أحيت روسيا، اليوم الخميس، الذكرى الـ350 لميلاد القيصر بطرس الأكبر، الذي عمل على تقريب الإمبراطورية من أوروبا، من خلال تحديث البلاد، وإصلاح الجيش والدولة والكنيسة وإنشاء البحرية، وإطلاق ثورة ثقافية فعلية، تعد روسيا الحالية وريثتها الآن.
الشارقة 24 – أ ف ب:
نظمت روسيا، احتفالات اليوم الخميس، احتفاءً بذكرى القيصر بطرس الأكبر، الذي عمل على تقريب الإمبراطورية من أوروبا.
ولإحياء الذكرى الـ350 لميلاد بطرس الأول، الذي حكم أولاً كقيصر ثم كإمبراطور من 1682 حتى وفاته في 1725، زار الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في موسكو، معرضاً مكرساً له.
وأوضح الناطق باسم الكرملين ديمتري بيسكوف، أن بوتين يثمن كثيراً دور بطرس الأكبر في تاريخ بلادنا.
وبعد رحلة لأوروبا، أدرك خلالها مدى تأخر تطور روسيا، عمد بطرس الأول إلى تحديث الإمبراطورية، وإصلاح الجيش والدولة والكنيسة وإنشاء البحرية، وإطلاق ثورة ثقافية فعلية، تعد روسيا الحالية وريثتها الآن.
كما بنى سان بطرسبورغ، العاصمة الإمبراطورية التي كان يعتبرها "نافذة مفتوحة على أوروبا".
وفي هذه المدينة، ثاني مدن روسيا اليوم، جرت غالبية الاحتفالات الخميس، مع عروض ومؤتمرات عامة.
وتبقى شخصية بطرس الأكبر، مرتبطة أيضاً بشخصية فاتح وسّع حدود روسيا، وملك قوي لم يكن يواجه أي شكل من أشكال الاحتجاج.
ويوضح المؤرخ دانيال كوتسوبنسكي، قد يكون بطرس الأكبر شخصية رمزية لمؤيدي الليبرالية على النمط الأوروبي وكذلك لمؤيدي دولة قوية، وأضاف شددت السلطة الحالية على جانب رجل الدولة القوي، خلال الاحتفالات.
وسبق أن أعطى بوتين، فكرة عن هذه الاحتفالات في بيان نشر الأربعاء عبر توجيه تحية إلى "شخصية عسكرية استثنائية" وشخص "وطني"، ساهمت التحولات الواسعة النطاق التي قام بها بتعزيز هيبة روسيا الدولية وحدد تطورها في القرون التالية.
في هذا الإطار من التوتر الشديد بين موسكو وأوروبا، يتساءل العديد من الروس، عما إذا كان بوتين ينوي إغلاق النافذة التي فتحها بطرس الأكبر قبل ثلاثة قرون.
وفي هذه الأجواء، أكد الناطق باسم بوتين، الأسبوع الماضي، أن لا أحد ينوي إغلاق أي شيء.
ويرى المؤرخ بوريس كيبنيس، أنه مهما كانت الظروف التاريخية، إذا تخلينا عن المحور الذي رسمه بطرس الأول، فيمكن أن ندمر البلاد والشعب، ويؤكد أن "روسيا بلد أوروبي".
وأشارت سفيتلانا ستيبانوفا، وهي من سان بطرسبرغ، أن فلاديمير بوتين هو فعلياً وريث الإمبراطور، وأضافت أن بطرس الأول جعل روسيا قوة عظمى، وبوتين أيضاً يريد رؤية روسيا عظيمة، معتبرة أن هذا هو الأمر الأساسي.