جار التحميل...

mosque
partly-cloudy
°C,
للتوعية بحرائق المناطق النائية في البرازيل

رماد الأمازون يتحول إلى جدارية عملاقة في ساو باولو

21 أكتوبر 2021 / 9:56 PM
حوّل فنان وناشط برازيلي، البقايا المتفحمة من الثروة الزراعية في الأمازون ومناطق مجاورة، إلى جدارية عملاقة على واجهة مبنى بساو باولو، في لوحة بعنوان "إطفائي الغابة"، وتمثل عنصراً في فرق الإطفاء يجسد في آن معاً البطولة والعجز بمواجهة حريق.
الشارقة 24 – أ ف ب:

ينساب رماد داخل غربال إلى مستوعب مليء بالألوان.. بهذه البقايا المتفحمة من الثروة الزراعية في الأمازون ومناطق برازيلية أخرى، أقيمت جدارية عملاقة على واجهة أحد مباني ساو باولو.

وتحمل هذه الجدارية، التي دُشنت رسمياً أخيراً، توقيع الفنان والناشط البرازيلي موندانو، وهي بعنوان "إطفائي الغابة"، وتمثل عنصراً في فرق الإطفاء يجسد في آن معاً البطولة والعجز بمواجهة حريق.

وبعد جمع مئتي كيلوغرام من الرماد، في مواطن بيئية عدة استعرت فيها النيران، أنشأ الفنان جدارية عملاقة ممتدة على ألف متر مربع على مبنى قريب من حي أفينيدا باوليستا في قلب المدينة البرازيلية الكبرى.

ولا يأتي الرماد من أدغال الأمازون حضراً، بل أيضاً من بانتانال وغابة ماتا أتلانتيكا على المناطق الساحلية البرازيلية، وسافانا سيرادو.

ويوضح الفنان والناشط موندانو البالغ 36 عاماً، راودتني هذه الفكرة من شعور بالعجز، نرى منذ عقد الغابات تحترق، وبصورة متزايدة في السنوات الأخيرة مع مستويات قياسية.

وفي مطلع 2020، رسم موندانو "وهو الاسم الذي يعرّف به عن نفسه"، جدارية عملاقة أخرى من خلال استخدام بقايا من الوحل السام مصدرها سد برومادينيو المنجمي الذي تسبب انهياره المأسوي في يناير 2019 بمقتل 270 شخصاً.

ويسعى موندانو، من خلال الرماد، إلى توعية سكان ساو باولو على الحرائق التي تستعر سنوياً في المناطق النائية في البرازيل، البلد العملاق الأشبه بقارة بحد ذاته.

ويوضح الفنان، أن حرائق الغابات في الأمازون تبدو بعيدة جداً، لا أحد يراها حقاً، الفكرة تكمن في إحضار الرماد إلى هنا لإثارة تعاطف.

وفي يونيو ويوليو الفائتين، خلال رحلاته لجمع الرماد، شعر موندانو بلهيب الحرائق وأيضاً بالمشقات التي يقاسيها الإطفائيون الذين يكافحون بلا كلل حرائق ضخمة تقضي على الثروة الحيوانية والنباتية.

وعلى جداريته، يظهر الإطفائي بشكل رجل أسود صاحب نظرة ثاقبة، بجانب هيكل عظمي لتمساح استوائي أميركي "كيمن".

ويختلف توزع اللونين الأسود والرمادي تبعاً لكمية المياه المستخدمة، وأيضاً بحسب مصدر الرماد المحفوظ داخل علب كبيرة شفافة عليها ملصقات تعريف دقيقة، وتتباين الجدارية بالأبيض والأسود مع الألوان الزاهية للجداريات المنتشرة في ساو باولو.

ويوضح موندانو، المدينة رمادية، مع الأسفلت والتلوث، كلنا بتنا نصبح رماديين.

وبدأ موندانو رسم الجداريات منذ سنوات المراهقة، وهو عُرف خصوصاً سنة 2012 بتزيينه عربات جامعي الخردة بألوان ورسائل من قبيل مركبتي لا تسبب التلوث.

ومع الجدارية المصنوعة من الرماد، يندد الفنان الملتزم بعجز الحكومات المتعاقبة، وإهمالها بمواجهة المشكلات البيئية، كما أن الوضع ازداد سوءاً خلال رئاسة جايير بولسونارو: فمنذ بدء ولايته في 2019، أزيلت حوالي 10 آلاف كيلومتر مربع من المساحات الحرجية سنوياً في الأمازون، في مقابل 6500 كيلومتر مربع خلال العقد السابق.

كما وصلت الحرائق التي تحصل بعد إزالة الأحراج، مع إحراق متعمد للأراضي بهدف تحويلها للزراعة أو لرعاية الماشية، إلى مستويات مقلقة.

ويضيف موندانو، أن الحكومة تفكك السياسات البيئية وتضرب عرض الحائط بحقوق السكان الأكثر ضعفاً، خصوصاً مجموعات السكان الأصليين.

هذه الجدارية المصنوعة من الرماد، مستوحاة من اللوحة الشهيرة للرسام البرازيلي كانديدو بورتيناري "1903 – 1962، بعنوان "عامل حقل البن".

وكما في هذا العمل العائد إلى عام 1934، تظهر جدارية موندانو رجلاً أسود يدير وجهه إلى الجانب وتظهر وراءه مساحات زراعية.

أما الرجل الظاهر في جدارية موندانو، فهو مستوحى من شخص حقيقي هو الإطفائي المتطوع فينيسيوس كورفا دي فينتو، الذي كافح النيران في سيرادو.
October 21, 2021 / 9:56 PM

مواضيع ذات صلة

أخبار ذات صلة

Rotate For an optimal experience, please
rotate your device to portrait mode.