أعرب الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، عن قلقه من إشارات خطيرة جداً، ترسلها روسيا إلى أوكرانيا، متهماً موسكو بنشر قوات جديدة على الحدود، مع التعبير في الوقت نفسه عن الاستعداد الكامل، لتصعيد عسكري محتمل مع موسكو.
الشارقة 24 – أ ف ب:
عبر الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، اليوم الجمعة، عن قلقه من إشارات خطيرة جداً، ترسلها روسيا إلى أوكرانيا، متهماً موسكو بنشر قوات جديدة على الحدود، مع التعبير في الوقت نفسه عن الاستعداد الكامل، لتصعيد عسكري محتمل مع موسكو.
والتوتر في أعلى مستوياته منذ أسابيع بين الطرفين المتنازعين أساساً، منذ ضم روسيا شبه جزيرة القرم في 2014، وصراع دموي بين كييف والانفصاليين الموالين لروسيا في شرق أوكرانيا.
وفي الأسابيع الماضية، عبرت الولايات المتحدة وحلف الاطلسي والاتحاد الأوروبي باستمرار، عن قلق إزاء تحركات قوات روسية على الحدود الأوكرانية، وعبرت كييف عن خشيتها من اجتياح محتمل.
وخلال مؤتمر صحافي طويل الجمعة، ندد زيلينسكي بخطاب خطير جداً من جانب روسيا، معتبراً أن هذه إشارة إلى أن التصعيد ممكن.
واعتبر الرئيس الأوكراني، أن روسيا تبحث عن ذريعة لتدخل عسكري في أوكرانيا، مشيراً على سبيل المثال للانتقادات التي عبرت عنها موسكو حول نشر جنود حلف شمال الاطلسي في أوكرانيا، واتهامات الكرملين بأن كييف تقوض عملية السلام مع الانفصاليين.
وأضاف زيلينسكي، هناك اليوم تهويل من أن الحرب ستبدأ غدًا، وتابع نحن مستعدّون كلياً لكلّ تصعيد.
وأوضح الرئيس الأوكراني، علينا الاعتماد على أنفسنا، على جيشنا، أنه قوي، مديناً أعمال ترهيب توحي بأن الحرب وشيكة، فيما أعلنت قواته عن مقتل جندي على خط الجبهة مع الانفصاليين في الشرق الجمعة.
من جهتهم، كثف حلفاء كييف تصريحات الدعم، إذ حذر الأمين العام لحلف شمال الأطلسي روسيا، من التداعيات والثمن الذي ستدفعه إذا لجأت للقوة ضد أوكرانيا، بعد نشرها قوات مستعدة للقتال على حدود هذا البلد.
من جهتها، أعلنت مساعدة وزير الخارجية الأميركي كارين دونفرايد، أن الولايات المتحدة تراقب عن كثب الوضع، وستتشاور مع شركائها حول طريقة وقف تحرك محتمل روسي.
وعبر رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون، ونظيره البولندي ماتيوش مورافيتسكي في لندن، عن الدعم الثابت لأوكرانيا، بحسب بيان صادر عن داونينغ ستريت.
وأعلن رئيس الاستخبارات العسكرية الأوكرانية كيريلو بودانوف، أن روسيا حشدت نحو 92 ألف جندي عند الحدود الأوكرانية، وتوقع هجوماً في أواخر يناير أو مطلع فبراير المقبلين.
وقد يتخلّل الهجوم المتوقّع، وفق بودانوف، ضربات جوية وقصف مدفعي، تليها هجمات جوية وبرمائية، لا سيّما على ماريوبول، بالإضافة إلى توغّل أصغر في الشمال عبر بيلاروسا المجاورة.
وتنفي موسكو من جهتها أي خطة في هذا الصدد، وتتهم بدورها كييف وحلف شمال الأطلسي والغربيين، بتأجيج التوتر عبر القيام بمناورات عسكرية قرب الحدود الروسية.
من جانب آخر، أكد زيلينسكي الجمعة، أنه تلقى معلومات عن مخطط "انقلاب" مرتقب في مطلع ديسمبر، يشمل بعض الأشخاص في روسيا، وأحد رجال الأعمال النافذين الأوكراني رينات أخميتوف الذي سرعان ما نفى ذلك.
لكن زيلينسكي، أعلن أنه لا يصدق احتمال هذا الانقلاب، من جهته أوضح الناطق باسم الكرملين ديمتري بيسكوف، رداً على هذا الأمر، أن روسيا لا تقوم بمثل هذه الأمور.
واعتبر الرئيس الأوكراني، أن الوضع ليس أسوأ مما كان عليه في الربيع، وعدد العسكريين الروس أقل.
وتبدو القوات الأوكرانية حالياً، أكثر ثقة وقوة وخبرة في القتال، لا سيما بفضل مساعدة حلفائها الغربيين.
وتسلمت أوكرانيا خصوصاً من الولايات المتحدة، ذخائر وسفناً حربية وصواريخ مضادة للدبابات أميركية ومواد طبية، واستخدمت أيضاً في الآونة الأخيرة طائرة مسيرة من صنع تركي ضد الانفصاليين في الشرق.