نظم معرض الشارقة الدولي للكتاب الـ40، جلسة حوارية، بعنوان "ضرورة أدب الأطفال"، أجمعت فيها كل من الناشرة الإماراتية الدكتورة فاطمة البريكي، والكاتبة سوادي مارتن من ساحل العاج، على أن الأطفال مؤهلون أكثر من غيرهم لتقييم الكتب الموجهة لشريحتهم.
الشارقة 24:
أجمعت كل من الناشرة الإماراتية الدكتورة فاطمة البريكي، والكاتبة سوادي مارتن من ساحل العاج، على أن الأطفال مؤهلون أكثر من غيرهم لتقييم الكتب الموجهة لشريحتهم، وأن المعايير التي ينبغي أن تتوفر في كتاب الطفل ينبغي أن تراعي التنوع والمتعة والفائدة، وعدم الاقتصار على الجانب التعليمي القسري الذي ينفر الأطفال من القراءة أو يجعلها مهمة شاقة في نظرهم.
جاء ذلك، خلال جلسة حوارية، أقيمت مساء الخميس، ضمن فعاليات الدورة الـ40 لمعرض الشارقة الدولي للكتاب، بعنوان "ضرورة أدب الأطفال"، أدارتها الدكتورة ليلى توفيق، وتناولت عدداً من الأفكار حول مساوئ السرد الأحادي الذي يقدمه التلفزيون للأطفال، واستعرضت أهمية حث الأطفال على قراءة الكتب لإغناء مخيلاتهم بروافد مختلفة.
وأشارت فاطمة البريكي صاحبة دار سما لكتب الأطفال، إلى أنها تركت التدريس في الجامعة عندما رأت أنها يمكن أن تقوم بعمل تأسيسي من خلال كتابة ونشر كتب الأطفال، ورأت أن كتب الأطفال تقدم إلى جانب القيم والمعلومات وتشكيل وعي الأطفال، جانب المتعة وتعرّف الصغار على ألوان من ثقافات وفنون الشعوب المختلفة.
وحول تنمية عادة القراءة لدى الأطفال، أرجعت البريكي تفاوت الميل نحو القراءة إلى التنشئة الأسرية، ونصحت الأهل باختيار الكتب التي تناسب أطفالهم، ولفتت إلى أهمية أن تتناول كتب الأطفال الجديدة موضوعات لم تكن مطروقة من قبل، مثل التنمر والتحرش والتمكين المالي، نتيجة لانفتاح الوعي العام للمجتمع.
وأضافت فاطمة البريكي، أن ترجمة كتب الأطفال تظل خياراً، لكنها بحاجة إلى انتقاء دقيق يركز على الاختلاف الثقافي والاجتماعي، وتحدثت من واقع تجربتها كناشرة عن المراحل التي مرت بها عملية اختيارها ثلاثة أعمال لترجمتها وإصدارها باللغة العربية، وتابعت أنها تراهن أكثر على أدب الأطفال المكتوب مباشرة بالعربية، لحرصها على تعميق اللغة في وجدان الأطفال.
من جهتها، تحدثت سوادي مارتن حول أثر التغيرات التي طالت المجتمعات الحديثة على العلاقة بين الأطفال وأهاليهم، بسبب ساعات العمل الطويلة التي تبعد الأهل عن الأطفال، لافتة إلى أن نمط الحياة هذا أدى إلى حرمان أطفال اليوم من تشارك الحكمة واكتسابها من العائلة، وذلك يجعل من أدب الأطفال في هذا العصر ضرورة أكثر مما مضى.
وعن المعيار الذي يمكن اختبار كتب الأطفال من خلاله، أكدت مارتن، أن الناقد الأساسي لكتاب الطفل هو الطفل نفسه، وأن حب الأطفال للكتاب واستمتاعهم به هو المعيار المطلوب إن لم يكن الوحيد -من وجهة نظرها- مع مراعاة اختلاف توجهات الأطفال وحاجتهم إلى أنواع متنوعة من القصص والحكايات، بحيث يعطى للطفل الخيار والبدائل من الكتب.
وختمت سوادي مارتن مشاركتها في الجلسة، بالإشارة إلى ترجمة بعض أعمالها المكتوبة للأطفال إلى اللغة العربية، واعتبرت أن كل شيء يبدأ بالنسبة للأطفال من المنزل، بينما تتجه الحياة المعاصرة بشكل سريع نحو ثقافة الاستهلاك، ما يستدعي الانتباه إلى مصادر تثقيف وبناء شخصيات الأطفال.