خلال مشاركتها في فعاليات الشارقة ضيف شرف الدورة الـ 49 من "معرض لندن الدولي للكتاب"، قدمت "دائرة الثقافة بالشارقة"، صورة حية لجهود اهتمام الشارقة بالخط العربي، حيث نظمت معرضاً لمقتنياتها من لوحات كبار الخطاطين العرب، وخصصت جناحاً للخطاط خالد الجلاف لتقديم ورش تفاعلية في الخط العربي.
الشارقة 24:
قدمت "دائرة الثقافة بالشارقة"، خلال مشاركتها في فعاليات الشارقة ضيف شرف الدورة الـ 49 من "معرض لندن الدولي للكتاب"، صورة حية لجهود اهتمام الشارقة بالخط العربي، وما تمضي به بتوجيهات صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، للارتقاء بالهوية الفنية العربية الأصيلة، حيث نظمت معرضاً لمقتنياتها من لوحات كبار الخطاطين العرب، وخصصت جناحاً للخطاط خالد الجلاف لتقديم ورش تفاعلية في الخط العربي.
ونظمت الدائرة إلى جانب ذلك، جلسة حوارية، تحت عنوان "ارتقاء في الخط العربي"، استعاد فيها الخطاط خالد الجلاف، تاريخ وجماليات الخط العربي منذ نشأته قبل آلاف السنين، وتوقف فيها عند حجم اهتمام دولة الإمارات وإمارة الشارقة بالخط العربي، وفتح الأفق أمام رواده وهواته من مختلف أنحاء العالم لتقدير هذا الفن، والاحتفاء به بوصفه أحد أبرز ملامح التجربة الإبداعية الفنية العربية.
وقال سعادة عبد الله العويس، رئيس دائرة الثقافة والإعلام بالشارقة، حول حضور الشارقة ضيف شرف المعرض، وحجم مشاركة الدائرة في فعاليات الإمارة: "يجتمع العالم في لندن في هذا الموعد من كل عام ليشهدوا معرضها السنوي للكتاب، وهي مناسبة نعتز بها ونحن نحمل ثقافتنا العربية، وذلك انطلاقًا من توجيهات صاحب السمو حاكم الشارقة، بالحضور والمشاركة الفاعلة في المحافل الثقافية الدولية، فقد كان معرض لندن محطة رئيسية دائمة لهذا الحضور، فقبل 16 عاماً وبالتحديد في عام 2006؛ حرصت الشارقة على المشاركة في هذا المعرض، ثم جاء عام 2008 وهو العام الذي أُعلنت الثقافة العربية ضيف شرف تلك الدورة، ولقد توّج تلك المناسبة، حضور صاحب السمو حاكم الشارقة فعاليات المعرض وزار الأجنحة ودور النشر العربية والعالمية، كما فتح الحوار مع الناشرين والكتّاب، مؤكداً على أهمية تلك اللقاءات لما لها من أثر إيجابي في التقريب بين الشعوب والنهوض بالمجتمعات".
وأضاف: "إنّ مشاركة الشارقة في هذا المعرض تؤكّد على أهمية استمرار الحوار البنّاء والالتقاء بالثقافات من خلال اللّقاءات المباشرة بين الأدباء والكتّاب والفنانين، فهي بوّابة للتعارف لما فيه الخير والجمال، وفضاء لبناء شراكات ثقافية توطّد العلاقات الإنسانية، ونحن في الدائرة خلال مشاركتنا نركز على تقديم تجربة الشارقة في الاهتمام بالخط العربي، فما قدمته الإمارة للخط العربي نموذج رائد، يعبر عن رسالة الشارقة ومشروعها الحضاري القائم على الارتقاء بمقومات الهوية الثقافية والإبداعية العربية الأصيلة والانطلاق منها في بناء جسور التواصل الحي والمثمر مع ثقافات وبلدان العالم".
وأكد الجلاف خلال الجلسة الحوارية أن اهتمام الشارقة بالخط العربي يأتي في إطار مشروع كبير يهتم ويعنى بالثقافة والفن العربي، موضحاً أن الشارقة هي المدينة الأولى في المنطقة التي استحدثت متحفاً للخط العربي، وساحةً وبيوتاً للخطاطين العرب، وأن ما تقدمه سنوياً يجعلها قبلة الخطاطين من كل أنحاء العالم، ويتجسد في المهرجانات، والملتقيات، والجوائز، وغيرها من المبادرات الدولية والمحلية.
وقال: "تاريخ اهتمام الشارقة والإمارات بالخط العربي طويل وزاخر بالجهود الكبيرة، ويظهر بحجم الرعاية والدعم المباشر الذي يقدمه صاحب السمو حاكم الشارقة للخطاطين، وتوجيهه باقتناء أعمالهم، وحفظ تجاربهم وتكريم أدوارهم ليس في الإمارات وحسب، وإنما في المنطقة والعالم".
واستعرض الجلاف خلال الجلسة التي أدارها مدير إدارة الشؤون الثقافية في دائرة الثقافة في الشارقة، محمد القصير، الجذور التاريخية للخط العربي وأثر الحضارة الإسلامية على تطوره وازدهاره، مؤكداً أن أصل الخط العربي يعود إلى الخط النبطي، ونقله العرب وطوروا عليه.