تسلط فعاليات شهر الإمارات للابتكار في إمارة الشارقة، التي انطلقت أمس الاثنين، بجامعة الشارقة، الضوء على أحدث الابتكارات التي توصلت إليها المؤسسات، وتهدف إلى تعزيز ثقافة الابتكار والتعريف بمختلف الأفكار والمبادرات المبتكرة التي تواكب كل ما يستجد في عالم الابتكار.
الشارقة 24:
انطلقت أمس الاثنين، فعاليات شهر الإمارات للابتكار في إمارة الشارقة، بمبنى كليات البنين في جامعة الشارقة، بمشاركة مختلف الجهات الحكومية والخاصة، إلى جانب المشاركات الطلابية، التي تسلط الضوء على أحدث الابتكارات التي توصلت إليها مؤسسات إمارة الشارقة ودولة الإمارات، وتهدف إلى تعزيز ثقافة الابتكار والتعريف بمختلف الأفكار والمبادرات المبتكرة التي تواكب كل ما يستجد في عالم الابتكار.
ونظمت لجنة الإشراف على شهر الإمارات للابتكار في إمارة الشارقة، برئاسة سعادة أحمد السويدي، منتدى "الشارقة تبتكر" الافتراضي، بمشاركة نخبة من المتخصصين في مجال الابتكار.
واستهل سعادة أحمد السويدي، رئيس لجنة الإشراف على شهر الإمارات للابتكار في إمارة الشارقة المنتدى، بكلمة ترحيبية، أكد فيها اهتمام صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، بالإنسان وذلك بجعله في دائرة اهتمامه وركيزة أساسية من ركائز تطور المجتمع، لافتاً إلى أن الابتكار منهج حياة، وأنه لا يحتاج دوماً لرصيد من المال أو للكثير من الوقت والجهد، بقدر ما هو بحاجة للثقة بالذات والقدرة على التغيير ومواكبة المستجدات المختلفة.
وتوجه السويدي، بأسمى آيات الشكر والتقدير لصاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، وإلى سمو الشيخ سلطان بن محمد بن سلطان القاسمي ولي العهد نائب حاكم الشارقة، على دعم سموهما للفعاليات والبرامج التي من شأنها أن تخرج أفضل ما في الإنسان لخدمة الإنسان.
الابتكار ليس مجرد اختراع أو اكتشاف
وأكد المخترع خليفة الجزيري، مستشار مشاريع قطاع تنظيم الشؤون التجارية في وزارة الاقتصاد، والمدير التنفيذي لمجموعة "سمارت أي أو تي"، وأحد أوائل المبتكرين في دولة الإمارات، في حوار حول "مفهوم الابتكار وأحدث مستجدات ابتكارات المستقبل"، أن الجميع لديه القدرة على الابتكار، ولكن لابد على الإنسان أن يثق بقدراته، ويبعد عن عقله فكرة أن الابتكار هو نوع من أنواع الاختراعات أو الاكتشافات، وأن يغرس في ذاته مبدأ أن الابتكار ممارسة يومية هدفها تحسين جودة الحياة، والوصول إلى أسهل الطرق لتخطي التحديات التي يواجهها الشخص في حياته.
وأوضح الجزيري، أن الابتكار هو الرحلة ما بين الفكرة والاختراع، ولذلك يجب على الإنسان أن يعوّد نفسه على التفكير بطريقة مبتكرة، وألا يتجاهل أو يرفض أي فكرة تطرأ في باله مهما كانت صغيرة، لأن كل الابتكارات التي نراها اليوم بنيت على ابتكار أو فكرة سابقة.
وتطرق الدكتور مروان الزرعوني، مدير إدارة خدمات المعلومات بمركز دبي للأمن الإلكتروني والمدير التنفيذي لمركز دبي للبلوك تشين في حديثه عن موضوع الفضاء الرقمي والترميز الغير قابل للانقسام بالتعريف بمفهوم الـ"nft"، والتي هي رموز أو ملكية لكل شيء رقمي يتم الحصول عليها والحفاظ عليها في محفظة رقمية تحتوي على رموز تثبت ملكية الأفراد لمختلف الأصول مثل السيارات، والعقارات، والأموال وغيرها، ويتم الحفاظ على كافة الحقوق دون أن يوجد خطر من أن تضيع أو يتم أخذها من شخص آخر، حيث إنها تكون معروفة للعالم كافة، ويستحيل اختراقها.
كما تحدث الزرعوني عن "metaverse" والتي تعرف بالعوالم الافتراضية أو الواقع الافتراضي، وتتيح هذه العوالم بيع وشراء الأراضي من خلال العقد الذكي، ويمكن استخدام هذه الأراضي والأملاك الافتراضية لتنظيم الفعاليات الرياضية، ومختلف الأنشطة في هذه العوالم الافتراضية، مشيراً إلى أن الابتكار أتاح للعالم تسهيل نقل وامتلاك وبيع الأصول، كما أتاح للإنسان تجربة عوالم مختلفة وتجارب مختلفة، مشيراً إلى وجود مدارس وجامعات ودوائر ومؤسسات حكومية الآن على العالم الافتراضي.
سعود بن سلطان القاسمي: الإمارات تراهن على قدرات الشباب ومهاراتهم
وأكد الشيخ سعود بن سلطان القاسمي، مدير مكتب الشارقة الرقمية، في حوار أدارته الإعلامية أسماء حسوني مذيعة في هيئة الشارقة للإذاعة والتلفزيون، أن الابتكار أصبح ضرورة حتمية في الوقت الراهن في دولة الإمارات العربية المتحدة، حيث إن الإمارات الآن أصبحت تنافس على مستوى العالم، ومن هنا تأتي ضرورة الابتكار والتجديد، خاصة مع ما يمر به العالم من تغييرات سريعة في ظل الثورة التكنولوجية، ولذلك لابد من الإنصات والبحث عن الأفكار الجيدة والخلاقة وتحويلها بشكل عملي إلى ابتكارات عملية في مختلف ميادين الحياة.
وأضاف الشيخ سعود، أن التحديات في حياتنا كثيرة، ولا سبيل لتجاوزها بالطرق التقليدية والمعتادة، ولذلك نحن بحاجة إلى الإبداع والابتكار والحلول الذكية.
وأكد الشيخ سعود بن سلطان القاسمي، ضرورة رعاية أفكار الشباب ودعمها لتحقيق نقلة نوعية في كافة المجالات والميادين التي تعمل دولة الإمارات على تطويرها، حيث إن الابتكار يؤدي إلى توفير رعاية صحية أفضل، وبنية تحتية، وفرص وظيفية أكبر، مشيراً إلى أن الابتكار هو أحد أهم مسرعات التحول الرقمي في العالم والإمارات، وأن الشارقة، برؤى وتوجيهات صاحب السمو حاكم الشارقة، ودعم ولي العهد نائب حاكم الشارقة، تتبنى الابتكار منهجاً في كافة مؤسساتها.
وأشار مدير مكتب الشارقة الرقمية، إلى أن إمارة الشارقة ودولة الإمارات بشكل عام، تراهن على مهارات وقدرات الشباب وتراهن على قدراتهم للمحافظة على مسيرة دولة الإمارات في التقدم وصنع المستقبل، فالشباب في الإمارات نشأ على العمل والمشاركة في النهضة التنموية للبلاد.
وقال الشيخ سعود بن سلطان القاسمي للشباب في ختام حديثه: ثقوا بأفكاركم، وادرسوها جيداً، وشاركوا في بناء وطنكم المتجدد.
الابتكار مهارة مكتسبة
وناقشت الجلسة النقاشية، بعنوان "الابتكار بین المنھجیة والتطبیق"، والتي شارك فيها كل من سعادة حنان المحمود، عضو مجلس أمناء مؤسسة ربع قرن لصناعة القادة والمبتكرين، وسعادة المهندسة أنوار محمد الشمري، المدير التنفيذي لقطاع حوكمة المعلومات الجغرافية المكانية في المركز الاتحادي للمعلومات الجغرافية، والعقيد طارق المدفع، مدير إدارة الاستراتيجية وتطوير الأداء في القيادة العامة لشرطة الشارقة، والدكتور عادل سعيد سجواني اختصاصي طب الأسرة في مستشفى فقيه الجامعي، وأدار الجلسة الإعلامي أحمد سلطان آل علي مقدم برامج في هيئة الشارقة للإذاعة والتلفزيون، ممارسات الابتكار في العمل الحكومي، وعلاقة الابتكار بتطویر العمل والأداء، والمعرفة والابتكار عند الموظفین، وربط الابتكار بمخرجات وتوجھات الدولة.
وأوضح العقيد طارق المدفع، مدير إدارة الاستراتيجية وتطوير الأداء في القيادة العامة لشرطة الشارقة، أن الابتكار أصبح جزءاً من رسالة أي مؤسسة سواء كانت حكومية أو خاصة لأن الابتكار يعمل على تطوير الأفكار المبتكرة لتحقيق المصلحة العامة، لافتاً إلى أنه ليس بالضرورة أن يبدأ الابتكار بقفزة جذرية، بل أن يبدأ تدريجياً وبشكل تراكمي لأن الابتكار يبنى على ما تم تحقيقه سابقاً، كما أنه يهدف إلى تحفيز الموظفين ورفع جودة أدائهم وإزالة المعرقلات والتحديات التي تواجههم.
كما أشار العقيد المدفع، إلى أن الإمارات شهدت قفزات كبيرة بفضل تبنيها لثقافة الابتكار والإبداع، وأنه ليس هنالك سقف للابتكار، محفزاً بذلك الأفراد على أن يجعلوا الابتكار جزء من مكونهم الأساسي لأن الابتكار نشاط يجب أن يمارس بشكل يومي، وعلى الموظف أن يفكر في أفضل السبل لتقديم الخدمات للمتعاملين من خلال التعاون والإنصات لما يريده المتعامل لتطوير الخدمات بما يحقق سعادة المتعاملين، لأن دولة الإمارات تضع سعادة مواطنيها ومقيميها ضمن أولوياتها.
وذكر العقيد طارق المدفع، أنه يجب أن يكون الموظف مبادراً، وألا يستسلم بسهولة للرفض، وأن يغرس في ذاته ثقافة التفكير الابتكاري والإبداعي.
من جهته، أكد الدكتور عادل سعيد سجواني، أنه خلال السنتين الماضيتين زادت المشاريع والأفكار الابتكارية بشكل خاص لأن جائحة كورونا فرضت شروطاً جديدة على العالم، مما جعل الابتكار ضرورة لمن يريد الاستمرار في كافة المجالات والمستويات، لافتاً إلى أن جائحة كورونا فرضت على القطاع الطبي أن يتطور، وأن يتبنى حلولاً جديدة للتسهيل على المتعاملين الحصول على الاستشارات الطبية على نتائج الفحوصات، وحجز المواعيد وغيرها.
وأضاف سجواني، أنه لابد من تربية الأجيال الجديدة على ثقافة الابتكار، حتى نصنع جيلاً جديداً يؤمن بهذه الثقافة، ويجعلها عنصراً رئيساً لتكوينه من خلال برامج قيادية ودورات تدعم هذه الأجيال، لأنه الابتكار يجعل من الفرد شخصاً مميزاً، لأنها تحثه على ترجمة خياله إلى واقع.
بدورها، أوضحت سعادة حنان المحمود عضو مجلس أمناء مؤسسة ربع قرن لصناعة القادة والمبتكرين، أن إمارة الشارقة تحرص على توحيد الجهود والموارد من خلال مختلف مؤسساتها التي توفر بيئة حاضنة لمواهب الأفراد في مختلف المراحل العمرية، واستثمار طاقات الأطفال والناشئة لتصبح المؤسسة شريك مجتمعي يواكب تطلعات حكومة إمارة الشارقة ودولة الإمارات العربية المتحدة.
وأوضحت المحمود، أن ثقافة الابتكار تبدأ من المنزل وتعمل المدارس والجامعات وبيئة العمل مستقبلاً على دعم هذه الثقافة وتطويرها، لأن الابتكار ليس موهبة يولد الشخص بها فقط، بل هي مهارة مكتسبة يستطيع الفرد أن يتعلمها في أي مرحلة من مراحل حياته.
وأشارت المحمود، إلى أن قرينة صاحب السمو حاكم الشارقة، سمو الشيخة جواهر بنت محمد القاسمي رئيسة المجلس الأعلى لشؤون الأسرة، هي من أبرز المبتكرين في إمارة الشارقة ودولة الإمارات، حيث إنها تبحث دائماً عن فرص التطوير، من خلال تبني الأبحاث العلمية، والاطلاع على كل ما يستجد في مجال الابتكار لتنشئة جيل واعي ومبتكر.
من جانبها، أكدت سعادة المهندسة أنوار محمد الشمري المدير التنفيذي لقطاع حوكمة المعلومات الجغرافية المكانية في المركز الاتحادي للمعلومات الجغرافية، أن الابتكار الوظيفي يرتكز على تطوير مهارات الموظفين وتطوير بيئة العمل بطريقة تحفز الموظف على العمل والإنتاج، للخروج بالأفكار الخلاقة والمبدعة.
وأضافت الشمري، أن مسؤولية الابتكار تقع على عاتق جميع من في المؤسسة ولكن لابد من وجود نوع من أنواع القيادة من خلال تعيين رؤساء تنفيذيين للابتكار له الصلاحية المطلقة لإدارة عملية الابتكار والتغيير، كما أن التدريب في مجال الابتكار مهم جداً، لأنه لا تزال بعض الجهات حتى الآن بحاجة للتدريب لغرس المفهوم وتقبل الأفكار الجديدة، حيث إن الابتكار يقاس بعدد الملكيات الفكرية والأبحاث العلمية، لأن البحث العلمي ركيزة أساسية للابتكار وتدعم التطوير ومخرجات الجهات.
وختمت حديثها قائلة: إن الابتكار أسلوب حياة وأنه إضافة وليس عبئاً، لأنه من المقومات الأساسية التي يبنى عليها المستقبل، ولذلك لابد من الفرد أن يخرج من منطقة الراحة ويتبنى مختلف الأفكار المبتكرة.
وتستمر فعاليات شهر الإمارات للابتكار في إمارة الشارقة حتى 18 فبراير الجاري، وتعد مشاركة إمارة الشارقة ضمن شهر الإمارات للابتكار، جزءاً من جهود الحكومة المستمرة، لرعاية ثقافة الابتكار في القطاع الحكومي، من خلال الاحتفاء بالمبتكرين المبدعين، وتسليط الضوء على إنجازاتهم التي أحدثت تغييراً إيجابياً في حياة الأفراد ومستقبلهم.