تحت رعاية صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، انطلقت أمس الثلاثاء، بالمركز الثقافي الملكي في العاصمة الأردنية عمان، فعاليات الدورة السادسة لمهرجان المفرق للشعر العربي، بحضور وفد من دائرة الثقافة في الشارقة برئاسة سعادة عبد الله بن محمد العويس رئيس الدائرة.
الشارقة 24:
برعاية كريمة من صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، انطلقت أمس الثلاثاء، بالمركز الثقافي الملكي في العاصمة الأردنية عمان، فعاليات الدورة السادسة لمهرجان المفرق للشعر العربي، وذلك بحضور وفد من دائرة الثقافة في الشارقة برئاسة سعادة عبد الله بن محمد العويس رئيس الدائرة، ومحمد إبراهيم القصير مدير إدارة الشؤون الثقافية في الدائرة، ومحمد البريكي مدير بيت الشعر في الشارقة.
وحضر الافتتاح أيضاً، سعادة أحمد علي البلوشي سفير دولة الإمارات في الأردن، وهزاع البراري أمين عام وزارة الثقافة الأردنية، وفيصل السرحان مدير بيت الشعر بالمفرق، وجمهور كبير من عشاق الشعر في الأردن.
بدأ الاحتفال، بافتتاح معرض الخط العربي لمجموعة من الخطاطين الأردنيين، وجولة في معرض منشورات وإصدارات دائرة الثقافة في الشارقة.
ورحب هزاع البراري، في كلمة باسم وزارة الثقافة الأردنية، بالضيوف الكرام، وأكد أن الوزارة تعطي أهمية بالغة لمبادرات الشارقة، والتي تكللت بمذكرة تفاهم بين الحكومتين الشقيقتين، وهي الباكورة المؤسسة للأنشطة التي تأتي من قبل الشارقة، كما قدم البراري الشكر لحكومة الشارقة، ممثلة بصاحب السمو حاكم الشارقة، على مبادرات سموه، في بناء مشاريع ثقافية كبرى في الإمارة، وفي البلدان العربية، مما يعزز التعاون والنهوض بالثقافة في مختلف مجالاتها، وأكد أن الثقافة هي السفير الحقيقي للتواصل.
وألقى سعادة عبد الله بن محمد العويس، كلمة جاء فيها: تتعزز مسيرة الشعر العربي في المملكة الأردنية الهاشمية، من خلال الدور الذي يقوم به في المفرق، فلقد كان البيت خلال أعوامه الستة الماضية، منبراً لشعراء الأردن وأبناء البلاد العربية، وامتد حضوره الأدبي إلى محافظات المملكة، ضمن تعاون ثقافي مع المؤسسات الأهلية والرسمية.
وأضاف سعادته، أن البيت كشف عن مواهب شعرية جديدة، ترفد المشهد الشعري في الأردن، ليأتي مهرجان المفرق للشعر العربي بمثابة التتويج لتلك الجهود الخيرة، ويسعدني في هذه المناسبة، أن أتقدم بجزيل الشكر والتقدير إلى وزارة الثقافة، على تعاونها الدائم مع دائرة الثقافة بالشارقة، ونقل تحيات صاحب السمو حاكم الشارقة للحضور، وتمنيات سموه لهم بالتوفيق.
أما مدير بيت الشعر في المفرق فيصل السرحان، فأكد أن مبادرة بيوت الشعر التي أطلقها صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، كانت ولاتزال محطة من محطات الثقافة العربية، وأصبحت مظلة وارفة، وأضاف أن بيت الشعر في المفرق يحظى بمتابعة ثقافية وإعلامية، معرباً عن تقديره لدائرة الثقافة في الشارقة، على اهتمامها المتواصل لبيوت الشعر في مختلف البلدان العربية.
بعدها قدم الشعراء عبد الله حمادة، وكرامة شعبان، وتيسير الشماسين، وعلي شنينات، نماذج من قصائدهم الوجدانية والوطنية والاجتماعية التي نالت إعجاب الحضور، واختتم الحفل بعرض فني لفرقة نايا الموسيقية .
وتتواصل فعاليات المهرجان، اليوم الأربعاء، بأمسية شعرية يشارك فيها كل من: عضيب عضيبات، وإسلام علقم، ووردة سعيد، وخالد السبتي، وأحمد عبد الغني.
ومما جاء في قصائد الشعراء، ألقى الشاعر عبد الله حماده قصيدة:
الشهداء: نزفٌ للأعلى
ماْئتين!!
ما هـذا البريق الصـاعدُ؟
الجـوع يـهمي والذهـول مـوائــدُ
ماْئتين!!
والأرقـام تـشـبه بـعـضها
لكـنّ بـعـض النـقصِ نـقـصٌ زائــدُ
كـانوا خِـفافاً،
لا كِـــفاءَ لثِــقـلـهم
متناقـصـون وضَـوؤهـم مـتزايـدُ
مـا هـزّهـم قـلقُ الصــعـود
وإنــما
أسـلوبُهم في البـرق أن يتراعدوا!
لولا ذَرَوا فـي الريـح من أسمائهم
ما قال جـذر التـوت "إنيَ صامدُ"
ولأنـهم ســنّـوا الوفــاةَ قــصـيدةً
نامت على الجنب اليمين قصائدُ!
هم ظـل فلسـفة الزنـاد؛
يعلمونكَ: إن قـضـيتَ هـــنا
فـإنّــك عــائـدُ!
هـذي المـآذن مـن صدى أعناقهم
وصــدورهـم للمتـعبين مســاجـدُ
نـادَوا وقــد صـفّـوا الحـنينَ أئمةً:
يـا أيــها المتـزاحـمون تبــاعـدوا!
تسـبيحكم أن تــبـذروا أرواحـَـنـا
وصـلاتـكم للـّــه أن تتــسـاعــدوا
وقرأ الشاعر كرامة شعبان قصيدة بعنوان "آنية للمَطر الأخير"، جاء فيها:
في قفلِ بابِكَ مفتاحانِ من صدَأ
عَناكبُ الوَقت والخوف الذي كبرا
يا سَيّدَ البابِ ما في البابِ مِن حَرَس
ظِلّينِ جئنا مع النّور الذي عَبَرَا
في دهشَةِ القلبِ أوجاعٌ مُؤجّلةٌ
حتّى يمرّ بِيَومِ الحربِ منتَصِرا
النّاظرونَ إلى إزميلكَ ارتبكوا
ما للتّماثيلِ في كفّيكَ ليس تُرَى
كأنَّ غيما نبيّا جاءَ جلّلها
والصّوت شدَّ على أفواههم وَترا
وأنتَ تعصبُ عينَ الماء ترمقني
ترى طَريقا إلى الغاباتِ مُختَصَرا
دُلَّ الحِصانَ على كَهفٍ يَموتُ به
وانثر رؤاكَ على عينيّ لستُ أرى
قَلبي عَلى النَّار في سيخٍ أقَلّبهُ
طيرا لحُبّ إذا ما مسّهُ.. نَفرا
أصابعُ الشّمسِ أعصابٌ مُقَطّعةٌ
والبَحرُ يُحرقُ في تَقويمِها قَمَرا
أما الشاعر تيسير الشماسين فقرأ أبيات قائلاً:
فَتَّشْتُ
إِذْ فَتَّشْتُ
بَينَ قَصائِدي
عَلَّ الجُنونَ يُوافقُ الإِدراكَ
فيما لا يُصَدَّقُ أو يُرَى ..
فَوَجَدتُّهَا
ما بينَ رُكنَيِّ الحَقيقَةِ
والخَيالِ
وبينَ
آلافِ الحِكاياتِ الَّتي
نُسِجَتْ وأَينَعَ
في مَسَارِدِهَا
الجَمالُ وأَزهَرَا
فَوَجَدتُّهَا.. لا بَلْ
قَصَدتُّ لَمَحتُهَا
عَفواً؛
فَأَقْصُدُ قَد لَمَحتُ أَثيْرَهَا
بَينَ الأُلوفِ
الضَّامِراتِ مِنَ النِّساءِ
عَنِ الرُّؤَى
وهيَ الوَحيدَةُ
مَنْ إِذا
نَظَرَ الكَفيفُ
إِلى
بَريقِ جَمالِهَا
مِنْ أَلفِ مِيلٍ أَبْصَرَا
كما قرأ الشاعر علي شنينات قصيدة جاء فيها:
قُلْتُ آتِيْهَا بِبَعْضِ الوَرْدِ مَغْرُوسَاً عَلَى سَطْحِ القَصِيْدَةِ...
قُلْتُ أبْنِي فِي مَدَارِ التَّيْهِ أعْشَاشَاً
تُلَمْلِمُ رِيْشَنَا المَنْثُورَ في كَفِّ الرِّيَاحِ...
قُلْتُ لا بَأسْ
لَوْ رَسَمْنَا فِي المَدَى وَطَنَاً عَلَى شَكْلِ قَلْبَيْنَا
وَطَنَاً يُدَثِّرُنَا لَوْ تَعَرّيْنَا فِي الغِيَابِ...
قُلْتُ أرْكُضُ فِي المَسَافَةِ بَيْنَنَا
حِيـْنَ تَتَّضِحُ الرُّؤى
أوْ يَحْنُو عَلَيْنَا المُسْتَحِيْلُ...
قُلْتُ آتِيْهَا وَأمْسَحُ عَتْمَهَا بِالضّوءِ
وَأشْعِلُ بَينَ عَيْنَيْهَا سِرَاجَ الشِّعْرِ
وَأغْفو مُتْعَبَاً
حَيْثُ لا أحَدَ سِوَايَ
يُدْرِكُ كُنْهَهَا