الشارقة 24- أ.ف.ب:
يحاول علماء الآثار في النرويج الكشف عن خبايا سفينة كانت تقوم مقام قبر في حقبة الفايكينغ، قبل أن يقضي عليها فطر مجهري.
أسئلة كثيرة تثيرها هذه السفينة الممتدّة على عشرين كيلومتراً والتي بالكاد تفرّقها العين المجرّدة عن الخثّ الذي يغطّيها، ويسعون لمعرفة من دُفن هنا؟ ووفقا لأيّ طقوس؟ وماذا تبقّى من الأضاحي؟ وماذا سيتكشّف لنا عن الجماعة التي كانت تعيش في الموقع؟
وهي مهمّة جدّ شيّقة للعلماء الذين لم تتسنّ لهم دراسة سفينة تعود للفايكينغ منذ أكثر من قرن، ويعود آخر اكتشاف من هذا النوع إلى العام 1904 عندما نبشت سفينة أوزبرغ، وذلك في الجهة المقابلة من الوادي الخلالي.
وتقول كاميلا سيسيلي وين من متحف التاريخ الثقافي في جامعة أوسلو التي تتولّى الإشراف على عمليات التنقيب: "قليلة هي السفن الأضرحة التي تمّ العثور عليها. وأنا جدّ محظوظة، فهذه الفرصة لم تتسنّ للكثير من علماء الآثار في مسيرتهم".
وقد اكتشفت ملامح هذه السفينة المطمورة في الأرض سنة 2018 بواسطة رادار جيولوجي لخبراء تنبّهوا إلى جثوة قريبة، وكشفت العيّنات الأولى أن التآكل بات في مرحلة متقدّمة، فأطلقت أعمال التنقيب على وجه السرعة.
فايكينغ وجيه
ولم يتسنّ للعلماء حتّى الساعة سوى استعادة جزء من عارضة السفينة بحالة مقبولة، وكشف تحليلها أن السفينة نقلت إلى اليابسة ووضعت في حفرة وطمرت بالتراب لتشكّل المثوى الأخير بحدود العام 800.
وتشير وين إلى أن دفن الميت في سفينة يعني أنّه كان من وجهاء قومه.
فهل هو ملك، أم ملكة، أم أحد النبلاء؟ قد تأتي الإجابة من العظام والقطع الموجودة في السفينة، مثل الأسلحة والمجوهرات والأواني والأدوات التي شاع وضعها في القبور في حقبة الفايكينغ، من منتصف القرن الثامن إلى منتصف القرن الحادي عشر.
غير أن عوامل كثيرة أدّت إلى التعجيل في تدهور السفينة، مخفّضة حظوظ العثور على ذخائر.
ففي نهاية القرن التاسع عشر، أزيلت الجثوة لإفساح المجال للزراعة، ما أدّى إلى تدمير الجزء العلوي من السفينة وإلحاق ضرر بما يعتقد أنه كان غرفة جنائزية.
ومن المحتمل أيضاً أن يكون وجهاء آخرون زاروا هذا الضريح، محاولين من خلال تخريبه الإثراء وبسط سيطرتهم.
عظام حيوانات
ولا تزال مغانم علماء الآثار بسيطة حتّى الساعة، وهي تقتصر على عدد من البراشيم المعدنية التي كانت تستخدم لتثبيت الأطراف وبعض العظام.
وتقول كارينيه فوريه أندرياسن وهي تدرس شكلاً عظمياً برتقالي اللون إن "هذه العظام كبيرة جدّا لتكون لبشر... وهي على الأرجح تابعة لحصان أو لبقرة".
وهي تكشف أن هذا الحيوان دليل على الجاه، فالمرء كان جدّ مقتدر ليقدّم هذا النوع من الأضاحي في قبره.