بحث مجمع اللغة العربية بالشارقة، خلال استقباله، وفداً أكاديمياً إفريقياً، يضم باحثين ومتخصصين بالدراسات اللّسانية والمعجمية، سبل تعزيز العلاقات بين المراكز البحثية الإفريقية والمجمع.
الشارقة 24:
استقبل مجمع اللغة العربية بالشارقة، وفداً أكاديمياً إفريقياً، يضم باحثين ومتخصصين بالدراسات اللّسانية والمعجمية، حيث اطلع على الخدمات التي يقدمها المجمع، وجهوده في إنجاز مشروع المعجم التاريخي للغة العربية، وبحث الجانبان سبل تعزيز العلاقات بين المراكز البحثية الإفريقية والمجمع.
وضم الوفد، كلاً من الدكتور أحمد أبو الفتح عثمان، الأمين العام لمجمع اللغة العربية، وعميد جامعة الملك فيصل بتشاد، والدكتور عبد القادر إدريس، رئيس قسم اللغة العربية بالجامعة الوطنية، مدير معهد الشيخ زايد بمالي، والدكتور عمران كابا، نائب عميد كلية الآداب والعلوم اللغوية، ومدير برنامج دكتوراه اللغة والحضارة العربية في الجامعة الوطنية بغينيا، بامبا سياكا، مدير شركة الرؤية للتدريب والاستشارات في ساحل العاج، والدكتور محمد قاي أستاذ الفقه المقارن في كلية اتحاد علماء المسلمين، المستشار القانوني في وزارة العدل في دولة جنوب السودان، ومحمد الهادي من السنغال.
وفي تعليقه حول الزيارة، أوضح الدكتور امحمد صافي المستغانمي، الأمين العام لمجمع اللغة العربية بالشارقة، نسعى من خلال هذا اللقاء مع نخبة من الأكاديميين والباحثين في الحقل اللغوي إلى تبادل خبراتنا مع التجارب الإفريقية التي لها بصمات واضحة ورائدة في نشر اللغة العربية، وتعزيز حضورها في مجتمعات القارة السمراء، رغبة منا في إثراء التنوع الثقافي الذي تتميز به المناطق الإفريقية، حيث تعرفنا من خلال كوكبة من الأكاديميين من عدة دول إفريقية على وضع اللغة العربية في المجتمعات الإفريقية ومدى انتشارها فيها.
وأضاف المستغانمي، نسعى من خلال لقائنا مع الوفد الضيف إلى تعميم تجارب مجمع اللغة العربية بالشارقة الرائدة في خدمة لغتنا وتراثنا العربي، والإسهام في تعزيز تواصل المجامع العربية مع نظرائها في القارات الأخرى، حيث تحظى إفريقيا بمؤسسات علمية وبحثية رائدة في المجال اللغوي والمعجمي، والتي نتطلع إلى الاستفادة من تجاربها في متابعة مسيرتنا لإتمام مشروع "المعجم التاريخي للغة العربية"، خاصةً وأن المعجم يتتبع تاريخ الألفاظ العربية ومراحل تطورها، والقارة الإفريقية تشكل محطةً مهمةً من محطات رحلة اللغة العربية عبر الزمن، وهذا ما يجعل من لقاءاتنا مصدراً لإثراء وإغناء المادة العلمية لمشروعنا العربي الأكبر.
تعزيز أواصر الترابط العربي الإفريقي
بدورهم، عبر أعضاء الوفد الإفريقي الزائر عن سعادتهم البالغة بهذه الحفاوة الكبيرة التي توليها إمارة الشارقة بقيادة صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، للغة العربية وواقعها في القارة الإفريقية، ومسعى سموه إلى الارتقاء بحضورها ومكانتها في القارة السمراء، ما يعزز من أواصر الترابط بين أبناء العرب وإخوانهم في القارة الإفريقية، ويسهم في خلق نهضة لغوية شاملة تثري العالم بجماليات لغة الضاد، وتعرفه بالإرث العريق للغة العربية وأثرها في تكوين الحضارات العالمية.
وأوضح الدكتور أحمد أبو الفتح عثمان، يحمل لقاء الوفد في إمارة الشارقة أهمية كبرى، حيث أضحت الإمارة وجهةً عالميةً للعلم والثقافة والمعرفة، ونتطلع من خلال هذه الجهود التي يقودها صاحب السمو حاكم الشارقة إلى الخروج بتوصيات واستراتيجيات تضمن تمكين اللغة العربية في إفريقيا، وإيجاد لبنة مشتركة لتأسيس جهة تنسيقية للغة العربية في قطرها الإفريقي، وتكوين جسر للتواصل مع اتحاد مجامع اللغة العربية في العالم العربي.
بدوره، أكد الدكتور عبد القادر إدريس، أن لقاءاتنا بالإخوة في الشارقة تعزز من الروابط التي تجمع بيننا، وترسخ العلاقات التي تجمع بين المنطقة العربية والإفريقية من تاريخ مشترك حافل بالإنجازات التاريخية والمعرفية التي أمدت الثقافة العالمية بالعلماء والمفكرين العرب والأفارقة، وإننا نتطلع أن تكون الشارقة مكاناً لاتحاد ثقافاتنا وتاريخنا على أرضها، وأن نستفيد من التجربة الرائدة لمجمع اللغة العربية فيها.
وأشار الدكتور بامبا سياكا، إلى البعد الثقافي العميق الذي تحمله هذه الدعوة من مجمع اللغة العربية بالشارقة لكوكبة من الخبراء والمتخصصين بعلوم العربية من دول إفريقية متعددة، وأثرها في تعزيز الروابط الثقافية والمعرفية بين الدول العربية والإفريقية، التي هي بحاجة ماسة إلى دعم الامتداد الثقافي بينها وبين الأمة العربية، وأكد أن القارة الإفريقية تحفل بالعلماء والباحثين في العربية، وإن هذه اللقاءات تعرف العالم العربي بالجهود التي يبذلونها، والثمار الناتجة عن مساعيهم لدعم مجتمعاتهم.
من جهته، ثمن الدكتور عمران كابا، جهود مجمع اللغة العربية بالشارقة، الذي سمعنا كثيراً ووصلتنا أخبار طيبة عن إنجازاته في خدمة العربية، وهذا ما يدعونا إلى المشاركة في هذه اللقاءات لتقديم صورة عن واقع العربية في المنطقة الإفريقية، سعياً إلى دعم جهود المجمع في وضع الخطط والأفكار التي تصب في خدمة العربية في القارة الإفريقية، التي هي بأمس الحاجة إلى مثل هذه المبادرات لتعزيز حضور العربية بين أبناء قارتنا.
وتأتي زيارة الوفد الأكاديمي الإفريقي للمجمع، على هامش الندوة التي نظمها تحت عنوان "واقع اللغة العربية في القارة الإفريقية"، بتوجيهات من صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، ووقفت على أهم القضايا التي تهم اللغة العربية في القارة الإفريقية، وواقع المؤسسات التعليمية والتحديات التي تعترض تعليم اللغة العربية فيها، والمراكز المعنية بتدريسها في إفريقيا وسبل تطويرها.