الشارقة 24 - رويترز:
عاد وزير الخارجية الفرنسي من الجزائر يوم الأربعاء بعدما أجرى محادثات لتنقية الأجواء على أمل إحياء العلاقات بين البلدين إثر انهيارها في الأشهر الأخيرة، فيما أفاد دبلوماسي أن الخطوة تهدف "لطي الصفحة القديمة".
وتراجعت العلاقات بشدة بين باريس والجزائر في أكتوبر، بعد أن تساءل الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون عما إذا كانت هناك أمة جزائرية قبل الحكم الاستعماري الفرنسي، وتصريحاته بأن حكام الجزائر أعادوا كتابة التاريخ الاستعماري الفرنسي للبلاد بمرجعية نابعة من "كراهية فرنسا".
جاء ذلك بعد شهر واحد فقط من قيام باريس بإجراء تخفيض كبير في حصص التأشيرات للمواطنين القادمين من شمال إفريقيا، بما في ذلك الجزائر، في خطوة دفعت الجزائر إلى إغلاق مجالها الجوي أمام الجيش الفرنسي في مالي المجاورة، واستدعاء سفيرها لدى باريس.
وقال مصدر دبلوماسي فرنسي طلب عدم نشر اسمه للصحفيين إن زيارة وزير الخارجية جان إيف لودريان التي لم يُعلن عنها مسبقا للجزائر يوم الأربعاء، وأجرى خلالها محادثات مع الرئيس عبد المجيد تبون، كانت تهدف إلى طرح كل المواضيع على الطاولة وفتح مسار لاستئناف الحوار.
وأضاف المصدر "لا يمكن لأحد منا أن يسمح باستمرار هذا الوضع المتدهور. هناك إرادة لاستعادة علاقاتنا وحل المشاكل التي تلحق بها الضرر".
وكانت باريس اتخذت بالفعل خطوة أولى في الشهر الماضي لرأب الصدع عندما قالت مساعدة للرئيس الفرنسي إن ماكرون يأسف للجدل وسوء الفهم الذي تسببت فيه تعليقاته.
وقال المصدر الدبلوماسي إنه في حين أن الجزائر لم تلتزم بالسماح باستئناف الرحلات الجوية العسكرية الفرنسية، إلا أن نقاشاً حول هذه المسألة فُتح الآن. لكنه أضاف أن الجزائر أصبحت مستعدة للسماح بمرور رحلات الإجلاء الطبي الطارئة للقوات الفرنسية من مالي عبر مجالها الجوي.
وأوضح أنه تم أيضاً مناقشة قضية الهجرة.