الشارقة 24:
أعلنت هيئة الشارقة للآثار والمتمثَلة في بعثة التنقيب الأثرية المحلية عن اكتشاف قطعة أثرية جديدة في منطقة مليحة التابعة لإمارة الشارقة، عبارة عن تمثال مصنوع من البرونز يمثل مخلوق أسطوري له جناح نسر كبير، ورأس أسد، ورِجل طائر ضخم ذو مخالب قوية، حيث يعود التمثال لزمن الإمبراطورية الرومانية في القرن الأول الميلادي.
وأعرب سعادة الدكتور صباح عبود جاسم، مدير عام هيئة الشارقة للآثار، عن شكره وتقديره للدعم الكبير والمستمر الذي يقدمه صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، حيث يُعتبر دعم سموه ركيزة أساسية في عملية التنقيب والاستكشاف واستخراج الكنوز الأثرية، وتحقيق الإنجازات التاريخية المتعددة التي تفخر بها الإمارة، كما تُبرز هذه المكتشفات التاريخية، الأنشطة الهامة التي تقوم بها الهيئة، وتعزز من مكانة الشارقة في الخارطة الأثرية العالمية للمواقع التي لعبت دوراً في تاريخ الحضارة البشرية.
وأكد سعادته أن وجود هذا التمثال في منطقة مليحة بالشارقة يدل على قيام تجارة كبيرة بين منطقة مليحة والإمبراطوريات القديمة سابقاً، مشيراً إلى أن شكل هذا المخلوق الأسطوري تم تصويره في العديد من الأعمال الفنية الرومانية التي اُستخدمت في فن العمارة والزخارف والألواح الجدارية والأثاث والمجوهرات، وتعتبر المخلوقات الأسطورية جزء من العقائد الدينية والعبادات في العصور الإغريقية منذ القرن الخامس ق.م، وينظر إليها بمثابة الوسطاء بين الآلهة والناس.
وأوضح الدكتور صَباح إلى أن القطعة الأثرية عبارة عن جزء من مبخرة تحمل 3 تماثيل متشابهة في الشكل وموزعة بشكل دائري متناسق ويعلوها وعاء كبير وفاخر يُستخدم لحرق البخور، وهذه إحدى الزخارف التجميلية التي كانت تستخدم آنذاك، وذكر سعادته بأن منطقة مليحة بشكل خاص دائماً ما تتحفنا بكنوزها النفيسة، نظراً لكثرة الاكتشافات والقطع الأثرية التي لها أهمية أثرية وتاريخية، ولا تزال هناك أسرار كبيرة تكتنزها المنطقة التي نشأت وازدهرت في القرون الثلاثة الأخيرة قبل الميلاد وفي القرن الثالث الميلادي ثم بادت واختفت تحت الرمال.