ناقشت جمعية الناشرين الإماراتيين متغيرات صناعة الكتاب العربي خلال مشاركتها في برنامج الشارقة ضيف شرف الدورة الـ 59 من معرض بولونيا لكتاب الطفل، إذ نظمت جلستين حواريتين الأولى بعنوان "تحديات استخدام التكنولوجيا في صناعة كتاب الطفل العربي" والثانية حملت عنوان "حان وقت قراءة قصة: عملية صناعة كتب الأطفال"، حيث استعرضت تحديات الترجمة وتوظيف تكنولوجيا النشر المعاصر.
الشارقة 24:
نظمت جمعية الناشرين الإماراتيين خلال مشاركتها في برنامج الشارقة ضيف شرف الدورة الـ 59 من معرض بولونيا لكتاب الطفل، جلستين حواريتين الأولى بعنوان "تحديات استخدام التكنولوجيا في صناعة كتاب الطفل العربي" والثانية حملت عنوان "حان وقت قراءة قصة: عملية صناعة كتب الأطفال" استضافت خلالهما كلاً من تامر سعيد، مدير عام مجموعة كلمات، والدكتورة اليازية خليفة، مؤسس دار الفلك للنشر والترجمة، ولينا شبارو، مديرة حقوق النشر في دار "ثقافة للنشر والتوزيع".
وتناولت الجلسة الأولى التي أدارتها مريم العبيدلي، مدير إدارة الاتصال المؤسسي في جمعية الناشرين الإماراتيين، ضمن مشاركة الجمعية في برنامج فعاليات "بولونيا بوك بلس"، الأسباب التي تمنع الناشر العربي من العمل على تقديم كتب صوتية، وكتب إلكترونية، وأثر ذلك على تنامي مشاريعهم في النشر.
وأوضح المتحدثون أن أكبر التحديات التي تواجه الناشر العربي للدخول في هذا المجال تتجسد في الافتقار للمقومات الأساسية في هذا الصناعة، والمتمثلة في البيئة التشريعية التي تضمن عدم قرصنة الكتب، وعدم المعرفة الكافية لدى الناشرين بآليات توظيف وإدارة محتوى الكتب رقمياً وعبر التطبيقات الإلكترونية، لافتين إلى أن خبرة الناشر العربي في طباعة الكتاب الورقي تدفعه للتمسك بهذه الصناعة، وتجنب العمل على الكتاب الصوتي، أو الإلكتروني.
ووجه المتحدثون نصائح للناشرين العرب، أكدوا فيها أن مجمل التحديات التي يرونها في توظيف التكنولوجيا المعاصر لصناعة النشر، يمكن تجاوزها باتخاذ الخطوة الأولى في هذا القطاع، ودعوهم لزيادة معارفهم وخبراتهم في استخدام تكنولوجيا النشر المعاصرة عبر تدريب الكوادر، والتعاون مع المؤسسات ذات الخبرة في المنطقة والعالم.
وتوقف المتحدثون عند قضية القرصنة، وضياع حقوق المؤلف والناشر، لافتين أن قرصنة الكتب تهديد يواجه الكتاب والمحتوى الإبداعي والمعرفي بصورة عامة، وليس له علاقة بالآلية والشكل الذي تقدم فيه، وأن تجاوزه يتطلب تعاون على المستوى الرسمي، والتشريعي، الأخلاقي، بين كافة الجهات المعنية.
واستعرضت الجلسة الثانية التي أدارتها فاطمة النابودة، تنفيذي التفاعل المؤسسي في الجمعية، مراحل صناعة كتاب الطفل في العالم العربي، والتحديات التي يواجهها الناشرون في ترجمة أدب الأطفال من وإلى اللغة العربية، والمعايير التي يتبعها الناشرون للوصول إلى القراء الصغار بكامل المحمول الثقافي للكتب بلغتها الأم، حيث توقفت عند تجربة النشر الإماراتية في ترجمة الكتب ونقل رسومها إلى الطفل العربي.
وأكد المتحدثون أن الناشرون يعملون بتقنيات وآليات متعددة لنقل كتاب الطفل إلى العربية، ويجأون في الكثير من الأحيان إلى إجراء تعديلات مع المترجمين والرسامين للوصل إلى صيغ على مستوى النص والرسوم تتناسب مع الثقافة العربية، مشيرين إلى أن هذه التعديلات والعملية التي يمر بها الكتاب خلال نقله، تأتي في سياق تقريب محتوى الكتاب من وعي الطفل، وفي الوقت نفسه للمحافظة على ثقافة الكتاب الذي ينتمي إليه بالأصل، وما يعرضه من أفكار.
واعتبر الناشرون أن التحديات في نقل الكتب من ثقافة إلى أخرى لا تتجسد في عمقها على مستوى الطفل القارئ، وإنما تتعلق بأولياء الأمور والكبار الذين يختارون أنواع ومضامين الكتب للأطفال، مشيرين إلى أن الأطفال قادرون على فهم واستيعاب أي ثقافة مهما كانت بعيدة وتبدو غريبة عن بيئتهم وثقافتهم إلا أن الكبار هم من يتنبهون للاختلافات ويحاولون تقديم ما يرونه مناسباً لتشكيل وعي صغارهم.
وحول التحديات القانونية التي تواجه الناشرين في ترجمة الكتب ونشرها، أكد المتحدثون أن بيئة النشر في الإمارات بيئة مرنة، وواضحة ومضبوطة بقوانين ملزمة، تضمن حقوق الناشر، والمؤلف، وتحمي قطاع النشر من أضرار النسخ غير القانوني، والقرصنة، مشيرين إلى أن الإمارات قادت مؤخراً جهوداً كبيرة لاستحداث أول جمعية في المنطقة معنية بحماية حقوق النسخ في الإمارات، لضمان بيئة نشر صحة تكفل نمو قطاع النشر وتطوره.
وتحدث الناشرون في الجلسة عن المراحل التي مر بها كتاب الطفل العربي خلال السنوات العشر الأخيرة، بالإشارة إلى أن تنامي قطاع صناعة كتاب الطفل العربي شهد نمواً لافتاً وكبيراً، وظهر ذلك على مستوى النصوص بصورة واضحة، إلا أنه ظل على مستوى صناعة الرسوم يحتاج إلى المزيد من الدعم والتشجيع للوصول به إلى مرحلة المنافسة في سوق النشر العالمي.