نظم معرض الشارقة الدولي للكتاب، جلسة حوارية، استضافت كلاً من الكاتب والروائي التونسي الحبيب السالمي، والكاتبة الإسبانية روسيو بونيلا، والكاتب السوري خليل صويلح، حملت عنوان "مخاطبات ذهنية".
الشارقة 24:
استضاف معرض الشارقة الدولي للكتاب، الذي اختتم فعاليات دورته الـ 40، يوم السبت، كلاً من الكاتب والروائي التونسي الحبيب السالمي، والكاتبة الإسبانية روسيو بونيلا، والكاتب السوري خليل صويلح، حملت عنوان "مخاطبات ذهنية"، أدارتها الكاتبة والإعلامية إيمان اليوسف.
وفي رده على سؤال: هل الأدب يخاطب العقل، أجاب الحبيب السالمي: عرفت الرواية في العقود الأخيرة تطوراً مذهلاً، وهذا التطور ليس ناتجاً عن احتكاك الرواية العربية بآداب الغرب الذي تحتل فيه الرواية مكانة مرموقة، فحسب، وإنما هو تطور الوعي العربي وبنيته الذهنية والعقلية؛ وأضاف الرواية قادرة على مخاطبة العقل البشري أكثر من الأنواع الكتابية الأخرى، لأنها ليست مجرد حكاية، وإنما تتضمن فكرة ورؤية للعالم، تحفز العقل على التفكير والتحليل.
وحول ترجمة الآداب إلى اللغات الأخرى، أوضح الحبيب السالمي، أن الترجمة هي جسر لنقل الفكر والأدب من لغة إلى أخرى، أما اختلاف التفكير فإنه أمر طبيعي، ولا تأثير لتلك الاختلافات في الآثار الإيجابية للترجمة، إذ أن الاختلاف والاطلاع على الفكر المخالف والثقافات المختلفة أمر إيجابي وصحي، يصب في المصلحة الإنسانية.
قراءة الصور
بدورها، شرحت روسيو يونيلا فكرتها الإبداعية في مخاطبة العقل البشري، والتي تجلت في تأليف قصص مصورة، وأوضحت من خلال الصورة يمكن أن تبعث القصة بأسئلة تخاطب عقل القارئ، بحيث يطرح السؤال على الشخصية المصورة، ويجيب هو عنها حسب منظوره حول الشخصية، ثم يجيب هو عن السؤال ذاته من وجهة نظره الخاصة، وبذلك تنمي القصة في القارئ قدرته العقلية من خلال الترفيه والتسلية، وتسهم في تفعيل التفكير الحيادي والموضوعي لديه.
وأكدت روسيو، أن الصورة في كثير من الأحيان أثرٌ أكثر من الكلام، وتعمل على تحفيز العقل وإرسال رسائل إلى العقل الباطن للإنسان، مشيرةً إلى ضرورة الاهتمام بقراءة الصور، كما يتم الاهتمام بالنصوص أو أكثر.
تطوير الخطاب الأدبي
وفي حديثه عن تأثير الأدب في خطاب العقل، أوضح خليل صويلح، أن الواقع أفرز عدداً من التغييرات في النسيج الاجتماعي العام، وخاصة في عالمنا العربي، حتى وصلت الخيالات التي أفرزتها الرواية إلى حقائق نقرؤها في الصحف ونشاهدها عبر كاميرات المراقبة، ووسائل التواصل الاجتماعي مثقلة بالمآسي التي كان الناس يتداولونها كأحلام للأدباء جادت بها مخيلتهم.
من هنا رأى صويلح، أن هذا الواقع يحتم علينا أن ننظر بعين أخرى إلى الحياة الإبداعية التي نعيشها، وأن ينتقل الخطاب الروائي والأدبي إلى مرحلة تتناسب مع الواقع الذي نعيش فيه، من انفجار معلوماتي وتقني أولاً، وتغير في النسيج الاجتماعي والتفكير ثانياً.