دشنت هيئة الشارقة للمتاحف، أمس الأربعاء، معرض "دير المدينة، قرية فناني الفراعنة"، الأول من نوعه في المنطقة، والذي ينظمه متحف الشارقة للآثار التابع للهيئة، حتى تاريخ 31 أغسطس 2022، مستهدفاً بشكل رئيسي الأطفال وطلبة المدارس والعائلات.
الشارقة 24:
افتتحت هيئة الشارقة للمتاحف، أمس الأربعاء، معرض "دير المدينة، قرية فناني الفراعنة"، الأول من نوعه في المنطقة، والذي ينظمه متحف الشارقة للآثار التابع للهيئة، حتى تاريخ 31 أغسطس 2022، مستهدفاً بشكل رئيسي الأطفال وطلبة المدارس والعائلات.
وشهد افتتاح المعرض، الذي ينظم بالتعاون مع المتحف المصري بتورين الإيطالية، حضور كل من سعادة منال عطايا مدير عام هيئة الشارقة للمتاحف، والدكتور زكي أصلان مدير المكتب الإقليمي لمنظمة إيكروم في إمارة الشارقة.
ويكشف المعرض، الذي يشكل الثمرة الأولى لمذكرة تعاون بين هيئة الشارقة للمتاحف، والمتحف المصري بتورين الإيطالية، عن تاريخ قرية "دير المدينة"، التي كانت مسكناً لنحو 800 من العمال والبنائين والفنانين، الذين عملوا في المدافن الملكية في أحد الأودية قرب وادي الملوك، الشهير بجبال طيبة بمصر عام 1500 قبل الميلاد.
ويستعرض الحدث، الذي يستهدف الأطفال من عمر 4 سنوات فما فوق، تفاصيل اكتشاف القرية، التي هجرها أهلها لتبقى منسيةً قرابة 3000 عام، حتى تم اكتشافها تحت كثبان رملية ضخمة من قبل الإيطالي إرنستو شياباريللي.
وعلى الرغم من خلو معرض "دير المدينة، قرية فناني الفراعنة" من القطع الأثرية التي تم الكشف عنها في القرية، والتي تُعرض في المتحف المصري في تورينو، إلا أنه سيتمكن من إرسال الزوار الأطفال وذويهم في رحلة عبر الزمن، ضمن بيئة تفاعلية تسرد لهم قصة دير المدينة، وتفاصيل حياة المصريين القدماء، بما فيها الأزياء واللغة الهيروغليفية، كما يسلط الضوء على علم الآثار وبعثات التنقيب التي أدت إلى اكتشاف القرية البالغ عمرها نحو 3400 عام.
وسيتمكن الأطفال، عبر مجموعة من الأنشطة التفاعلية المستوحاة من المكتشفات في دير المدينة، من إعادة تركيب نسخ مقلدة لبعض القطع الأثرية التي اكتشفت في القرية، وكتابة بعض النصوص الهيروغليفية باستخدام الشاشات التي تعمل باللمس في ركن الكتابة المصرية القديمة، للاطلاع على رموزها الرئيسية، وورق البردي المستخدم في كتابتها، ثم التحول الى فراعنة من خلال المرآة السحرية، قبل أن تتاح لهم الفرصة أن يصبحوا علماء آثار يعملون في نموذج للتنقيب يحاكي موقعاً أثرياً في قرية دير المدينة.
وأوضحت سعادة منال عطايا مدير عام هيئة الشارقة للمتاحف، نحن فخورون بتنظيم هذا المعرض الأول من نوعه، لمساعدة جمهورنا من الصغار على استكشاف الحضارة المصرية القديمة الغنية، والتعرف على علم الآثار.
وأضافت عطايا، ندرك أن علم الآثار ليس موضوعاً يسهل على الصغار الوصول لمعلوماته بيسر، لذلك ومن خلال إعادة التفكير في كيفية إشراك الأطفال، أنشأنا هذه البيئة التفاعلية الغامرة، لمساعدتهم على تقدير التجربة وفهمها بشكل أفضل.
من جانبه، أشاد كريستيان غريكو مدير المتحف المصري في إيطاليا، بالتعاون مع هيئة الشارقة للمتاحف، ممثلة بمتحف الشارقة للآثار، لافتاً إلى أن المعرض يتيح للأطفال وعائلاتهم، الاطلاع على التاريخ المصري القديم، وأبرز الأزياء المصرية القديمة بالإضافة إلى التعرف على أدوات عالم الآثار.
وأضاف أن التطورات التي أحدثتها الثورة الرقمية، منح المتاحف حول العالم فرصة تطوير أدوات الاتصال مع الجمهور، وقدمت لها أساليب وأدوات جديدة من أدوات القياس التصوير والرقمنة ثلاثية الأبعاد، مما أثرى واقع المتاحف ووثق لعمليات التنقيب، كما أسهم في إعادة بناء العديد من الآثار التي تضررت بفعل العوامل الطبيعية، فضلاً عن إنشاء بيئات عمل افتراضية تتيح للعلماء من مختلف أنحاء العالم مقارنة بياناتهم والاستفادة من تجارب بعضهم البعض.
هذا وتنظم الهيئة، في 13 ديسمبر المقبل، ندوة افتراضية على هامش المعرض بعنوان "دير المدينة: قصص مُكتشفة"، من الساعة الـ11:00 صباحاً حتى الساعة الـ2:00 مساءً، تستضيف خلالها ثلاثة خبراء من إيطاليا ودولة الإمارات العربية المتحدة ومصر، للحديث عن التجربة الأثرية في دير المدينة، وأهمية حماية التراث الثقافي، ودور علم المصريات في المتاحف والتعليم اليوم.
ويشارك في الندوة، كل من د. سيدريك جوبيل، وأليسيا فاسوني، أمينا المتحف المصري في تورينو، ود. إكرام جابريل، دكتوراه في الآثار المصرية، كلية لندن الجامعية، معهد الآثار، ود. زكي أصلان، مدير المكتب الإقليمي لمنظمة إيكروم في إمارة الشارقة، ويدير الجلسة د. منصور بريك، اختصاصي آثار رئيسي، التراث العمراني والآثار في بلدية دبي.
وأشارت الهيئة، إلى إطلاقها لموقع إلكتروني خاص يقدم معلومات حول المعرض والأنشطة المصاحبة له طوال مدة الحدث، الذي سيتوافر كذلك على الفضاء الافتراضي بعد افتتاحه، كما يأتي المعرض كجزء من سلسلة من الفعاليات التي تطلقها هيئة الشارقة للمتاحف على مدار العام بهدف تعزيز الثقافة المتحفية لدى الأطفال، ودعم مسيرتهم التعليمية وحب الاستكشاف لديهم، من خلال أنشطة مصممة خصيصًا لتلبية احتياجاتهم.