستمرار، إلى تحقيق التواصل، والتعارف، والحوار، والعمل المشترك، بين الناس، دونما تفرقة، أو تمييز.
وتابع معاليه، أننا نعتبر التنوع والتعددية في السكان مصدر قوة للمجتمع، بل إنه إذا تم التعامل مع هذا التنوع بوعي وذكاء يكون أداةً للتقدم والسلام وتحقيق الخير للجميع، كما إننا نحمل يقينا راسخاً بأن وزارة التسامح والتعايش هي وزارة الجميع: المواطن والوافد، الشباب وكبار السن، المرأة والرجل، يعملون جميعاً معاً، بعزمٍ والتزام.
وأكد معاليه، أن الوافدين في الدولة بالإضافة إلى دورهم في تنمية المجتمع، لهم دور كبير في نقل رسالة التسامح من الإمارات إلى العالم كله، ونعمل في الوزارة على تفعيله وجعله أسلوباً مهماً للتعريف بالدولة، وإنجازاتها الكبيرة في هذا المجال – هم يتحدثون بأمانة وصدق عن تجربتهم الطيبة في الإمارات، وكيف أنهم يمارسون شعائرهم الدينية بحرية كاملة، ويسهمون بشكلٍ كامل في كافة أوجه النشاط في المجتمع.
كما أن الوزارة، تحرص على تنظيم برامج مشتركة بين أبناء الإمارات وأبناء دول الجاليات، سواء داخل الدولة أو خارجها لنشر مفهوم التسامح، بالإضافة إلى اشتراك الوافدين في رعاية المؤتمرات واللقاءات داخل وخارج الدولة، ودعوة المختصين من بلادهم لزيارة الدولة، وتنظيم زيارات أبناء الدولة لهم، وتنظيم المهرجانات المشتركة داخل وخارج الدولة، وتسهيل الاتفاقات والشراكات بين الدولة والدول الأخرى، وتشجيع التبادل الثقافي والمعرفي بين الدولة والدول الأخرى، بما في ذلك تبادل التجارب، والتبادل الفكري والفني.
وأوضح معاليه، أن الجاليات المختلفة في الدولة: تقوم بدور حلقة الوصل بين أنشطة التسامح في الدولة، والأنشطة النظير في دول العالم كله، وهذا أمر إيجابي للغاية، يعكس حيوية مجتمع الإمارات.
وأضاف معاليه، أن التسامح الحقيقي لابد وأن يؤدي إلى إتاحة الفرصة أمام الجميع لممارسة شعائرهم الدينية دون خوف أو إكراه – ولعلك تعلم أن وثيقة أبو ظبي للأخوة الإنسانية، قد ركزت بقوة على حماية دور العبادة، وتمكين الجميع من ممارسة شعائرهم في أمانٍ وسلام، أن وجود دور العبادة للأديان والمعتقدات المختلفة في الإمارات هي التزام بهذه القيم الإنسانية الرفيعة، وتأكيد على أننا في الإمارات نعمل على أن يعيش الجميع حياةً كريمة دونما تفرقة أو تمييز.
وفيما يتعلق بالوسائل التي تتبعها الإمارات لتعزيز السلام والتعايش بين شعوب العالم، من خلال النموذج الإماراتي المتفرد عالميا، أوضح معاليه، وجهة نظري في ذلك هو أن مكانتنا في العالم ودورنا في نشر ثقافة التسامح فيه، لابد وأن تقوم على أساس أن تكون دولة الإمارات أولاً وقبل كل شيء، نموذجاً يُحتذَى به في التسامح كخطوة أساسية للإسهام الفعال في نشر التسامح في العالم كله، والمنهج الذي نأخذ به في ذلك يبدأ بالفرد حيث نركز على تعليمه، وعلى توفير المعلومات الصحيحة له وبخاصة عن العلاقات بين الأديان وبين الحضارات وأنماط الحياة لدى الشعوب، في نفس الوقت نركز على المجتمعات المحلية ثم على مستوى الدولة، وصولاً إلى نشر التسامح على مستوى العالم كله، ونحن الآن نأخذ بمبادرات وأنشطة مهمة في مجال التسامح والتعايش على المستوى الدولي حيث نشترك في المؤتمرات العالمية، التي دائما ما تحتفي بالإمارات وإسهاماتها في هذه المجالات، وتكون تجربتنا دائماً محل حوار ومناقشة وتقدير وإعجاب من جميع المشاركين، كما إننا نقوم بدعوة الشخصيات العالمية المؤثرة إلى الدولة لتبادل الآراء والأفكار والتجارب معهم في مجال التسامح والتبادل الثقافي هو أيضاً جزء مهم في سياسة الدولة الخارجية، وهو دائماً موضوع نقاش وحوار إيجابي في الزيارات المتبادلة مع الدول الأخرى، ونرى في دورنا الحالي والمرتقب في مجال التسامح، على مستوى العالم، جزءاً مهماً من القوة الناعمة للدولة، وأداة لتأكيد مكانتنا المرموقة في العالم.
وأضاف معاليه، أن برامج التوعية المجتمعية التي تقوم بها الوزارة تركز على حث المشاركين فيها على التواصل مع زملائهم في الدول الأخرى، ومعرفتهم، وتبادل الآراء والأفكار معهم، سواءً من خلال الزيارات أو من خلال الاعتماد على تقنيات التواصل الحديثة، وهذا التواصل بين الداخل والخارج مهم للغاية في نشر ثقافة التسامح عبر الحدود والأقطار، هناك أيضاً مبادرة مهمة للغاية، تتمثل في إنشاء التحالف العالمي للتسامح الذي أطلقناه في مهرجان إكسبو 2020 دبي وهو المهرجان الذي أظهر للعالم كله ما تتمتع به الإمارات من تسامح وتعايش وأخوة إنسانية، وأشير هنا أيضاً، بأننا في دولة الإمارات نعتز بتراثنا العربي والإسلامي وهو الذي وفر لنا على مر التاريخ، منظومة متكاملة من التقاليد العريقة والقيم الأصيلة التي أعانتنا على تحقيق التواصل والتفاعل بين جميع سكان الدولة، وبيننا وبين جميع سكان العالم، فحضارتنا وتراثنا يدفعانِنا دائماً إلى الترحيب بالزائرين من كافة بقاع العالم، وإلى التفاعل الإيجابي معهم، لأننا ننظر إلى الجميع باعتبارهم أعضاء في مجتمع إنساني واحد، وأن علينا أن نحفز الجميع إلى واقع يتسم بالسلام والرخاء والحياة الكريمة، في ربوع العالم كله.
وفي ختام حديثه، نوه معاليه بالدور الطيب الذي تقوم به جريدة الإندبندنت، وأضاف أننا نعتز كثيراً، بما تمثله بلدنا الإمارات من نموذج رائع في التسامح والتنوع الخلاق والتعايش والتعارف بين الثقافات، وإن تجربتنا في وزارة التسامح والتعايش، تؤكد على أن تحقيق التسامح بطبيعته هو عمل لا ينتهي، بل هو مستمر دائماً، ويتطلب تطويراً دائماً، والأخذ بمبادرات تتفق مع الظروف المتغيرة والطموحات المتنامية، كما إن تجربتنا في الإمارات تؤكد على أن تحقيق التسامح هي مسئولية المجتمع كله /الأسر، ورجال الدين، ورجال الأعمال، والمدارس والجامعات، ووسائل الإعلام، وجميع مؤسسات المجتمع/، كما إن جهود تحقيق التسامح هي مجال خصب للإبداع والابتكار والعمل المشترك من أجل تحقيق الخير للجميع.
وتابع معاليه، تجربتنا كذلك، تؤكد على ضرورة الاهتمام بالأجيال الجديدة، وإتاحة الفرص أمامهم، للإسهام في مسيرة المجتمع، ومساعدتهم في محاربة الأفكار الهدامة، وفي تعزيز انتمائهم وولائهم لقيم المجتمع وللقيم الإنسانية النبيلة بشكل عام، وأضاف بصفتي وزير التسامح والتعايش في الإمارات، فإنني أقول لكم إننا نتعلم في كل يوم، أهمية أن يكون المجتمع مثالاً في الاعتدال والبعد عن التطرف والحرص على بناء الإنسان المؤمن بربه، والمخلص لوطنه، والملتزم بأهداف أمته، وبالقيم والمبادئ الإنسانية السامية في العالم كله، وإننا نتعلم في كل يوم ضرورة أن نعمل معاً من أجل تحقيق التعايش والتعارف والحوار الإيجابي، بين الشعوب والجماعات، باعتبار أن ذلك هو السبيل إلى تحقيق الخير والرخاء للفرد والمجتمع والعالم كله.