الشارقة 24 – وام:
حضر معالي الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان وزير التسامح والتعايش، وسعادة فيصل نياز ترمذي سفير جمهورية باكستان الإسلامية لدى الدولة، وعدد من المسؤولين ونخبة من الدبلوماسيين والشخصيات الاقتصادية والاجتماعية من الجالية الباكستانية في الدولة، احتفالية أبناء الجالية الباكستانية بالدولة بمناسبة الذكرى 78 ليوم استقلال باكستان، وذلك في مركز دبي للمعارض بمدينة إكسبو دبي.
استقطبت الاحتفالية أكثر من 60 ألف شخص، ونظمتها صفحة "الإمارات تحب باكستان"، بالتعاون مع الجمعية الباكستانية في دبي وبدعم من "شرطة دبي"، حيث شكلت مناسبة تعزز تبرز العلاقات المتينة والمتجذرة التي تربط بين الشعبين الإماراتي والباكستاني.
وقال معالي الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان بهذه المناسبة: "يشرفني ويسعدني أن أكون معكم اليوم للاحتفال بيوم استقلال باكستان، أبدأ بتهنئتكم جميعاً، وتهنئة شعب باكستان كافة، بهذه المناسبة التاريخية، أشارككم الفخر وأنتم تحتفلون بما يمثله هذا اليوم لجميع الباكستانيين في كل مكان، إنه احتفال بالشخصية الوطنية القوية، وبالصمود والعزيمة والإنجاز، وبالأمل في المستقبل، وهنا في دبي، هو أيضاً احتفال بعمق الصداقة والأخوّة التي تجمع بين باكستان ودولة الإمارات".
وأضاف معاليه: "إن علاقتنا المتينة تقوم على أسس من القيم المشتركة، والإرث الثقافي، والمحبة والاحترام المتبادل، والرؤية المشتركة من أجل السلام والازدهار، وتفخر دولة الإمارات بالوقوف إلى جانب باكستان كصديق وشريك وأمّة شقيقة، وتزداد روابطنا قوة كل يوم بفضل مساهمات أبناء الجالية الباكستانية، الذين تثري مواهبهم وعملهم الجاد وإبداعهم مسيرة الحياة في دولتنا".
وتابع: "إن العلاقة بين باكستان ودولة الإمارات تمثل نموذجاً للعلاقات الأخوية المطلوبة لتحقيق الازدهار الاجتماعي والاقتصادي في عالمنا، ويسرني أن أعبر بكل ثقة عن تفاؤلي بالمستقبل المشرق الذي ينتظر بلدينا معاً".
وقال معاليه: "في ظل القيادة الحكيمة لصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، وبدعم من صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، أصبحت دولة الإمارات منارة عالمية للتسامح والتعايش والأخوّة الإنسانية، وطننا يحتضن شعوباً من جنسيات متعددة، يعيشون ويعملون معاً في سلام وأمان، في دولة الإمارات، نُجلّ الاختلافات، ونشجع على الحوار، وتوحدنا القيم المشتركة، وهذا الانسجام المجتمعي هو أحد أعظم إنجازاتنا، وأنتم – أبناء الجالية الباكستانية – جزء مهم من هذا النجاح، واليوم، ومعكم هنا في دبي، لدينا سبب وجيه للاحتفال بيوم استقلالكم الوطني".
وأضاف: "وفي روح الإنسانية المشتركة، أود أن ألفت انتباهكم إلى مسابقة وطنية مهمة للكتابة، ينظمها "صندوق الوطن" بالتعاون مع وزارة التسامح والتعايش، وضمن فعاليات "عام المجتمع"، ندعو جميع من يعيش على أرض دولة الإمارات إلى التعبير عن أفكارهم حول موضوع: "ماذا تعني لي دولة الإمارات"، الدعوة موجهة لجميع السكان – مواطنين ومقيمين، صغاراً وكباراً – لتقديم خواطرهم وتجاربهم الشخصية عن الحياة في دولة الإمارات، سواء على شكل قصص قصيرة أو شعر أو رسائل أو مقالات، باللغة العربية أو الإنجليزية، من خلال الموقع الرسمي.
وأعرب معاليه عن ثقته بأن الكثير من المشاركات الملهمة في هذه المسابقة ستأتي من أبناء الجالية الباكستانية، داعياً الحضور إلى تشجيع عائلاتهم وأصدقائهم وزملائهم على المشاركة، ومشاركة قصصهم الشخصية وأحلامهم وإنجازاتهم ومشاعرهم وامتنانهم، لتصبح كلماتهم جزءاً من سجل جماعي للحياة في هذا الوطن، سجلاً يلهم الأجيال القادمة.
وحرص على حضور الاحتفالية أعداد غفيرة، لا سيما من جانب الأسر والعائلات من أبناء الجالية الباكستانية المقيمة بالدولة، وأسهم تنوع أجندة الفعاليات، وحسن التنظيم، والإمكانات التي يتمتع بها موقع استضافة الحدث، مركز دبي للمعارض، بمدينة إكسبو دبي، وأهمية المناسبة لدى أبناء الجالية الباكستانية، في تضاعف زيادة الإقبال الجماهيري للفعالية التي عكست حرص دولة الإمارات على ترسيخ روابط التعاون والمحبة مع مختلف الدول والشعوب، وتعزيز قيم التعايش من خلال مشاركة مختلف شعوب العالم احتفالاتها ومناسباتها الوطنية والتاريخية والثقافية والشعبية، في أجواء تواكب خصوصية الفلكلور والتراث أبناء الدول والثقافات المختلفة.
وخلال الحدث، أعلن رئيس الجمعية الباكستانية في دبي، الدكتور فيصل إكرام، عن توسعة مركز باكستان الطبي، بقيمة 45 مليون درهم لتمكينه من تقديم خدمات رعاية صحية متطورة.
وقدم المركز منذ أكتوبر 2020، العديد من الخدمات الطبية لأكثر من 140,000 مريض من أكثر من 100 جنسية.
وتشمل التوسعة الجديدة مركز أشعة، وحدة غسيل كلى، ووحدة علاج طبيعي، إضافة إلى توسعة الخدمات المتخصصة الحالية.
وعبرت الجمعية الباكستانية عن تقديرها الكبير للقيادة الإماراتية ودورها الرائد في ترسيخ قيم التعايش والتسامح.
وشهدت الاحتفالية، برنامجاً ترفيهياً وثقافياً متنوعاً أبرز خصوصية الموروث والتراث والفنون الباكستانية، وتنوعها الواسع، وخصوصية المجتمع الباكستاني بثقافته وفنونه وموسيقاه وفلكلوره الشعبي، وتنوع مواهب الجالية الباكستانية المقيمة في الإمارات، في سياق هوية ثقافية واحدة، فضلاً عن التفاعل والمساهمة الإيجابية للجالية في مسيرة التنمية المستدامة التي تشهدها دولة الإمارات، حيث تضمنت الاحتفالية العديد من الفقرات والأنشطة الثقافية والفنية شملت عروضاً موسيقية ورقصات تقليدية، وركناً للمأكولات التراثية وأعمالاً فنية تحاكي أبرز المعالم التراثية والحضارية المستلهمة من البيئة والموروث الباكستاني الثري.
وشهدت الاحتفالية تكريم عدد من الشخصيات الرائدة وأصحاب الإنجازات النوعية من أبناء الجالية الباكستانية الذين قدموا من خلال عطائهم على أرض الإمارات نموذجاً للتميز والنجاح في العديد من المجالات والقطاعات المختلفة.
وكرم معالي الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان، كلاً من بشير أحمد، ومسعود حيدر أفريدي – مؤسسي أفريدي وآنجيل، شركة محاماة في الإمارات، وعبد السلام وشهيدة سلام - مؤسسي مدرسة بريستين الخاصة، أول مدرسة باكستانية بريطانية المنهج في الإمارات، وخان زمان - مؤسس مطعم قصر الإبراهيمي، أقدم باكستاني مقيم في أبوظبي، ومحمد حبيب - مؤسس بنك حبيب AG زيورخ، وشبير ميرشانت - مؤسس مجموعة تشامبيون يعمل في بناء العلامات التجارية للإمارات منذ 30 عاماً، وأمامة علي - الفائزة بجائزة تحدي تطبيقات الفضاء من ناسا، ورفيق علي وشاكيلة علي - يديران استوديو إنتاج عائلي في الإمارات، وفاروق سمانة وعمران فاروق - مؤسسي شركة سمانة للعقارات، وأحسن رشيد - مؤسس بيس هومز، وعلي أشرف تومبي - مؤسس شركة أكوا للعقارات، وشافي تباني - مؤسس شركة بريسكوت هومز، وعتيق الرحمن - أطول مصرفي باكستاني خدمة في الإمارات، والرئيس التنفيذي السابق لمجموعة سيتي بنك في المنطقة، وسناء مير - أشهر لاعبة كريكيت في باكستان، وأول امرأة تُدرج في قاعة مشاهير الاتحاد الدولي للكريكيت، وأشفاق أحمد - أطول صحافي باكستاني خدمة في الإمارات مع صحيفة جلف نيوز.
وتعد الإمارات واحدة من أكبر الدول من حيث الاستثمار في باكستان، وخصوصاً في قطاع الاتصالات والخدمات والسياحة وتقنية المعلومات والنفط والغاز والإسكان والمصارف والعقارات.
وقال سعادة فيصل نياز ترمذي، سفير جمهورية باكستان الإسلامية لدى دولة الإمارات، إن العلاقات بين دولة الإمارات العربية المتحدة وجمهورية باكستان الإسلامية تمتد عبر عقود من التعاون المتميز، وترتكز على الاحترام المتبادل والتعاون البنّاء في مختلف المجالات، لاسيما في الاقتصاد والثقافة والتنمية البشرية.
وأعرب سعادة ترمذي عن اعتزازه بالعلاقات الأخوية التي تجمع بين شعبي البلدين، مؤكداً الحرص المشترك على تعزيزها من خلال برامج ومبادرات تسهم في تعزيز التبادل الثقافي، وتعميق العلاقات الاقتصادية، وتقريب الشعوب عبر الفنون والموسيقى والموروث الشعبي الغني.
وأكد أن العلاقات الإماراتية - الباكستانية ستظل نموذجاً يُحتذى به في التعاون الثنائي، وسيستمر العمل على دعم كل ما من شأنه تعزيز هذه الروابط التاريخية، بما يعود بالنفع على شعبي البلدين.
من جهته، أوضح راشد التميمي، مدير منصات "الإمارات تحب"، أن هذه المناسبة شهدت حضوراً كبيراً من أبناء الجالية الباكستانية، إلى جانب عدد من الشخصيات الرسمية ورجال الأعمال، في تأكيد واضح على مكانة الجالية الباكستانية ضمن نسيج المجتمع الإماراتي، ودورها الفاعل في مسيرة التنمية.
وأشار التميمي إلى أن هذه الفعالية تأتي في إطار جهود الدولة ومؤسساتها لترسيخ قيم التسامح والتعايش، وخلق بيئة يشعر فيها الجميع بالأمان والاحترام، ويحافظ فيها كل فرد على هويته الثقافية والدينية بكل حرية واعتزاز.