الشارقة 24:
ضمن جهودها الوقائية والاستباقية في رفع وعي أولياء الأمور لحماية الأطفال من الأشكال المختلفة للإساءات الجنسية التي قد يتعرضون لها عبر الإنترنت، أو من خلال تصفح المحتوى الإلكتروني غير المناسب لأعمارهم؛ نظمت إدارة سلامة الطفل التابعة للمجلس الأعلى لشؤون الأسرة في الشارقة ورشة عمل افتراضية بعنوان "ما قد لا يعلمه الوالدان عن الإساءة ضد الأطفال"، قدمتها الدكتورة هبة حريري، خبيرة الإرشاد والعلاج النفسي من المملكة العربية السعودية.
وشارك في الورشة الافتراضية 200 من الآباء والأمهات، وشاهدها أكثر من 1980عبر الحساب الرسمي "لإدارة سلامة الطفل" على موقع التواصل الاجتماعي "انستغرام"، وركزت على توعية الأهالي بأنواع الإساءات الجنسية الإلكترونية التي قد يتعرض لها الأطفال في مختلف بلدان العالم، وعلامات حدوثها وأعراضها وآثارها النفسية وكيفية وقاية الأطفال منها.
وتناولت الورشة الإساءات غير المباشرة التي قد تغيب عن الوالدين لأنها تكون غير ملموسة، والمتمثلة في تعرض الطفل لمشاهدة صور أو مقاطع غير لائقة عبر الإنترنت والأجهزة اللوحية، أو التي تتخلل إعلانات ألعاب الفيديو دون أن تتناسب مع عمر الطفل والتي قد تلحق به الضرر النفسي، وغالباً ما تكون من خارج المحيط الجغرافي للدولة.
كما تطرقت الورشة إلى مخاطر استخدام الأطفال للأجهزة المرتبطة بالإنترنت بدون رقابة عائلية، وما قد تسببه من أخطار مثل الإساءة الإلكترونية الذي يصعب تتبعه بسبب الطبيعة الافتراضية العالمية لشبكة الإنترنت، ما يتطلب المزيد من حرص أولياء الأمور على توفير الأمن الإلكتروني لأطفالهم ومراعاة اتباع الخطوات اللازمة للاستخدام الآمن للإنترنت، لوقاية الأطفال من مختلف أشكال الإساءة والاستدراج والإساءات التي تحدث للصغار في مختلف دول العالم.
وفي محور آخر تحدثت المدربة حول العلامات التي تشير إلى تعرض الطفل للإساءة سواء كانت مباشرة أو غير مباشرة، ومن بينها تأثر القدرات المعرفية وتراجع التحصيل العلمي للطفل وتخوفه من الذهاب للمدرسة ومحاولته تجنب الخروج للأماكن العامة، مع تزايد السلوك الانسحابي والدخول في نوبات غضب أو بكاء غير مبرر، كما يزداد شعوره غير المبرر بالخوف وعدم الرغبة في الانطلاق واللعب مع أقرانه، ما يتطلب التدخل الفوري من الأهالي للوقوف إلى جانب الطفل الذي تظهر عليه مثل هذه العلامات.
وحول الآثار التي تسببها الإساءات المختلفة للأطفال، أوضحت المدربة أن حجم الصدمة التي قد تحدث للأطفال في هذه الحالة تجعلهم لا يستطيعون نسيان ما حدث أو تجاهله، وأن الصدمات تترك لدى الصغار الاكتئاب والمشاعر السلبية، وعدم الثقة بالمجتمع من حولهم، خاصة إذا لم يتم الإصغاء للطفل والوقوف إلى جانبه واحتضانه بالعاطفة الأسرية لكي تختفي المخاوف لديه ويعود لحياته الطبيعية.
وركزت الورشة في محورها الأخير على أهمية بناء أولياء الأمور علاقة عاطفية آمنة مع أطفالهم، لخلق أجواء من الألفة والثقة التي تدفع الطفل إلى مصارحة والديه في حال تعرضه لأية إساءة، وقالت المدربة إنه من واجب الأهل عدم تحميل الطفل ذنب ما تعرض له، وعلى أولياء الأمور مراعاة متطلبات كل مرحلة عمرية وما يناسبها من تثقيف، لمساعدة الأطفال على تحصيل الوعي اللازم الذي يمكنهم من حماية أنفسهم وتجنب التعرض للإساءات.