شددت دائرة الصحة في أبوظبي، على أهمية الدور المحوري الذي لعبته تقنيات "التشريح الرقمي" المتطورة، التي تستخدمها الدائرة ضمن الجهود الرامية، إلى تعزيز استجابة الإمارة لجائحة "كوفيد-19"، والحد من تداعياتها، وضمان صحة وسلامة المجتمع.
الشارقة 24 – وام:
أكدت دائرة الصحة في أبوظبي، الدور المحوري الذي لعبته تقنيات "التشريح الرقمي" المتطورة، التي تستخدمها الدائرة ضمن الجهود الرامية، إلى تعزيز استجابة الإمارة لجائحة "كوفيد-19"، والحد من تداعياتها، وضمان صحة وسلامة المجتمع.
وبذلك تنضم الإمارة، إلى عدد من البلدان المتقدمة، كالولايات المتحدة الأميركية والمملكة المتحدة وكندا وألمانيا وأستراليا واليابان، وغيرها التي تستخدم التقنية المتطورة.
وتقوم عملية التشريح الرقمي أو المسح الإشعاعي لجثامين الوفيات، باستخدام تقنيات الأشعة الإكلينيكية، تحت إشراف فنيين مؤهلين ومدربين يطبقون الإجراءات والبروتوكولات المعمول بها، وفق اللوائح الصادرة عن دائرة الصحة في أبوظبي، بما يتماشى مع أفضل الممارسات العالمية، التي تحترم حرمة الجثامين، وتحافظ على الخصوصية، حيث يتم الإجراء دون المساس بالجثة أو تعريضها لتشريح فعلي، ومن دون الحاجة لفتح أو إخراج الجثة من كيس الإخلاء الذي يتم استلامها فيه.
وكانت الإمارة، استعانت بتقنية التشريح الرقمي المتوفرة في المشرحة المركزية بمدينة أبوظبي، في التقصي عن حالات الوفاة التي تظهر عليها مؤشرات تغير في الرئة، ما قد يدُل على احتمالية الإصابة بفيروس كوفيد-19، وذلك بهدف حماية المتعاملين مع الجثمان، ولتقصي وفحص المخالطين للمتوفى، لضمان سلامتهم وصحتهم وصحة من حولهم.
وتساهم هذه التقنية المتطورة، في تقصي التغيرات التي قد تدل على إصابة الحالة ببعض الأمراض المعدية، وذلك لأخذ الحيطة والحذر واتخاذ كافة الإجراءات اللازمة، للوقاية من العدوى والحد من انتشارها.
ويسهم التشريح الرقمي، في تحقيق جملة من الأهداف المهمة، بما في ذلك تحديد الإصابات والكسور بشكل دقيق، والكشف عن أي نزف دموي في الجمجمة أو تجاويف الجسم، ما يسهم في تحديد سبب الوفاة والتعرف على هوية وجنس المتوفى والفئة العمرية التي ينتمي إليها، وخصوصاً في حالات الأزمات والكوارث، والكشف عن آثار العنف ضد الأطفال والقصّر المتوفين، والكشف عن التغيرات الناتجة عن تأثر الجسم من الاختلاف المفاجئ للضغط، لا سيما في حوادث الغوص العميق والاستعاضة عن الفحص التشريحي في بعض الحالات.
وبدأ استخدام تقنية التشريح الرقمي منذ أكثر من عام، حيث تم توظيفها في التعامل مع أكثر من 700 حالة حتى تاريخه، ويبلغ الوقت المستغرق للتشريح الافتراضي من 15 إلى 30 دقيقة كحد أقصى.
وأكد سعادة الدكتور جمال محمد الكعبي وكيل دائرة الصحة أبوظبي، أن القطاع الصحي في الإمارة، يواصل ترسيخ مكانته على خارطة الرعاية الصحية العالمية، من خلال استكشاف وتطوير وتوظيف أحدث التقنيات الطبية والابتكارات الرائد ومجاراة أبرز ما توصل له العلم، للحفاظ على صحة وسلامة جميع أفراد المجتمع في الإمارة مستفيداً من بنيته التحتية المتطورة والكفاءات والإمكانات المتميزة في القطاع، الأمر الذي أسهم في صدارة الإمارة لمدن العالم في الاستجابة للجائحة.
من جهته، أضاف الدكتور مروان الكعبي المدير التنفيذي للعلميات بالإنابة في شركة "صحة"، كجزء من التزامها بتوفير خدمات صحية بمستويات جودة استثنائية، تحرص "صحة" وبشكل مستمر على تطوير جميع خدماتها وعملياتها، من خلال تطبيق أعل معايير وممارسات التميز، وتوظيف الابتكار وأحدث التقنيات المتقدمة، لتقديم خدمات مبتكرة بوقت أقل وكفاءة عالية لجميع المرضى، بما يضمن الحفاظ على صحة ورفاه المجتمع ومواصلة مسيرتنا في التقدم والنجاح.
بدوره، أعرب الدكتور نايف حسن الجناحي أول استشاري إماراتي مرخص من دائرة الصحة أبوظبي في طب الأشعة الشرعي "التشريح الرقمي"، عن فخره بكونه أول طبيب إماراتي مرخص من دائرة الصحة أبوظبي في طب الأشعة الشرعي، والذي لم يكن أن يتحقق لولا الدعم اللامحدود للقيادة الرشيدة التي تمكن أبناءها من مواصلة مسيرة البناء والتميز، والمضي قدماً بالقطاع الصحي.
وأضاف الجناحي، أن التعامل مع الجثامين هو أحد المؤشرات التي يمكن أن تقيس مدى تحضر أي دولة، وتعكس رقيها وثقافتها، وهو ما حرصنا على تجسيده من خلال استخدام التقنيات الطبية الحديثة، التي لها أثر ملموس في إثراء عمليات المشرحة وتعزيز صحة ووقاية المجتمع.