طالب الناجون من إعصار "راي" المدمر الذي ضرب الفلبين مؤخراً، بمساعدات إنسانية عاجلة، بعد أن جرفت الفيضانات منازل السكان وممتلكاتهم الخاصة والعامة، وخاصة في جزيرة بوهول، التي باتت محرومة إلى حد كبير من الكهرباء والاتصالات.
الشارقة 24 – أ ف ب:
"لم يبق لدينا شيء"، بهذه الكلمات لخصت كونسيبسيون توماندا باكية الوضع، وهي تقف بين أنقاض منزلها، بعد أيام على مرور الإعصار المدمر "راي" على جزيرة بوهول في الفلبين.
وأوضحت توماندا، منزلنا دُمر وكل شيء تهدم، في مدينتنا لوبوك على ساحل جزيرة بوهول، حيث صب الإعصار أمطاراً غزيرة، وانتزع أسطح المنازل واقتلع الأشجار وقلب مراكب صيد السمك.
وتشتهر بوهول، إحدى المقاطعات الفلبينية الأكثر تضرراً بالإعصار، بمواقع الغوص وتلالها المخروطية الغريبة الشكل، وتعيش فيها قرود من نوع الأبخصيات - رئيسيات صغيرة ذات عيون كبيرة، وأحصت السلطات فيها 98 قتيلاً و16 مفقوداً، من أصل 375 قتيلاً على الأقل في جميع أنحاء البلاد.
ودعا حاكم الجزيرة آرثر ياب، الرئيس رورديغو دوتيرتي، إلى إرسال أموال لشراء مياه ومواد غذائية للسكان المحليين.
من جهة أخرى، باتت الجزيرة محرومة إلى حد كبير من الكهرباء والاتصالات.
وأشارت جيزيل توليدو، التي جرفت الفيضانات منزلها، إلى أن تحتاج إلى الطعام وخصوصاً إلى الأرز والمياه، وأضافت لم نتمكن من إنقاذ أي شيء ولا نعرف كيف سنستأنف حياتنا الطبيعية.
كما تسبب الإعصار، الذي رافقته رياح بلغت سرعتها 195 كلم في الساعة، في إحداث دمار في جزر سيارغاو وديناغات ومينداناو، وأعلن الرئيس دوتيرتي حالة الكارثة الطبيعية في المناطق المتضررة، وأفرج عن أموال للمساعدات الطارئة، ومنح السلطات المحلية سلطة التحكم في الأسعار.
ونشر الجيش سفناً وطائرات وشاحنات، لجلب مواد غذائية ومياه نظيفة ومساعدات طبية للناجين، كما يوزع الصليب الأحمر الغذاء وتعهدت دول عديدة بتقديم مساعدات بملايين الدولارات، لكن بالنسبة للسلطات المحلية والسكان، هذه المساعدات لا تصل بالسرعة الكافية.
وتوسل عامل في مطعم عائم على نهر لوبوك دمره الإعصار، قائلاً: أرجوكم عجِّلوا بإرسال المساعدات! هذا أملنا الأخير لأنه ليس لدينا أي شيء آخر.
على طرق بوهول، تشكلت طوابير انتظار طويلة لملء بيدونات المياه، إذ توضح جوسلين أسكوديرو، التي انتقلت مع عائلتها إلى مركز لإيواء المنكوبين، بعد أن فقدت منزلها، أن المياه هي مشكلتنا الرئيسية، وتضيف أن البيدونات التي جلبتها وكالات المساعدة الإنسانية ليست كبيرة جداً، وسعتها خمسة لترات فقط، لذلك تنقصنا المياه دائما، مؤكدة أن لديها من الطعام ما يكفي ليوم واحد فقط.
وفر كثيرون من منازلهم مع اقتراب الإعصار، لكن آخرين قرروا البقاء أياً كان الثمن لرعاية ممتلكاتهم ودجاجاتهم، ووجد بعض هؤلاء أنفسهم معزولين عن العالم بسبب الفيضانات وأمضوا ثلاثة أيام من دون طعام، كما يؤكد بيدرو أكونيا مختار إحدى القرى الذي تمكن أخيراً من إحضار الطعام لهم على متن قارب.
بعد أسبوع من وقوع الإعصار، ما زال السكان يحاولون استعادة الأثاث والأمتعة الأخرى من بين أنقاض منازلهم، إذ أوضحت المسنة تيليسفورا توليدو، أنها لا تعرف كيف يمكنها أن تبدأ حياتها من جديد، لأن الكثير يحتاج إلى إصلاح، وأضافت آسفة من المؤلم جداً رؤية ما تبقى من المنزل.