الشارقة 24:
كيف يصنع الكاتب فكرته الإبداعية؟ وكيف يطور هذه الفكرة ويضمن نجاحها؟ ثم كيف يمكنه أن يصل إلى التنوع والتميز في صناعة الأفكار، وما هي المحفزات والاستعدادات المطلوبة لبلوغ هذا الهدف، وما هي التحديات التي تواجهه؟
هذه الأسئلة كانت جوهر جلسة حوارية عُقدت ضمن فعاليات البرنامج الثقافي للدورة الأربعين من معرض الشارقة الدولي للكتاب 2021، تحت عنوان "صناعة الأفكار"، بمشاركة كل من الكاتبة الإماراتية الدكتورة فاطمة المعمري، والكاتب والمؤرخ البريطاني ديفيد تشارلوود، وأدارتها الكاتبة ولاء الشحي.
واستهلت الكاتبة المعمري الجلسة بتوصيفها للفكرة الإبداعية على أنها الفكرة غير المألوفة لدى القارئ والتي تستطيع أن تجذبه وتثير اهتمامه، وأوضحت أن الكاتب لا يعرف في بداية الأمر أن فكرته إبداعية لأنها تأتي من خلال مجموعة من الأفكار التي تتطور في ذهنه وعندما يكتبها قد يكتشف أنها فكرة إبداعية.
وقال المعمري: "حتى تتطور الأفكار لدى الكاتب يجب أن يبنيها على أسس متينة ومنها، أن يكون المنتج الإبداعي قائماً على تجربة عاشها الكاتب بنفسه، وأن يتم تطوير هذا المنتج بناء على ما يتوقعه بعد سنوات حول الموضوع الذي يتناوله وما هي تبعاته، ثم يقوم بوضع الخطوط العامة لهذا المنتج للبدء بالكتابة".
وحتى يحقق الكاتب التأثير بالقراء، أكدت المعمري أهمية التركيز على جوهر المجتمع من خلال ملاءمة أفكاره لبيئته وقيم مجتمعه وعاداته، ولفتت إلى أن الكاتب يصل إلى التميّز في صناعة الفكرة من خلال ربط وتحليل الأفكار التي تدور في ذهنه بحيث يقوده كل موقف إلى فكرة جديدة، وهكذا يخرج بشيء مختلف يحظى باهتمام القارئ.
بدوره، قال الكاتب والمؤرخ البريطاني تشارلوود، رداً على سؤال فيما إذا كان الكاتب يستطيع الإبداع في كتابة القصص التاريخية: "الكتابة عن التاريخ بالنسبة لي كأنني أروي قصة عن شخص ما بطريقة مثيرة للاهتمام، فالفكرة تكون انعكاس لواقع تعرفه وعاصرته أو لواقع يعود إلى زمن لم تعاصره، وفي النهاية فإنه أثناء كتابة التاريخ يأخذ الكاتب عن الآخرين ويجعلها قصة جاذبة للقراءة".
وأضاف تشارلوود: "الوصول إلى فكرة إبداعيّة قد يكون مهمة صعبة للغاية، وقد يكون مهمة بمنتهى السهولة، والقضية الأساسية هي كيفية ربط الأفكار لصياغة فكرة متكاملة تصل إلى القارئ وتؤثر فيه، لكن قبل ذلك من الأهمية بمكان التدقيق في مزايا الفكرة وعيوبها وفيما إذا كانت ستقدم للقارئ قيمة مضافة".
وحول التحديات التي توجهه في الوصول إلى الفكرة خلال الكتابة عن التاريخ قال شارلوود: "أهم تحد في كتابة الحبكة التاريخية أن الكاتب يتناول حدثاً وقع خلال فترات زمنية متنوعة، وهنا يتوجب على الكاتب البحث في آلاف الوثائق وقراءة الكثير من المصادر التي يتشكل منها التاريخ، ليحبك قصته ويقدمها بطريق مثيرة، مع أهمية مراعاة الدقة في توثيق الحقائق".