جار التحميل...

mosque
partly-cloudy
°C,
بسبب عوامل التعرية وتغير المناخ والتوسع العشوائي

المخابئ المشيدة بزمن الشيوعية في ألبانيا تخسر معركتها أمام البحر

06 ديسمبر 2021 / 6:55 PM
تعرضت المخابئ المحصنة، التي بناها النظام الديكتاتوري الشيوعي السابق على السواحل الألبانية، بهدف صد هجمات بالقنابل الذرية لم تشهدها البلاد في يوم من الأيام، للتآكل بسبب عوامل التعرية، وتغير المناخ، والتوسع الحضري العشوائي.
الشارقة 24 – أ ف ب:

بنى النظام الديكتاتوري الشيوعي السابق على السواحل الألبانية، مخابئ محصنة، بهدف صد هجمات بالقنابل الذرية لم تشهدها البلاد يوماً، لكن هذه الشواهد على الحرب الباردة، تتآكل بسبب عوامل التعرية.

ووفقاً للعلماء، تضم الدولة الصغيرة في منطقة البلقان، إحدى أكثر الشواطئ تضرراً من عوامل التعرية في أوروبا، بسبب تغير المناخ والتوسع الحضري العشوائي.

فعلى شواطئ سيمان في وسط ألبانيا، غمرت المياه المخابئ المشيدة في عهد الديكتاتور الراحل أنور خوجة، الذي كان على خصومة مع الغرب والاتحاد السوفياتي السابق ويوغوسلافيا السابقة والصين، وكان يتهيأ لهجمات من كل حدب وصوب.

الأمر عينه حل بمركز الشرطة والملاعب الرياضية وبئر النفط، فعلى الشواطئ، تشهد جذوع أشجار مقطوعة وأسقف منهارة على العجز، في مواجهة تقدم البحر الذي لا يرحم.

وأوضح إيلير زاني "80 عاماً"، أن المخابئ كان من المفترض أن تصمد أمام أي شيء، لكنها فشلت في معركتها الوحيدة ضد البحر.

وبحسب السكان المحليين، تقدم البحر الأدرياتيكي مسافة 800 متر هنا في ثلاثة عقود، إذ يخشى إزمير ميرنيكا "47 عاماً"، اختفاء حانته الصغيرة التي يعيل من خلالها عائلته، ويدل إلى برج مياه قديم مغمور جزئيا، قائلاً نحن قلقون، البحر يبتلع كل شيء، أنظر إلى هذا البرج الذي كانت تقف أمامه السيارات ذات يوم.

وفي 2009، سحبت السلطات 7 مخابئ مغمورة على الشاطئ بدبابات  T-59، بعد وفاة مصطافين جراء موجات عاتية أحدثها التيار حول الهياكل، إذ يوضح إزمير بأسف، أن البحر ابتلعها مجدداً.

وأظهرت تقارير خبراء تغير المناخ في برنامج الأمم المتحدة الإنمائي، أن أكثر من ثلث الساحل البالغ طوله 427 كيلومتراً، يتأثر بالتعرية بمعدل مترين في السنة.

ويؤكد الاختصاص البيئي عبد الله ديكو، أن لكل هكتار يذهب ما يقرب من 27 طناً من التربة إلى البحر كل عام، ما يوازي 11 ضعفاً عن المعدل في الدول الأوروبية.

وفي كيريت، إلى الشمال، لا يزال فلاش موشي، البالغ 64 عاماً، يحتفظ بمخبئه الذي كان يضم في السابق مدافع مضادة للطائرات، وحوّله إلى مقهى يجذب السياح الأجانب التواقين لمعرفة المزيد عن عهد خوجة المصاب بجنون العظمة الذي كان لديه أكثر من 170 ألف مخبأ، والكثير من الأنفاق المضادة للهجمات بالقنبلة الذرية تحت الأرض.

لكن موشي لا يخفي قلقه حالياً، فقد غمرت المياه المخبأ المجاور، وهو هيكل أخضر شاحب يشبه طبقاً طائراً، وصرح نخشى أن تبتلعنا الأمواج يوما ما، أنه أمر رهيب.

وفي محاولة للصمود، أقام أصحاب الفيلات والفنادق في كيريت، أرصفة صخرية عمودية على البحر بشكل غير قانوني، لكن هذه المنشآت تغير اتجاه التيارات وتزيد الوضع سوءاً، بحسب الخبراء.

وحذرت المختصة في برنامج الأمم المتحدة الإنمائي ميريلا كامبيري، من أن هذه الحلول الفردية، تفاقم المشكلة، وتضر بالتنوع البيولوجي، والنظم البيئية البحرية.

ويبدو أن كل الظروف تتضافر لتسهيل الغزو البحري، فهناك التغير المناخي مع زيادة ظواهر الطقس المتطرفة، وارتفاع درجات الحرارة، ومستوى سطح البحر، ويتوقع الخبراء في ألبانيا، ارتفاع منسوب المياه من 40 إلى 105 سنتيمترات بحلول عام 2100 مقارنة بالسنوات 1986-2005.

وهناك أيضاً، إزالة الغابات واستخراج الرمال من الأنهار، فضلاً عن التوسع العمراني العشوائي على الساحل، فعلى جبل شوبال قرب تيرانا، من السهل رؤية الأضرار الناجمة عن التعرية وتدهور الأراضي ومياه الأنهار التي تنتهي في بحيرة بوفيلا.

وأوضح عبد الله ديكو، أن هذه البحيرة التي تزود العاصمة بمياه الشرب، تعتبر بالفعل بقعة ساخنة للتعرية.

وللتغلب على ذلك، حظرت السلطات عام 2016 استغلال موارد الغابات، واعتمدت التزامات مؤتمرات الأمم المتحدة بشأن المناخ في باريس ثم في غلاسكو.

كما عززت تيرانا أخيراً تشريعاتها، وحذر وزير الداخلية بلندي كوتشي، من أن القانون الجنائي سيعامل الجريمة البيئية، على أنها جريمة ضد الحياة أو الممتلكات أو عمل عصابة منظمة.
December 06, 2021 / 6:55 PM

مواضيع ذات صلة

أخبار ذات صلة

Rotate For an optimal experience, please
rotate your device to portrait mode.